عادل المدوري يكتب لـ(اليوم الثامن):
العيد في عدن "لمن استطاع إليه سبيلا" !!
كثيرة هي الأعباء التي ماتزال جاثمة بثقلها على كاهل المواطن في الجنوب، ضمن متغيرات سلبية كبيرة طرأت على الجانب الإقتصادي وإرتفاع الأسعار منذ الإنقلاب الحوثي وإندلاع الحرب وقرار الرئيس هادي بتعويم الريال وأمر البنوك بالتعامل بسعر صرف السوق بدلا من السعر المحدد، وماتلاها من إنهيار الريال اليمني أمام العملات وصلت تأثيراته المباشرة على المستوى المعيشي للأسر في محافظات الجنوب بشكل أكبر كونها تخضع إدارياً لحكومة الشرعية، حيث أرتفعت أسعار جميع السلع والمواد والمأكولات من بينها اللحوم البلدي وملابس العيد بنسبة تزيد عن 200% عما كانت عليه في العام 2011، وطالما وأسعار اللحوم وملابس العيد مرتفعة جداً ولا يستطيع المواطنين اليها سبيلا، فما من خيار أمامهم سوى المقاطعة، علها تكبح جماح جشع التجار والغلاء الفاحش، وتعد وسيلة المقاطعة من أنجع الوسائل الشعبية في مواجهة إرتفاع الأسعار ومحاربة الإستغلال من قبل التجار فتنشأ ظاهرة إنخفاض الطلب إلى حدوده الدنيا بينما يرتفع ويزيد المعروض عن حاجة السوق مما ينتج عن ذلك انخفاض الأسعار بشكل تلقائي حسب النظرية التجارية الخاصة بالعرض والطلب.
في مطلع العام 2016م في جمهورية مصر العربية عندما أشتكى المواطنون من أرتفاع أسعار اللحوم البلدي من 90 جنيهاً للكيلو ووصل سعره الى 120 جنيهاً بشكل مبالغ، نييجة لنفس الأسباب والضروف التي نعيشها في عدن، وأصبحت الأسرة المصرية لا تستطيع توفير كيلو لحمة حتى في الأعياد والمناسبات الدينية، بالذات طبقة الموظفين وذوي الدخل المحدود الذين تتراوح رواتبهم من 500 إلى 1000 جنيه مصري راتب شهر بخمسة كيلو لحمة، بعدها أطلق ناشطون مصريون حملة بلاها لحمة لمقاطعة اللحوم، كانت البداية من محافظة أسوان، ثم عممت كحملة شعبية واسعة في جميع محافظات مصر أستخدمت كوسلية مقاطعة ومقاومة حضارية لمواجهة جشع الجزارين والضغط على الحكومة، ونجحت خلال شهر واحد من إنطلاقها بعد الضغط الشعبي الكبير على الجزارين في تخفيض سعر الكيلو إلى 70 جنيهاً.
وبحكم أننا مقبلين على عيد الفطر المبارك والناس في عدن لا تستطيع شراء لحمة العيد سنقوم بمقارنة سريعة لأسعار اللحوم البلدي في كلاً من مصر والسعودية وعدن لنبين حجم الفوضى وجشع التجار في عدن، فلو أخذنا مصر وسعر كيلو اللحم البلدي 70 جنيها وسعر صرف الجنيه المصري مقابل الريال السعودي 4.6 جنيه للريال السعودي الواحد يصبح سعر كيلو اللحمة في مصر 15 ريال سعودي وأعتبرنا صرف الريال السعودي 140 ريال يمني بالتالي فأن سعر كيلو اللحم بمصرالتي تعداد سكانها 100 مليون نسمة 2100 ريال يمني فقط.
وفي السعودية على الرغم إنه لا يجوز المقارنة بسبب فارق مستوى دخل الفرد لكننا سنعمل المقارنه لنبين حجم الغلاء الفاحش في عدن وضواحيها فكيلو اللحم بالسعودية يتراوح من 20 – 30 ريال سعودي حسب نوعية لحم العجول أما سعر لحم الحاشي (صغير الجمل) والمفضل لدى السعوديين والخليجيين بشكل عام رخيص وأقل من 20 ريال ولناخذ 20 ريال سعودي للكيلو، وبالتالي بعد حساب صرف العملات فأن كيلو اللحم البلدي بالسعودية 2800 ريال يمني فقط و 92 جنيهاً مصرياً.
أما في عدن فسعر كيلو اللحم البلدي 4500 ريال يمني بعد حساب صرف العملات يصبح سعر الكيلو اللحم البلدي بعدن 32 ريال سعودي و 147 جنيهاً مصرياً. وبمعنى آخر سعر كيلو اللحم البلدي في مصر 2100 ريال يمني وبالخليخ 2800 ريال يمني وفي عدن 4500 ريال يمني، بذلك تعتبر عدن الأغلى عربيا فرق كبير جداً يحتاج إلى مراجعة حقيقية من قبل الجزارين وتجار اللحمة والحكومة.
ملابس العيد هي الأخرى تعتبر هذا العام هي الأغلى وتحدي كبير أمام الأسر في عدن حيث وصلت أسعارها اليوم بعدن فقط قميص وبنطلون وجزمة إلى 70000 ريال سبعين الف ريال يمني ويعني أن راتب شهرين للموظف البسيط بالكاد أن تغطى ملابس فرد واحد من العائلة، أسعار أوصلت الناس إلى حيرة والإضطراب والهذيان من أمرهم هل يوفروا لحمة العيد أم ملابس العيد أم مصاريف العائلة العادية من مأكل ومشرب، لذلك من الأفضل القول إن العيد لمن أستطاع اليه سبيلا، وعيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير.