عادل المدوري يكتب لـ(اليوم الثامن):

رسالة إلى أبناء تعز

تعلمون ونحن نعلم أيصاً أن عاصمة دولتكم في صنعاء ومجلس النواب والشورى والوزراء والرئاسة والسفارات للجمهورية اليمنية والجمهورية العربية اليمنية كلها في صنعاء وليست في عدن، لذلك يجب تغيير سهم البوصلة إلى صنعاء وليس إلى عدن، فقد تم الإنقلاب على دولتكم في صنعاء من قبل مليشيا الحوثي الإيرانية، وأقتحمت هذه المليشيات باقي المحافظات الشمالية والجنوبية وأحتلت المدن وأرتكبت المجازر في تعز وفي حجور ومعبر وشردت العائلات ودمرت البلاد وقضت على الأخضر واليابس ولم نسمع منكم أصوات ترتفع وتستنكر وتحشد الشباب ضد سادتكم " أصحاب مطلع" مثلما نشاهد اليوم من تحشيد ضد الجنوب.

 

تشكلت المقاومات الشعبية في كل المناطق في الجنوب وبالشمال، وقد نجحت المقاومة الجنوبية في تحرير محافظات الجنوب بسبب توحد أبناء الجنوب وصدقهم في محاربة عدوهم، بينما فشلت المقاومة في تعز والشمال في تحرير أي من المحافظات الشمالية، والسبب ليس تقصير من التحالف العربي كما يحاول جاهداً حزب الإصلاح تحميل التحالف المسئولية، ولكن السبب الحقيقي فيكم أنتم ولا أحد سواكم.

 

لم تتحرر تعز لان فوبيا صنعاء قد تملكتكم، ولأنكم مشتتين بين أحزاب وطوائف وأنقسمتم كتابعين لها مسلوبي القرار والإرادة، وجدت تلك الجماعات من خلالكم ثغرات لتنفيذ مشاريعها الهدامة، فزاد الإنقسام والحرب بالإنابة، لذلك أصبحت تعز أكثر مدينة يمنية تعرضاً للحصار والدمار، ولن تتعافى تعز مما تعانيه اليوم الا اذا توحدتم لأجل تعز وتحررتم من التبعية وبيع أنفسكم لأعدائكم.

 

بدلاً من أن تكونوا جنوداً لمدينتكم تعز وتشكلون من أبنائكم حزاماً أمنيا للدفاع عن المدينة المسالمة والعاصمة الثقافية لليمن، وتسخرون آلتكم الإعلامية الضخمة لمناصرة الأهالي المحاصرين والشوارع المغلقة وتطالبون بمظاهراتكم رفع الحصار عنكم وتكثفوا جهودكم من أجل تحرير مدينتكم وعودة الأمن والإستقرارإليها، نجدكم تصوبون سهام الغدر والحقد تجاه الجنوب وأبناءه وضد دولة الأمارات العربية المتحدة التي تعمل لمصلحتكم.

 

ففي وسائل أعلامكم وتظاهراتكم تطالبون بطرد الإمارات وهي غير موجودة في تعز، ومن يحتلكم هي إيران عبر ميلشياتها الحوثية، تبررون جرائم الحشد الشعبي الجناح العسكري لحزب الإصلاح ضد الأطفال والرجال والنساء، وتسكتون عن الفوضى والإغتيالات للقيادات الوطنية المدافعة عن كرامة تعز أمثال البطل الشهيد عدنان الحمادي، بينما أصواتكم ترتفع ضد من يريد مساعدتكم كقوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية والمجلس الإنتقالي الجنوبي.

 

يا أبناء تعز قد قرأنا رساله المدعو حمود المخلافي عميل قطر وتركيا بتحشيد العائدين من الحد الجنوبي على إنها تهديد مبطن للجنوب، لذلك نتمنى أن تكونوا حكماء وتحافظوا على حسن الجوار مع الجنوب فمعظم العمال والتجار في الجنوب من تعز، فإن فكرتم بقطع شعرة معاوية معنا فانتم اكثر الخاسرين، وستكتشفون في يوماً ما باننا صادقون وأوفياء معكم، وبأن الحوثي وحزب الإصلاح الذان تملكا تعز، مجرد مشاريع طائفية مرفوضة ولا يمكن أن تبني دولة وتستوعب أطياف وشرائح المجتمع، ولكم في التطورات والاحداث الجارية في العراق ولبنان ومصر العظة والعبرة.