رئيس التحرير يكتب:
حسابات السعودية الخاطئة تخدم الحوثيين والإخوان
دائماً حسابات السعودية خاطئة وخاسرة، كان بإمكانها حسم المعركة مع الحوثيين وهم "متمردون في صعدة"، حين كانت تضخ أموالاً وسلاحاً لحليفها علي محسن الأحمر، لقتالهم، فكان ينهب الأسلحة والأموال والحوثيون يتمددون دون أي مقاومة حقيقية.
حتى 2011م، فوجئت الرياض أنهم في وسط ساحة الجامعة بصنعاء، وحينها رضخت للتعامل معهم "كطرف سياسي"، ساهمت وعن طريق "المبادرة الخليجية" إشراكهم في مؤتمر الحوار اليمني، وكانت المبادرة الخليجية، قد منحت شرعية سياسية لـ"مليشيات طائفية جهوية متمردة"، لا يحق لها في الدستور اليمني أن تكون حزباً سياسياً، والجميع يعرف كيف كانت النتيجة؟
من كانت تعول عليهم في هزيمة الحوثيين في صنعاء، سلموا البلاد والعباد وهربوا في "ثياب حرم السفير"، إلى الرياض.
ومع ذلك، استمرت في المراهنة عليهم، لعلهم يستعيدون صنعاء، ولكنها وجدت نفسها مضطرة لإعادتهم إلى عدن أولاً قبل صنعاء، وها هي تفعل ولكن بحسابات خاطئة أيضاً، ولكن هذه المرة ستكون كارثية.
ما الذي ستجنيه "السعودية" من تحشيد كل هذه القوات في حرب ثالثة واضحة على الجنوب، هل تعتقد أنها تستطيع "قهر شعب" جبار لا يُقهر؟
أي جنون هذا الذي تسوقه الرياض، صوب الجنوب، ما الذي فعله الجنوبيون بالسعودية، لكي تشن عليهم حرباً شعواء، حقيقة صدمت من الصور التي وصلتني يوم أمس من ميناء الوديعة البري، وهي تزويد القوات الغازية من مأرب بالأسلحة والمركبات.. ماذا عن التهدئة التي أعلنت وهي تحشد بقنواتها الحدث والعربية وغيرها، حربا ضد أشقاء لهم كانوا وما زالوا سنداً للمشروع العربي.
أنا أتحدث بنفسي وبصفتي مواطنا جنوبيا، كنت ألف مدن الجنوب منذ 2007م، مع الآلاف بطرق سلمية للبحث عن وطني المسلوب.. أبحث عن حقي في العيش بكرامة وعزة، ولي الحق في وطني، لم أسلب حق أحد... فلماذا تريد السعودية أن تسلب الجنوبيين حقهم في العيش وتمنحه لطرف شمالي تجبر بالأسلحة التي تقدمها له الرياض.
أي جنون يفعله هؤلاء الذين يمارسون عملية انتقامية مع الجنوب المنتصر الوحيد في الحرب على الحوثيين، أي استراتيجية غبية تلك التي دفعت الرياض نحو حرب مع الجنوب الذي يناشد الأشقاء منذ 30 عاما مساعدته في رفع الاحتلال الجاثم على صدور الشعب منذ ربع قرن.
هل تعتقد الرياض أنها بدعم مثل هكذا أفعال سوف تكسر وتقهر شعباً لم يعد لديه ما يخسره؟
قضي الأمر، والجنوب كل الجنوب، أصبحت لديه كل الخيارات للدفاع عن طموحاته وتطلعاته في حياة كريمة بعد 30 عاما من القهر والحرمان الذي مورس عليه من قبل قوى النفوذ الإرهابية.. والله المستعان.
وعلى صعيد آخر.. ارتكبت حكومة المنفى جريمة بحق المئات من جنود الجيش الذين لقوا حتفهم على يد مليشيات الحوثي في مديرية كتاف بصعدة.. حين تركتهم يواجهون الموت دون إسناد أو على الأقل توجيهات بعدم التوغل في مناطق كلها حوثية.
لم نر أية إدانة، أو على الأقل توضيح.. هل لأن أغلبهم من مدينة تعز.. وأن رئيس البلد لا يزال يعمل بنصيحة ياسين سعيد نعمان الذي قال له «أصحاب تعز يشتوا لطم في أوجاههم»؟
عملية احتقار تمارس ضد تعز ليست من اليوم ولكن حروب المناطق الوسطى شاهدة على أعمال السحل والتنكيل.
تلك الحروب التي أودت بحياة أكثر من 200 ألف شخص.
قرأت خبراً أرسله لي الصحافي نبيل الصوفي عن معركة كتاف.. فأدركت أن حكومة المنفى لم تعد تهمها معركة صعدة.. ومدن اليمن الشمالي.