عادل المدوري يكتب:

رمضان شهر إنتصارات الجنوب

المتأمل والقارئ بين السطور يستنبط من أحداث شهر رمضان بالجنوب أمور عجيبة، وهذه الأمور لم تأتي صدفة، لانه بالنسبة لفعل الله لا يجوز أن نقول صدفة، ولكن الله يمسك زمام الأمور، وكل شيء عنده بمقدار ويسير الأمور بقضاءه وبقدره.

سيجد المتأمل أن الجنوبيين يرتقون سلم النجاح خطوة بخطوة إلى النصر والتمكين في شهر رمضان المبارك، ينتقلون من مرحلة ضعف إلى مرحلة قوة، ومن تابعين إلى أسياد على أرضهم، ومن ذل إلى عزة وكبرياء وشموخ.

المتأمل سيجد أن رايات الجنوبيون أرتفعت خفاقة في شهر رمضان، وأول نصر كبير حققه الجنوبيون كان في 27 رمضان، معركة تحرير العاصمة الحبيبة عدن من المحتلين القادمين من الشمال مليشيا (الحوثي وعفاش)، حيث سطر أبناء الجنوب معارك جهادية بطولية وتضحيات جسيمة قدّموا خلالها أرواحهم دفاعاً عن أرضهم ودينهم.

إذن أول مرة يرفع الجنوبيون أسلحتهم ويوحدون صفوفهم تحت لواء المقاومة الجنوبية للدفاع عن أرضهم وأنفسهم وعرضهم ودينهم وتحقيق نصر كبير ومؤزر كانت في رمضان، ثم يأتي رمضان الثاني، فتحقق القوات والمقاومة الجنوبية التي تشكلت بعد نصر 27 رمضان في عدن الإنتصارات وتبسط سيطرتها على المحافظات الجنوبية، محافظة بعد محافظة وخطوة بخطوة تحرير من القاعدة وداعش والحوثيين ومليشيا حزب الإصلاح الإرهابية.

ودارت الأيام والسنين منذ تحرير عدن في 27 رمضان عام ،2015 ويأتي رمضان الحالي 2020، ويحدث في الثاني من هذا الشهر المبارك رمضان، حدث هائل وعظيم وأهم حدث في تاريخ الجنوب، ألا وهو إعلان المجلس الإنتقالي الجنوبي الإدارة الذاتية على المحافظات الجنوبية، حدث بمثابة تتويج للإنتصارات الباهرة التي حققها الجنوبيون في معارك التحرير وإستعادة الدولة، وهي خطوة نحو الإستقلال عن الحكومة اليمنية التي أذاقت الشعب العذابات اليومية في قوته وخدماته وحياته.

ويرتبط شهر رمضان بالإنتصارات في الجبهات الجنوبية، في جبهات الضالع ومكيراس بأبين ولحج يحقق فيها المجاهدين الجنوبيين النصر على الباطل وعلى الغزاة الطامعين.

في هذا الشهر الفضيل تتغير فيه أحوال الامة العربية والإسلامية إلى الأفضل، وتتغير فيه أحوال أبناء الجنوب العربي بشكل رائع، ففيه حطم الرسول صلى الله عليه وسلم صنم هبل وأكثر من 360 صنم ظلت داخل الكعبة 21 سنة، كذلك حطم أبناء الجنوب صنم الوحدة هبل، وهزمنا قوى الإحتلال الزيزي التي ظلت بالجنوب 21 سنة محتلة من العام 1994 حتى 2015م.

عادل المدوري