عادل المدوري يكتب لـ(اليوم الثامن):

22 مايو ذكرى النكبة بالجنوب وشعبه

في الذكرى السنوية الـ29 لـ 22 مايو من عام 1990م يوم النكبة التي حلت بالجنوب وشعبه، ذكرى قيام مايسمى بالوحدة المشئومة بين جمهوية اليمن الديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية، يحييها الجنوبيون اليوم وبعد مرور ما يقارب ثلث قرن من الزمان وهم يستذكرون ما حل بهم من ماسي إنسانية ودمار للإنسان وللثقافة وللمؤسسات وللنظام المدني الحضاري الذي كانت تتحلى به الجنوب.

يحييها الجنوبين وهم يروون للأطفال قصص الإرهاب وكيفية دعمه وتوجيهه من قبل شركائنا من توحدنا معهم، إلى محافظات الجنوب ليمارس القتل والبطش وتعذيب المواطنين في أبين وعدن ولحج وحضرموت، وإيهام العالم بأن الجنوب منبع الإرهاب ورسم صورة سوداوية عن الجنوب من قبل وسائل إعلامهم.

بينما في حقيقة الأمر الأرهابيين جميعهم ضباط وجنود يتبعون قوات الجنرال العجوز الأحمر، يخرجون من معسكراته ينفذون أهدافة وأوامره، في 22 مايو الأسود من كل عام يستذكر الجنوبيون كل ما قامت به العصابات الشمالية لمنظومة الحكم الزيدية وماتقوم به حتى اليوم في حقهم من غزوات دموية لأجل بقاء دولتهم العنصرية المتخلفة التي يتفاخر قادتها بأنها عمدت بالدم وبسفك دماء النساء والأطفال، دولة اريد لها أن تكون دولة لصنعاء ورموزها العسكرية والقبلية ولا شأن للجنوبين فيها.

كيف لا تكون ذكرى نكبة على الشعب وقد اُحتل واستبيح واُخُضِعَ الجنوب ومؤسسات دولته المدنية الحضارية لعصابة قبلية متدثرة بأوهام حق الوصاية والجباية والأتاوات، وما على الجنوبيين سوى أن يعودوا للأصل وتسليم ثرواتهم وخيراتهم لإمراء حرب 7 يوليو 1994م، ومن يحتج أو يمانع أو مجر معارضة سلمية من مواطني الجنوب سيقتل بدم بارد ويتهم إنه مرتد عن الدين وإنفصالي وليس بوطني.

ليس من السهل أن ننسى المجازر المرتكبة بحق شعبنا منذ 29 عاما والتي تقشعر لها الأبدان، ولن ننسى الآلام والأحزان وحياة الجحيم والموت والتشريد والجوع وفقدان الوظائف والرواتب، لن ننسى الموت والدمار وحالات الررعب التي رافقت هذه الذكرى المشئومة، هذه الذكرى التي تُعدّونها عيدا وطنياً وتحتفلون بها لانكم تقاسمتم غنائم الحرب فيما يبنكم وأستوليتم على الأراضي والثروات والمؤسسات والوظائف بعد الحرب الظالمة، نَعُدُّها نحن الجنوبيين ذكرى كارثة ونكبة حلت على الجنوب ودمرت الأخضر واليابس واهلكت الحرث والنسل، فهل يعي شعب العربية اليمنية أن يوم عيدهم الذي يحتفون به ويمجدونه يعتبر بالنسبة لنا يوم نكبتنا؟؟

ونحن اليوم في الذكرى الـ29 للوحدة المشئومة ماتزال جولات الحرب مستمرة على أراضي الجنوب بين قوات المقاومة الجنوبية والقوات الشمالية وأن أختلفت المسميات فالهدف واحد وهو صراع ناتج عن إتفاق 22 مايوالأسود، من يصدق إنه بعد 29 عام من توقيع إتفاق النكبة 22 مايو الأسود مانزال ندفع الثمن الباهض لفاتورة هذه الإتفاقية بقوافل من الشهداء يستشهدون في سبيل إستعادة حق مسلوب وأرض منهوب.

بعد مرور 29 عاما على الوحدة المشئومة ماتزال جولات الصراع مستمرة والمعركة مستمرة حتى اليوم على مختلف الجبهات، ولم يدرك أشقائنا في الجمهورية العربية اليمنية إن 22 مايو الأسود مجرد إتفاقية وحبر على ورق ومن حقنا أن نلغي ونمزق هذه الإتفاقية وندوس عليها، لأن الشرعية للشعب وليست للورق، والحق لأصحاب الأرض ونحن أصحاب دولة وتاريخ دولتنا ومايزال حيا حتى اليوم، والسؤال الذي يجب أن يُطرح، متى يعي أشقائنا في الجمهورية العربية اليمنية إن 22 مايو أنتهى؟ هذا السؤال ربما تجيب عنه الأيام القادمة..