عادل المدوري يكتب لـ(اليوم الثامن):

الإخوان والحوثي وكورونا.. فيروسات يواجهها الجنوب!

أنشغلت كل دول العالم هذه الأيام بمواجهة فيروس كورونا، وواظبت الحكومات على بذل جهود مكثفة نحو الوضع الداخلي لدعم الأنظمة الصحية، حيث سُخّرت جميع الإماكانيات بما فيها قوى الأمن والجيوش بهدف الحد من توسع إنتشار الفيروس والمحافظة على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين، ففي آخر إحصائيات للمصابين في فيروس كورونا حول العالم، فقد أقترب فيه إجمالي عدد المصابين من 5 مليون مصاب بالعالم، فيما تجاوزت عدد الوفيات 300 الف وفاة، وهو ما صعد من وتيرة الخوف عالمياً.

 

فدول العالم قاطبة وبما تملك من تقنيات وإمكانيات متقدمة تواجه فيروس واحد لا يرى في العين المجردة، بينما نحن في الجنوب بالإضافة إلى فيروس كورونا نواجه فيروسات متعددة ومتنوعة يراها القاصي والداني، ومنها: فيروس الإخوان في أبين وحضرموت وشبوة وسقطرى، وفيروس الإرهاب المركب داخل فيروس الإخوان، وفيروس الحوثي في مكيراس والضالع، بالإضافة إلى فيروس الفساد في الإدارات والمرافق الحكومية في عدن ولحج وأبين.

 

الإدارة الذاتية الجنوبية تكافح جميع هذه الفيروسات الخطيرة وتحمي المواطنين الجنوبيين واللاجئين من المحافظات الشمالية من مخاطرها، لكن المفارقة العجيبة أن الأمم المتحدة وكثير من المنظمات والدول وقفت معنا في محاربه فيروس كورونا وقدموا لنا الدعم، ولم يقفوا معنا في مواجهة أكثر الفيروسا إرهاباً الإخوان والحوثي، فهما يمارسان الإرهاب والقتل يومياً بحق أبناء الجنوب على إمتداد الأراضي الجنوبية من المهرة إلى سقطرى وحتى باب المندب.

 

منظمة الصحة العالمية صنفت كورونا بالجائحة، أي بمعنى أنه خطر عالمي يهدد العالم صحياً وإقتصادياً وسياسياً، ودعت لتكاتف الجهود لمواجهته، لكن الأمر مختلف مع فيروس الإخوان والحوثي الذين يعتبر أرهابهم دولي مماثل لكورونا، ويؤثر سياسياً وإقتصاديا على الجنوب وعلى دول الأقليم والعالم، ولم نرَ الأمم المتحدة تدعو الدول للتكاتف لمواجهتهم على الرغم من أن جرائم الإخوان والحوثي تجاوزت جرائم كورونا في الجنوب، فكم قتل الحوثي والإخوان وكم قتلت كورونا؟! ولنكن منصفين، أضف إلى ذلك أن قتلى كورونا بالجنوب تتقاسمها أوبئة وحميات كثيرة وليست كورونا لوحدها.

 

كورونا في الأخير جائحة طارئة وستنتهي بهدوء، وحتى وسائل المواجهة معها بسيطة وغير مكلفة ومعقدة، إهتمام بالنظافة الشخصية والتباعد الإجتماعي، على عكس فيروسات الإخوان والحوثي فهما نبته خبيثة لن تنتهي ولن تزول، ووسائل مواجهتهم مكلفة جداً، ويقومان بإستغلال الدين وتجنيد الأطفال والإرهابيين للحرب ضد الجنوبيين، من أجل إحتلال أرض ليست أرضهم.