عادل المدوري يكتب:

في الجنوب.. لن نسمح بتكفيرنا مرة أخرى !!

امتثالا بمثلهم الاعلى ومعلمهم الاكبر "الرئيس عفاش" وقدوتهم الذي دأب على اللعب بجميع الاوراق بما فيها ورقة الدين ومنابر المساجد، واستخدام الدين والفتاوى في حربه القذرة على الجنوب، وجعل النصوص الدينية خادمة لسياساته، وسلماً ارتقى به طوال فترة حكمه لليمن الى مطامعه السياسية الضيقة، وتجييش من يدعون انهم أئمة وخطباء مساجد وجعلهم العوبة بيده، يرجع اليهم عندما يشتد الصراع السياسي، فيخرج بالفتاوى كسيف مسلول لارهاب معارضيه واستغفال عامة الناس البسطاء.

 

طل علينا مؤخرا نائب رئيس الوزراء وزيرالداخلية من المعاشيق بصورة عفاش آخر، يحاضر ويوجه من يفترض ان يكونوا اهل العلم والذكر، وأسالوهم ان كنتم لاتعلمون، ولكن كما يقول المثل المعروف "ابن الوز عوام" فهو تلميذ تخرج من مدرسة عفاش، وما حكومة الشرعية الا جماعة خرجت من رحم المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم وهذا الحزب بمثابة مصنع القيادات التي كان يعتمد عليها الرئيس السابق عفاش في تعييناته باركان حكمه، ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية لحكومة الشرعية كان وما زال يشغل رئيس دائرة الشباب والطلاب في الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام.

كنت اعتقد وغيري الكثير ان رياح التغيير التي هبت على البلاد، وكفاحنا ضد المنهج الصفوي الايراني الذي حاول ابتلاع الجنوب ارضاً وانساناً وديناً، قد حرر أئمة وخطباء المساجد من التبعية وتسييس الدين والفكر التكفيري،  وان من يعتلون منابر المساجد اليوم في عدن والجنوب، ليس لهم انتماء سياسي متعصب غير وطنهم، ولا يقعون في الاخطاء ويخوضون في تكفير الناس، وان خطباء المساجد قد ادركوا ان الدين لم ولن يكون تابع لاي جهة كانت، وان دورهم هو الخوض في ما يخص الناس وقول كلمة الحق وانطلاقاً من نظرة الدين السمح للحياة، وبالاستناد الى الاحكام الشرعية والقيام بواجبات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كان عليها سلفنا الصالح.

لكن ماحدث أن مجموعة من الدعاه من ربوا لحاهم الضالة والمضلة ومن يلوون اعناق الايات الكريمة والاحاديث الشريفة ويفترون على الله الكذب، يشاركون في الصراع السياسي القائم بالجنوب بقوه، فقد ساهمت منابر المساجد وخطباء في تحريض الشباب على العنف في احداث عدن الاخير من خلال الخطب والمحاضرات وقبلها احل احد الخطباء من عرب (48) دماء قوات الحزام الامني، وها نحن نسجل أولى حالة استشهاد لاحد افراد قوات الحزام الامني في اعمال الفوضى المدفوعة في بعض شوارع عدن من قبل مشروع العودة الى صنعاء.

أي تقدم نحققه على درب استعادة الدولة سيكون ناقصاً مالم ننتبه الى مايقدمه المسجد، لان مجتمعنا متدين ومحافظ، وهناك من يروج للتعصب والتكفير،  فالمسجد وسيلة اتصال سهلة وهو اهم المصادر الموثوقة التي تلعب دور مباشر بالتأثير في حيات مجتمعنا اليومية، ويقع على عاتق هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وكذا العلماء في الجنوب مسئولية تنظيم دور المساجد الجنوبية وإنشاء هيئة علماء الجنوب، كي تتولى ادارة المساجد الجنوبية ومراجعة المحتوى الديني المقدم للناس حتى لايهمل المسجد، ويصبح سلاحاً في ايدي الاعداء.