عادل المدوري يكتب لـ(اليوم الثامن):
إغتيال المصور الحربي نبيل القعيطي.. إغتيال للحقيقة !
مسلسل الإغتيالات السياسية ضد أبناء الجنوب مستمر منذ العام 1990 بعد توقيع الوحدة المشؤومة، ومتطرفي الإخوان معروفين باللجوء إلى الإغتيالات كأسلوب قذر في حربهم ضد خصومهم، بل أنهم مارسوا الإغتيال أمام الكاميرات داخل مؤتمرهم في صنعاء للشهيد جارالله عمر والقاتل يجلس في الصفوف الأمامية وعلى يمينه ويساره قيادات عليا بارزة في حزب الإصلاح على راسهم عبدالله بن حسين الأحمر.
ولدى متطرفي الإخوان فتاوى تمنحهم الحق في إستخدام الإغتيال كوسيلة تساعدهم للوصول إلى بسط نفوذهم على الأخرين منطلقين من أحكام المفسدة الكبرى والمفسدة الصغرى، وتصنيفهم العنصري لأبناء الجنوب، وهم الحق والفرقة الناجية وولي الأمر والأصل، والآخرون عدواً صائل وخوارج العصر، وليس لهم حرمة في دمائهم وأرواحهم وأموالهم ومن حق متطرفيهم قتل الجنوبي وسلبه ماله لمجرد كونه جنوبي.
أغلب حالات الإغتيال التي ينفذها متطرفي الإخوان ضد قياداتنا وكوادرنا الاعلامية والسياسية والعسكرية في السنوات الأخيرة حدثت في عدن وليس في خارجها، لذلك فأن عمليات الإغتيال هذه تجد تفسيرها التالي:
أولاً: مازال عمل الخلايا النائمة قوي ويشكل خطراً على قضيتنا الجنوبية، فعملية إغتيال المصور الحربي الشهيد نبيل القعيطي وسط الشارع خطر داهم يقرع أجراس الأنذار في مديريات دار سعد والممدارة والشيخ عثمان والمنصورة، ومنذ العام 2015 وهذه المناطق تشهد مسلسل إغتيالات مستمر ويفترض أن الخطط الأمنية التي نفذت قد نجحت، لكن الواضح أن الإرهاب مازال قائم والإغتيالات مستمرة وعلى الأجهزة الأمنية وقوات مكافحة الإرهاب والدعم والإسناد بعدن بسط سيطرتها الكاملة فوراً فمساحة عدن ليست كبيرة يصعب السيطرة عليها.
ثانياً: إيلاء متطرفي الإخوان أهمية كبيرة للإعلام والإعلاميين في المعركة، فإغتيالهم للمصور القعيطي في الوقت الذي كان يغطي فيه أخبار المعارك في أبين دلاله على تعاملهم مع الإعلاميين والوسيلة الإعلامية كأنها وسيلة حرب، على عكس الجنوبيين الذين يتعاملون مع الإعلاميين المعادين والمحرضين ليل نهار في عدن كمجرد أقلام مأجورة وأبواق مدفوعة لاغير ويصولون ويجولون بعدن بحماية الأجهزة الامنية.
لقد فرض علينا متطرفي الإخوان عبر الخلايا النائمة وفرق الإغتيالات والتصفية الجسدية بعدن حرب مفتوحة، وبالتالي يتوجب علينا أن نكون بمستوى الحدث، وعلينا تقييم الجانب الأمني بشكل مستمر فهناك دماء غالية فقدناها في حرب الإغتيالات، ولم تجد تلك الخلايا صعوبة في تكرار تجاربها السابقة في تنفيذ وإغتيال العشرات والحبل على الجرار والكل مستهدف، وماتزال تلك الجماعات تستثمر في ضرب نقاط ضعفنا وتحقق عصفورين بحجر، التخلص من الخصوم ونقل صورة للعالم بأن الأمن مفقود في عدن وسلطات المجلس الإنتقالي فشلت في توفير حماية وخدمات للناس.
كان بالإمكان تدارك الوضع الأمني مبكراً والحفاظ على القيادات والكوادر الجنوبية لو نفذنا العقوبات الصارمة لكل المخلين بالأمن ومتابعة المشتبهين ومداهمة اوكارهم، فمن أمن العقوبة أساء الأدب وبالتالي بعد حادثة إغتيال الشهيد نبيل القعيطي، أما آن الآوان لفرض القبضة الأمنية الحديدية، أم أننا سنطبطب على أنفسنا ونترك خلايا الإخوان الإرهابية يستمروا في استخدام وسيلة الاغتيالات القذرة ضد مناضلينا وقياداتنا وكوادرنا الإعلامية مستغلين تساهلنا وعدم إستيعابنا للدروس القاسية التي يواجهونا بها؟