مشاري الذايدي يكتب:

من هم خصوم السعودية؟

من الحسن، بين فينة وأخرى، التنبيه والتنويه لما يُراد له من قبل البعض من التشتيت والتمويه!

العدو الأكبر للمصالح السعودية؛ بل العربية لو أنصف العرب، هو النظام الإيراني الخميني، الذي يعيث فساداً في العراق وسوريا ولبنان، وحتى أفريقيا العربية وغير العربية، وطبعاً الخليج، حتى قطر وعمان، وأكيد الكويت، وبلا ريب البحرين والسعودية والإمارات.

نظام يربّي العصابات الآكلة للدولة، كـ«حشد» العراق وحزب لبنان الأصفر، وأنصار الحوثي المغموسين في مياه الطائفية السوداء. نظام قام أساسه العقائدي على «تصدير الثورة»، أي استباحة التدخل والتخريب في صميم الأمن الداخلي للدول العربية، بوجه خاص السعودية، التي أوصى المؤسس الخميني بها خيراً!

هذا النظام لا يعمل وحده، له حلفاء، أخفياء وأهل علن، تشترك مصالحه أو أحقاده مع بعض الدول العربية؛ بل قل حكام تلك الدول. وبعض الحكام يتقاربون من النظام الخميني، رغباً أو رهباً، أو تصريفاً لهواجس تاريخية موتورة تجاه السعودية وحلفاء السعودية، واللبيب تكفيه الإشارة.

من حلفاء هذا الكيان الخميني، حكام قطر حالياً، وهذا أمر ظاهر لا يماري فيه مجادل، اقتصادياً وإعلامياً وسياسياً. وقد تجسَّد هذا التشارك القطري الإيراني أكثر ما تجسّد في الملف اليمني، فنجد شبكة «الجزيرة» وكل منصات قطر الإخوانية، من سنوات وليس اليوم، بعد أحداث عدن، تشوّه التحالف العربي بقيادة السعودية، وترتب الحملات وتمولها في الخارج، ومن يفعل ذلك هم نشطاء «الإخوان» من شتى الجنسيات.

هذا يقودنا للحديث عن الثابت الثاني الذي يحسن التذكير به هذه الأيام عن مصادر الخطر على المصالح السعودية العليا، وهم جماعة «الإخوان المسلمين»، كلهم، من دون استثناء، إلا ما تفرضه الضرورات، والضرورات تبيح المحظورات. وسبب هذا التشخيص هو أن الفكر الإخواني هو تماماً مثل الفكر الخميني، وكلاهما يرى في السعودية خصماً أساسياً، ونقيضاً لمشروعاتهم.

لا تغفل رعاك الله، عن كون السعودية حاضنة الحرمين ونبع الرسالة الإسلامية ومثوى النبي الكريم، أرض العرب الأولى، وفوق ذلك اللاعب الأكبر في سوق الطاقة العالمية، كل هذا، وغيره، يجعلها معيقة لمشروعات الجماعتين الخمينية والإخوانية، وهي – أي الدولة السعودية – قد وعت دروس التاريخ، وعرفت كيف تصنف الخصوم والحلفاء، وصار بصرها اليوم حديداً، وكشف عنها الغطاء.

نذكِّر بذلك؛ لأنه من خطل الرأي وضلاله، أن نركن إلى تجذّر هذا الوعي وديمومته لدى فئام من المرجفين في المدينة، الراكضين في كل هيعة، من مغردين أصحاب نيات طيبة، أو غير طيبة، من أكثر من بلد، يتوه عنهم الرأي الرشيد والبصر الحديد في حومة الوغى «السوشلي» (نسبة للسوشيال ميديا).

هذه هي البوصلة الحقيقية والوجهة الثابتة، التي يراد لها أن تضيع وتضمحل في رَهَج الغبار المصطنع اليوم من اليمن.

الشرق الأوسط