د. صالح حنتوش العولقي يكتب:

سجـل ياقـلم للتـاريخ

حينما يأتي إلى عدن على رأس كبار الباحثيين السياسيين والأمنيين لمعهد الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية بواشنطن بمقام السفير جيرالد فاير ستاين له دلالة سياسية وأمنية.. ومن منا لايعرف السفير الأمريكي (فاير ستاين) فهو احد مهندسي المبادرة الخليجية ابان اسقاط عهد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وقبل ذلك واثناء حكم علي عبدالله صالح كان السفير الأمريكي فاير ستاين صاحب فكرة إنشاء القوات الخاصة اليمنية لمحاربة الإرهاب واقنع دوائر القرار بالبيت الأبيض والكونجرس الأمريكي والاستخبارات

(سي اي ايه) بالأخذ بها و بأشراف مباشر وتدريب وعتاد ودعم فني وعسكري لوجستي أمريكي للقوات الخاصة اليمنية لمكافحة الإرهاب بقيادة احمد علي عبدالله صالح على اعتبار ان اليمن اثناء ولاية فاير ستاين كسفير لأمريكا بصنعاء بتصريحه ان اليمن شريك قوي لمكافحة الأرهاب وقوله بالتكرار ان اليمن شريك قوي لمحاربة ومطاردة وملاحقة الارهابيين (افراد القاعدة وداعش) والسماح بعقود أمنية وسياسية للطائرات الأمريكية دون طيار والفانتوم ان تنطلق بكل اريحية من سفن الاسطول الأمريكي الرابض بالمياة الدولية بالمحيط الهندي والبحر الأحمر والبحر العربي بخرق الأجواء اليمنية لضرب افراد القاعدة وداعش في العمق السيادي اليمني في اي وقت بعد الرصد بالاحداثيات لتحركات القاعدو في أبين وشبوة والبيضاء ومأرب اثناء حكم عفاش واثناء ولاية الرئيس عبدربه منصور هادي .....فلاضير ان تغيرت وجهة النظر الأمريكية بعد حرب اليمن وفقدان مصالحها من صيرورة البحث عن شريك حقيقي صنديد عنيد في حربهم ضد الإرهاب في اليمن عامة والجنوب خاصة ولن تجد شريك اصيل لمكافحة الإرهاب واكثر ثقة وحنكة وقدرة وامانة الا بالتواصل والتباحث مع المجلس الانتقالي تحت اي مسمى للوفد الأمريكي الذي التقى برئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي واعضاء قيادات رئاسة الانتقالي الا خير برهان علي ضرورة الاعتراف الضمني ابتداء بحق شعب الجنوب بأستعادة دولته لتستقيم بوصلة العلاقات الدولية الندية بالشراكة المشتركة لمحاربة الإرهاب شريطة اولا تحقيق مصلحة الجنوب بالاعتراف الأمريكي الرسمي بحق شعب الجنوب بإستعادة دولته عن طريق ممثله الشرعي المجلس الانتقالي من اجل تأسيس مداميك شراكة حقيقية لمكافحة منابع واوكار الارهاب في المنطقة عامة والجنوب خاصة.

ولهذا تعتبر زيارة الوفد الأمريكي لعدن بشارة خير كأول لقاء شبه رسمي أمريكي جنوبي ممثل باللقاء مع قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وتحت اي مسمى كان الوفد الأمريكي الزائر وإنما في اخر المطاف يمثل مصالح أمريكا الاستراتيجية وأمنها القومي وهذا اقرار ضمني منهم على انفتاح أمريكا للاستماع لرؤية المجلس الانتقالي كحامل لقضية الجنوب دون منازع على الأرض الجنوبية و بثقله السياسي المؤسسي لمجلسه واجنحته واحزمته العسكرية والأمنية ومن خلفه حاضنته الشعبية الواسعة على ان تنقل رؤية الانتقالي عبر الوفد الأمريكي لصناع القرار في البيت الأبيض والكونجرس الامريكي ..

ولهذا علينا التأمل بعمق وببصر وبصيرة وتمحيص مماقاله حرفيا السفير الأمريكي السابق رئيس وفد الباحثيين الامريكيين السفير جيرالد فاير ستاين مخاطبا الرئيس اللواء عيدروس الزبيدي بصفته وشرعيته التي منحه اياه شعب الجنوب حيث قال السفير الامريكي السابق ((سيدي الرئيس نتمنى ان تتكرر لقاءاتنا اكان هنا في عدن او هناك بواشنطن.....!!!! )) ولخير دليل انه حصص حق شعب الجنوب بإستعادة دولته بفك ارتباطه عن صنعاء في المدى القريب العاجل لامحاله.

 

الجنوب في طريق استعادة دولته بفك الارتباط عن اليمن قريبا والمسألة وقت لاغير .