ثامر الحجامي يكتب لـ(اليوم الثامن):
العراق والتعليم وكورونا.. مصير المجهول
لا يختلف العراق عن غيره من بلدان المنطقة والعالم، في تعرضه لموجة جائحة فايروس كورونا، وبلوغ الإصابات فيه أرقاما عالية، بسبب عدم الإلتزام الشعبي بصورة رئيسية من جانب، وسوء إدارة الأزمة من قبل الحكومة من جانب آخر.
هذه الازمة إنعكست على قطاعات كثيرة، منها ضعف الخدمات الصحية، وتدهور الأوضاع الإقتصادية حتى جعل الدولة غير قادرة على دفع رواتب الموظفين، لكن الجانب المهم الذي عانى الإهمال ولم توجد له حلول ومعالجات لغاية الآن هو الجانب التعليمي وكيفية تلقي ملايين الطلبة لدروسهم خلال هذا العام.
حالة من الإرتباك والفوضى سائدة في أروقة وزارة التربية وزارة التعليم العالي، والقرارات التي تم إتخاذها قرارات ارتجالية، جعلت المؤسسات التعليمية غير قادرة على أداء مهامها، وتركت وحيدة تغرد بمفردها دون وضع آليات محددة لإدارة العملية التعليمية، فهي من جهة غير قادرة على الإيفاء بالشروط الصحية لمواجهة الوباء، ومن جهة أخرى ملزمة بقرارات وزارة التربية ووزارة التعليم العالي.
وزارة التعليم العالي يبدو إنها قد حسمت أمرها، وتركت الأمر الى الجامعات في وضع آلية التدريس التي يبدو إنها لا تختلف عن آلية العام الماضي، عن طريق التعليم الالكتروني بإستثناء بعض المراحل، وهي طريقة أثارت الكثير من الانتقادات، سواء في أسلوب ايصال المعلومة، أو حجم النجاح في المراحل الدراسية، مما يضع كثيرا عن علامات الإستفهام حول المستوى التعليمي المتدني لكثير من طلبة الكليات والمعاهد.
الكارثة الكبرى في وزارة التربية، وفشلها الكبير في إتخاذ قرار التعليم من عدمه لهذا العام، ورمت كل فشلها على خلية إدارة الأزمة الحكومية، فهي قررت أن يكون الدوام في المدارس ليوم واحد في الاسبوع لكل مرحلة! رغم أن هذا اليوم كاف لإنتشار الوباء وبالتأكيد لا يكفي للتعليم.
أعداد الطلبة كبيرة ولا تكاد الصفوف المتهالكة تستوعبها، وأغلب المدارس تعاني من نقص في كوادرها التدريسية، ولم تطبع كتبا منهجية جديدة لهذا العام، ولا تتوفر الشروط الصحية في أي مدرسة حكومية، فلم يتم توفير المستلزمات الطبية والمعقمات، بل إن حمامات المدارس تخلو حتى من المنظفات والصابون!
المنصات الألكترونية التعليمية غائبة عن أذهان الكثيرين، وهي مهملة لدى العوائل العراقية لأسباب كثيرة منها عدم توفر الأجهزة او ضعف شبكة الأنترنيت، وعدم معرفة استخدام المواقع من الطلبة بل وحتى من الهيئات التدريسية، والكل يترقب قرارات إرتجالية أخرى من وزارة التربية، لا أحد يتكهن بما هي ولا يعرف الى ماذا ستفضي.
اذا كانت الوزارات التعليمية غير قادرة على التعامل مع الأوضاع الحالية، وعدم ايجاد الية لإدارة العام الحالي، فلا بأس بإستنساخ تجربة من البلدان المجاورة التي تعاني نفس أوضاع العراق والحرص على تطبيقها بنجاح، أو إتخاذ قرار شجاع بإستمرار الدوام بشكل طبيعي، أو التعطيل بشكل كامل وتحمل النتائج.