د. ياسين سعيد نعمان يكتب:
الحوثي وتحويل المناسبات الدينية إلى احتفالات تعظم انقلابه!!
كان اليمنيون يحتفلون بالمولد النبوي حباً وتعظيماً لرسول الهدى، ثم جاء الحوثيون ليحولوا المناسبة إلى احتفالات تعظم انقلابهم وترسّم أقبح قرصنة لمشاعر اليمنيين.
سلام الله عليك يا رسول الهدى ويا نبي الرحمة في كل وقت وفي كل حين، فالاحتفاء بك ليس مناسبة سنوية كما يراد لها أن توظف بهذه الجهالة الحمقاء، ولكنها ثقافة يومية تجسدها قيم المحبة والتسامح وأنت القائل: "لئن تهدم الكعبة حجراً حجراً لأهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم".
وفي الجانب السياسي.. لا شك أن السلام، بكل ما يكتنفه من عيوب ونواقص، أفضل ألف مرة من الحروب والعنف وسفك الدماء.
لا يوجد، كما أقول دائماً، اتفاق مثالي للسلام يرضى عنه الجميع، لكن يوجد اتفاق الضرورة الذي يمكن أن يؤسس لحل مثالي.
لهذا فإن اتفاق الرياض هو اتفاق الضرورة الذي كان لا بد أن يتم بالنظر إلى ما يحدق باليمن من مخاطر، وما يحيط بمستقبله من مجاهيل في ظل استمرار تمسك الحوثيين بمشروعهم المدمر لمستقبل اليمن، وبسبب القضايا التي تراكمت وفشل اليمنيون في حلها على مدى سنين طويلة.
أياً كانت الملاحظات التي يتمسك بها البعض حيال الاتفاق، بحق أو بباطل، فإنه لا معنى لمعارضته في أغلب ما يسوقه المشهد من احتمالات سوى التبييت لخيارات أخرى سبق أن جربت وفشلت، وألحقت بالبلد الكوارث.
فلماذا إذاً هذا التماهي مع الماضي، بخيارات الصراع التي عاشها، والذي لم يقدم دليلاً واحداً على أن خياراته كانت أفضل من الحوار والتفاهم والتسوية بقواسم مشتركة تسمح في نهاية المطاف بتسليم حق القرار إلى الناس ليقولوا كلمتهم.
ليكن هذا الاتفاق محطة أخرى من المحطات التي تصنع فيها قواعد حل الخلافات بآليات مختلفة وأدوات مغايرة، تراكم كلها معطيات حضارية تهيئ الانتقال إلى مرحلة جديدة تكون الكلمة الأولى والأخيرة فيها للناس باعتبارهم أصحاب المصلحة في الاستقرار والتنمية والحياة الكريمة.