عادل المدوري يكتب:
المنيّةُ ولا الدنيّة
وقعت مليشيات حزب الإصلاح في شر أعمالها، فقد اختارت المواجهة المباشرة مع القبائل في شبوة وحضرموت، هذا التصعيد الخطير من قِبل تلك المليشيات الإرهابية، لن يمر مرور الكرام، وسيعجل بنهايتها وطردها من الجنوب، وهي تجر أذيال الهزيمة منكسرة خاسرة أمام بسالة رجال الموت من أبناء القبائل في شبوة وحضرموت، مسنودين بقوات المقاومة الجنوبية.
اعتداءات قامت بها قوات حزب الإصلاح من خلال ما يسمى بقوات "المنطقة العسكرية الأولى" تلك القوات الرخوة التي لم نسمع عنها أنها خاضت أية معارك منذ تشكيلها في العام 2013، وتتبع مباشرة الجنرال الإخواني علي محسن الأحمر، وليس الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة كما يفترض، حيث قامت بأعمال عدائية وقصف المدنيين من قبيلة آل حريز في قرى وادي سر بشبام حضرموت بطائرات الهيلوكبتر "الخردة"، وهو أمر مرفوض ولن نقبله على أهلنا في حضرموت ولا في أي مكان آخر بالجنوب.
فقبائل آل حريز سبق وأن لقنت قوات الإصلاح درساً قاسياً في عام 2013 في وادي سر، حيث هجم رجال قبيلة آل حريز على نقطة عسكرية في وادي سر وقتلوا وجرحوا الكثير من الأوباش القادمين من الشمال، لنهب ثروات حضرموت، وقد تدخل حينها المشايخ في حضرموت لتهدئة الموقف مثلما تدخلوا اليوم للتهدئة، وفي واقع الأمر أن ما تقوم به قوات حزب الإصلاح اليوم في وادي سر هو تصفية لحسابات قديمة مع قبيلة آل حريز، وعمل إجرامي انتقامي جبان وغير متكافئ.
الحال مشابه كذلك في شبوة، حيث إن قبائل لقموش كانت وما زالت شوكة في حلق قوات حزب الإصلاح في محافظة شبوة، منذ العام 2015، عندما قاتلت بشراسة ووقفت ضد الغزو الحوثي، وبعدها ظل أبناء هذه القبيلة سداً منيعاً أمام محاولات حزب الإصلاح وقواته في السيطرة على أراضي شبوة وأخونتها، وابتلاع ثرواتها النفطية، وحتى اليوم تدرك مليشيات الإصلاح بأن نهايتهم ستكون على أيدي قبائل لقموش، ومعهم كافة قبائل شبوة والجنوب الحرة.
نحن في الجنوب شعب تربى على الحرية والديمقراطية، وليس في مجتمعنا عادات "حَبّ الرُّكَب"، كما هو حاصل اليوم بصنعاء، وقبائلنا كذلك لا تقبل الذل ولا الخنوع، ولعل شعار المنية لا الدنية الذي رفعته قبائل لقموش في مطلع شهر يناير الحالي، هو أبلغ رسالة لمن يريد أن يفهم الجنوبي، وهذا الشعار سيتحول إلى أيقونة لكل الأحرار الذين لا يرتضون أن تستقوي وتتكبر عليهم قوات الإصلاح التي هربت من وكلاء إيران من صنعاء بملابس النساء.
لذلك قوات حزب الإصلاح تستشعر الخطر وتقوم بأعمال عسكرية جنونية، فقد قصفت المنازل الآهلة بالسكان في وادي سر بالمدفعية والأباتشي الخردة، وقبلها قامت بحملة على مطارح قبائل لقموش في شبوة وخرجت من كلا العمليتين خائبة وخاسرة، ولعلها تؤدي اليوم رقصة الطائر المذبوح، فتقوم بأعمال مستفزة ستعود عليها بالويل والثبور.