عادل المدوري يكتب لـ(اليوم الثامن):

الإخوان والحوثي.. أفعى يمنية برأسين

مليشيا الإخوان المدعومة من تركيا ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران، رأسان يحركهما جسد واحد ومشروع واحد وكلاهما مواليان لصنعاء وتجمعهم الزيدية، كالأفعى التي لها رأسين في جسد واحد، فأي منهما يتحرك يجر الآخر معاه وكل ما يحصلان عليه من غذاء يسقط في بطن واحدة ويتقاسماه بالتساوي.

 

وحين تتحرك مليشيا الإخوان في أبين تكون مليشيا الحوثي مشاركة معها في نفس المعركة وتحرك كذلك الجبهات الأخرى في الضالع ومكيراس وكرش، وإذا تحركت مليشيا الحوثي في البيضاء أو الضالع أو لحج تحركت مليشيا الإخوان معها في مؤخرتها وفي جبهات أخرى وكلاهما يسيران بإتجاه الجنوب.

 

فوجود رأسان لهذه الأفعى اليمنية الزيدية منحها مميزات كثيرة، منها خداع التحالف العربي طوال السنوات الستة من الحرب وحصول الإخوان على ترسانة سلاح ضخمة تشاركوا نصفها مع مليشيا الحوثي وتشاركوا كذلك الموارد والثروات، مما مكن الحوثي من الصمود أمام تحالف تسع دول عربية ومدعومة بخمس دول كبرى.

 

العلاقة التكاملية بين الحوثي والإخوان تجلت في الأدوار المشبوهة للجارة عمان وشقيقتها قطر، فتحولت عمان إلى مركز للتقارب بين الحوثي والإخوان فعقدت عدة جلسات تفاوضية خلال السنوات الماضية بين وزراء من الإخوان وقيادات حوثية تشكلت بعدها غرفة عمليات سياسية وإعلامية مشتركة لتنسيق الجهود للحرب على الجنوب المحرر وطرد التحالف.

 

ولو تأملنا في زيارات قيادات حماس المتتالية لطهران وفتح مرسي السياحة مع طهران عقب إستيلاء الإخوان على السلطة بمصر وتحول قناة الجزيرة إلى إعلام حربي مع إيران في المنطقة وكيف مجدت الجزيرة قاسم سليماني في فيديو عبر الجزيرة بودكاست كل تلك الجهود تصب في المشروع الواحد الكبير المشروع التركي الإيراني.

 

وإذا عدنا إلى الوراء قليلاً فعلاقة الإخوان بالشيعة تعود إلى الستينات من القرن الماضي عندما قام منظر الإخوان السيد قطب بزيارة إيران لتنسيق الجهود وبداية تطبيع الإخوان مع الشيعة.

وكل مانعانيه اليوم من أزمات كلها بسبب هذه الأفعي الخطيرة التي تتحرك عابثة في اليمن شمالاً وجنوباً.