عادل المدوري يكتب:
الرئيس الزبيدي.. والخطاب الصلب
من قلب آهات الشعب ومعاناته، وفي خضم الغليان الشعبي وحالة الإحتقان الشديدة ومحاولات الإستغلال الرخيص من قبل أعداء الجنوب، خرج الرئيس الزبيدي قبيل إكتمال الخطة بخطاب هز الجميع ودمر كل مؤامرات المتآمرين الذين خططوا منذ زمن لزعزعة الامن والإستقرار في العاصمة عدن.
وماهي إلا دقائق إلا ومنظموا الإحتجاجات مسبوقة الدفع (ثوار الفيس بوك) أعلنوا عن تراجعهم عن المشاركة بحجة أن (الثورة) كانت مدعومة من حزب الإصلاح الإخواني وهم يعلمون أنها مدعومة من اليوم الأول وأستلم اغلبهم بالريال السعودي عبر محلات الصرافة.
ثم لحقت الحكومة اليمنية وأعلنت أن المجلس الأعلى للطاقة أتخذ في اجتماع (لا نعلم كيف ومتى تم الإجتماع) برئاسة رئيس الوزراء د. معين عبدالملك، جملة من القرارات والإجراءات لمعالجة أوضاع الكهرباء في العاصمة عدن، مستخدمة نفس السياق الذي تحدث به الرئيس الزبيدي في خطابه، وقد تشاهدون الحكومة اليمنية خلال الأيام القادمة تعود مهرولة إلى عدن تطلب العفو والصفح من الرئيس الزبيدي لأنها تدرك أن الرئيس الزبيدي صادق وإذا قال نفذ.
الرئيس الزبيدي بخطابه الأخير لم يضع كل الترهات والأوهام والأحلام خلف ظهره فحسب، بل انه صاغ معادلات جديدة جعلت من الشرعية المهترئة تدرك أن خيباتها المتراكة تتكرر وتتطابق مجددأ مع حصيلة الخيبات الجديدة التي يفرضها الواقع اليوم والذي أيضاً مازال يبشرها بالمزيد وبما هو أعظم خلال الايام القليلة القادمة.
مشكلة الشرعية المهترئة واقعة في الغباء المستفحل ولم تستوعب إلى اليوم أن الجنوب قوي وصلب ويستمد عوامل قوته الذاتية الكامنة من شعبه الجبار والعظيم الذي تمتد جذوره إلى أعماق التاريخ والحضارة.
الجنوب اليوم لا يسمح بإختراقه او النيل منه ويمضي في مشروع إستعادة دولته بإقتدار ومهارة وإتقان، وسيصنع الجنوبيين الغد المشرق الذي تصونه وتحرسه القوات المسلحة الجنوبية البطلة، ونجزم يقيناً اننا نحقق الكثير من أهدافنا مما لا نحبذ الحديث عنها، وسنحقق كل أهدافنا بإذن الله، لأنها حق ومستحق.. وأن للجنوب قوة وصلابة ومن لم يراها فهو اعمى البصر والبصيرة.