سبق لي أن كتبت عما توصل له الأطباء من اكتشاف أن أعضاء الخنازير هي أقرب ما تكون إلى أعضاء الإنسان من حيث الشكل والحجم، وأنه من الممكن الاستعانة بها في المستقبل لزراعة الأعضاء.
ووصلتني رسالة من (دار الفتوى www.islamweb.net) – ولا أدري عن مدى صحتها الرسمية – ولكن هذه هي خلاصتها:
لا يخلو الحيوان المراد نقل العضو منه إلى الإنسان من أن يكون طاهراً أو يكون غير طاهر.
فإن كان طاهراً – مثل بهيمة الأنعام المذكاة – فلا حرج في التداوي به وبأي جزء من أجزائه.
وأما إن كان الحيوان غير طاهر – كالخنزير وميتة بهيمة الأنعام – فإن الأصل هو حرمة الانتفاع به في زراعة الأعضاء لنجاسته، فإن لم يجد المريض إلا عضو حيوان نجس ولا يجد ما يقوم مقامه من الطاهر وقد دعت الحاجة إلى ذلك فلا حرج في زراعته، قال تعالى: (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه) – انتهى.
والحمد لله خرجنا حبايب، فلا مات الذئب الذي هو أنا، ولا فنيت الغنم الذين هم المرضى.
ومن كانت حياته معلقة على قلب خنزير مثلاً، فله كامل الحق أن يقبله ليزرع في صدره، أو لا يقبله ليموت موتة (دراماتيكيّة)، فنترحم عليه ليتقبله الله مع الشهداء والصديقين «وحسن أولئك رفيقاً».
وما دمنا بصدد الحديث عن الأطباء والعلاجات، فإنني أجد في تلك المنظمة التي تحمل اسم (أطباء بلا حدود)، وهي منظمة إنسانية بحتة، أنها تحمل الشيء الكثير من قيم الإسلام دون أن تكون مسلمة، وهي تقدم الرعاية الطبية للبلاد المتضررة من الأزمات، بغض النظر عن العرق أو اللون أو الدين، وينتمي لها ما لا يقل عن 42000 طبيب وممرض، وقد أجرت على سبيل المثال في سنة واحدة ما يزيد على 8 ملايين استشارة طبية خارجية، وعالجت أكثر من 312.000 مريض في أقسامها الداخلية، وقامت فرق المنظمة برعاية 230.000 مريض مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، وبتطعيم 2.7 مليون شخص ضد الحصبة أو التهاب السحايا، فضلاً عن معالجة 1.2 مليون شخص مصاب بالملاريا، و1.4 مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد، كما أجرت 100.000 ولادة، بما في ذلك الولادات القيصرية، و130.000 استشارة فردية معنية بالصحة العقلية والنفسية و50.000 عملية جراحية كبرى – انتهى.
وعلى هذا المنوال الإنساني فليتنافس المتنافسون، ولا عزاء للنيام الذين أكل الدهر عليهم و(….).
الشرق الأوسط