عادل المدوري يكتب لـ(اليوم الثامن):
رؤية جنوبية للسلام
يدرك الجنوبيون أهمية وجود سلام حقيقي باليمن، ينهي الأزمة السياسة المعقدة والحرب المستمرة منذ أربع سنوات مخلفة عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمعوقين، وأوصلت الملايين من المواطنين إلى حافة المجاعة، الأمر الذي دفع الجنوبيين، منذ بداية الأزمة، إلى دعوة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل واضح وصريح، في كل مرة، بضرورة الاستماع إلى أصوات الجنوبيين وإشراكهم في مباحثات السلام وإجراء استفتاء على قضية فك الارتباط واستعادة الدولة، كضرورة لإيجاد حل عادل للقضية الجنوبية باعتبارها أساس الصراع في اليمن، بما يفضي إلى تسوية سياسية شاملة لجميع الأزمات اليمنية.
لا سلام يتحقق باليمن إذا استمرت الأمم المتحدة في تجاهل الجنوبيين، لأن أبناء الجنوب اليوم يمتلكون قوات مسلحة، ومستعدون للدفاع عن أرضهم عسكرياً ولديهم القدرة على تغيير المعادلة على الأرض وقلب الطاولة، وبالتالي استمرار الحرب وترحيل الصراعات لسنوات قادمة إذا لم يتم الأخذ بوجهة نظر الجنوبيين ووضعها على طاولة التباحث والمفاوضات في أي اتفاقات أو توافقات دولية قادمة.
أيضاً الأشقاء في الجمهورية العربية اليمنية جميعهم سياسيون وأحزاب وطوائف وشرائح المجتمع يدركون حقيقة الصراع وجوهره ويدركون في واقع الأمر أن الجنوب دولة ذات سيادة وشعب غير شعبهم، ومن حق هذا الشعب استعادة السيادة والدولة بالطرق السلمية، وما يأمله الجنوبيون من أشقائهم في الشمال تغليب منطق العقل وصوت الحكمة والحوار والتخلي عن السياسات العدائية المزعزعة للأمن وللاستقرار بالجنوب.
آن الأوان لاقتناص الفرص المتاحة لتحقيق سلام حقيقي يعيش فيه اليمنيون إخوانا وجيرانا بسلام، يأمن فيه جيرانهم وأشقاؤهم من شرور ميليشياتهم المتطرفة.
حرص الجنوبيون على السلام ومستقبل اليمنيين، ويبرهن ذلك مواقف قيادة المجلس الانتقالي وكلام الأخ رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، حيث يؤكد في جميع خطاباته باستعداد الجنوبيين المشاركة في المفاوضات لإنهاء الحرب التي أرهقت الشعب اليمني في الشمال والجنوب والمساهمة في تحقيق الاستقرار والبناء، مبرهناً أقواله بأفعال، من خلال تفويت الفرصة على بعض الأطراف المتربصة بالجنوب والتي تسعى لفتح صراعات جديدة في شبوة والمهرة وحضرموت وسقطرى، تجلب الخراب والدمار على الجميع.
رؤية الجنوب للسلام تدعو إلى إبعاد شبح الحرب ولغة السلاح والألغام والمدافع وقتل المدنيين من النساء والأطفال، وإفساح المجال أمام المساعي الدبلوماسية والحوارات والمفاوضات. ويبذل الجنوبيون جهوداً كبيرة لإيصال رؤيتهم إلى المجتمع الدولي من خلال اللقاءات والزيارات التي تمت والتي ستليها، تبرهن على صدق النوايا والتعاون والشراكة مع الدول الشقيقة والصديقة والمحافظة على استمرارها من أجل مستقبل الجنوبيين واليمنيين بالشمال ومستقبل الاستقرار في المنطقة.