عادل المدوري يكتب:

هل سفر هادي إلى امريكا هروب من إستحقاقات إتفاق الرياض ؟

تضاربت الأنباء حول القرار المفاجئ للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي حول سفره إلى الولايات المتحدة الامريكية، ففي حين نشرت وكالة رويترز للأنباء أن الرئيس سيتوجه إلى أمريكا للعلاج من إعتلال في القلب، وأنه سبق وأن سافر عدة مرات لإجراء الفحوصات الطبية والعلاج في الولايات المتحدة، وكانت آخر مرة في يونيو عام 2019، فقد نفت مصادر مقربة من الرئاسة اليمنية انباء تردي الحالة الصحية للرئيس هادي وأكدت أن الرئيس هادي بصحة وعافية وسافر فقط لإجراء فحوصات طبية دورية وروتينية.

 

فإذا اعتمدنا وصدقنا تصريحات المصادر المقربة من الرئاسة اليمنية بان الفحوصات روتينية ودورية وهو بصحة جيدة، فلماذا تم إختيار هذا الوقت بالذات طالما وهي روتينية، فالمدة المحددة للتشاور لتشكيل الحكومة الجديدة هي ثلاثون يوماً فقط راح منها “15” إجازة العيد و”15″ الباقي ستذهب في إنتظار عودة الرئيس من رحلة العلاج أو الفحوصات، وهو مايعني إنتهاء المدة دون تشكيل الحكومة والرئاسة تريد إفشال إتفاق الرياض.

 

وبالتالي نرى أن سفر الرئيس هادي يعتبر تهرب من إستحقاقات الحل السياسي التي دفعهم إليها مجبرين المجتمع الدولي والتحالف العربي والمملكة العربية السعودية للقبول بها، بهدف حقن الدماء وتوحيد الجهود لمحاربة الحوثي وعودة الخدمات الإنسانية في المحافظات الجنوبية وصرف المرتبات.

 

الإخوان المسلمين يدركون جيداً إن بعد تنفيذ إتفاق الرياض سيجدون أنفسهم خارج المعادلة حتمياً، لإعتبارات داخلية وخارجية، وربطت صحيفة العرب اللندنية اليوم سفر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج، بمؤشرات تتعلق بتحفظه على مجريات تنفيذ اتفاق الرياض بين حكومته والمجلس الانتقالي الجنوبي، بعدما أبدى هادي اعتراضه على مضامينه الأولى قبل أن يخضع لسلسلة من التعديلات.

 

فهل السفر للفحوصات هو المخرج الوحيد أمام الرئيس هادي وجماعة الإخوان التي تسيطر على مؤسسة الرئاسة اليمنية، وبالتالي فان طريقة التهرب والتملص هي السبيل الوحيد لمؤسسة الرئاسة اليمنية منذ توقيع إتفاق الرياض، وهذا هو المبدأ القديم الجديد الذي اعتدنا عليه نحن الجنوبيين مع الإشقاء في اليمن وبسببه فشلت كل الإتفاقات ودخلنا في حروب وبسبب هذا المبدأ سيفشل إتفاق الرياض وستفشل كل الإتفاقات وهو ما يعني ان لا حل سياسي سيتم التوصل إليه.

*- عادل المدوري