عادل المدوري يكتب لـ(اليوم الثامن):

آه يا عدن!

يقولون إن عدن تدهورت ودمرت خدماتها، وأقول هذا ابتزاز ومحاولة إخضاعها بالقوة من قبل العصابة الحاقدة، لأن عدن تحارب من أجل الارتقاء.. يقولون إن الكهرباء والماء خرجا عن الخدمة بالكامل، وأقول لقد أهملت بقصد منذ العام 1990م وأرادوا لها ذلك وقد تحقق.. يقولون عدن غرقت بمياه الأمطار وطفحت منها مياه المجاري وتراكمت النفايات بالشوارع، وأقول لا بأس وألف لا بأس عليك يا عدن هي مرحلة وتعدي.. ستبقين يا عدن مدينة الصفاء والنقاء تضيئين قلوبنا عند رؤيتك، جوك الحار والرطب هو دفء الحنان ونبع الشوق والأمان..

 سلام عليك يا عدن يا عروس البحر الأحمر كلما بعدنا عنك يزيد اشتياقنا إليك، وكلما تغرّبنا شرقاً وغرباً نشعر بالاختناق لأنك الهواء الذي نتنفسه.


ضحينا لأجلك يا عدن كي تكوني عزيزة وقوية وحرة، ولأننا شعب حر يرفض الظلم والإلحاق نكره الإذلال والنهب وانتهاك حقوق الناس وعدم إنصافهم، فلا تأسفين يا عدن على غدر المتخاذلين يوماً ما ستفرحين بالاستقرار كما يحتفل اليوم بجراحك الفاسدون المارقون.. سيعود مجدك وسننتزع حريتنا وسنطرد كل المتحالفين ضدك الأغبياء الذين لا يدكون قدرك ورمزيتك في قلوبنا، يوجعنا ويؤلمنا كثيراً حالك اليوم والنيران تحرق صدورنا، فحالك اليوم لا يسرنا وصمتنا ليس ضعف منا.. اصبري يا عدن ولا تضعفي، فكل ما في الأمر سحابة صيف وعما قريب تنقشع ومهما تمادى الظالمون فيك فالفجر قد لاح في الأفق.


آه يا عدن، ما الذي حل بك؟! أهو من فعل فاعل؟.. كل المدن تتقدم مع الوقت وتتطور وتنهض وتعتمل فيها المخططات الحضارية والمدن الجديدة وتفتح فيها المصانع وتوسع الشوارع وتنقل الثكنات العسكرية والسلاح إلى خارجها إلا عدن يتم تهريب السلاح إلى داخلها ويزيد كل يوم تراجعها، وتفقد ما قد كسبت ولا تجد من يهتم لأمرها.. عدن صاحبة التفوق وحصد المراكز الأولى على مستوى الوطن العربي في العديد من المجالات الثقافية والاقتصادية والرياضية، فيها ثاني موانئ العالم وثاني إذاعة في الوطن العربي، وأول مدينة تم ممارسة الرياضة فيها على مستوى الجزيرة العربية، وأول مدينة عربية زارتها ملكة بريطانيا... إلخ والكثير الكثير من الإنجازات والتفوق في التاريخ الناصع لعدن.

اليوم يبدو يا عدن وجهك شاحبا لشدة ما تعانين وسماؤك سوداء حزينة من اللهب المشتعل والدخان المتصاعد من داخلك، لكنك يا عدن تعلمين ما تزال رايتك خفاقة في العالي، فلم ولن تسقطي ما دام فيك الأحرار وفيك روح المقاومة والفداء وأرضك وبحرك يلفظ الجيف الفاسدة، فيك أبناؤك الشباب ينظمون لغد مشرق ويعملون لصناعة عاصفة عاتية تقتلع الفاسدين والمتحالفين ضدك من أرضك وبحرك، فعدن لن تسقط، وإنما يسقط في وحلها الفاسدون.. عدن لن تركع مهما عُذّبت، وسيركع المحتلون الغاصبون الموجودون فيها وهم غير آمنين وسيخرجون منها صاغرين مطرودين وتبقى عدن.