أماني عزام تكتب لـ(اليوم الثامن):
رفقا باليمن واليمنيين
فقط في اليمن حرب غير شريفة بدون محاربين شرفاء تديرها الشرعية والانتقالي كل منهم يبحث عن مكاسب شخصية بعيدًا عن مصلحة الوطن والمواطنين، انتقالي يبحث عن إدارة ذاتية دون النظر إلى هموم الوطن والمواطنين البسطاء الذين لايبحثون سوى عن أبسط متطلباتهم الضرورية للحياة دون الالتفات لأي جوانب سياسية، وشرعية تدافع عن وحدة مزيفة وكأن انقلاب الحوثي قد انتهى، والشعب هو الضحية الوحيدة
من يقول أن يقتل أبناء اليمن كل يوم بدم بارد على أيدي الحوثيين، وأي شرعية تلك التي توجه كل حربها ضد الانتقالي دون النظر لمجازر الحوثي، وأي انتقالي هذا الذي يوجه حربه ضد المدنيين وكأن البلاد قد تحررت من الحوثي، وأي شعب هذا الذي يثور على نظام جمهوري ظنًا منه أنه سيحيا حياة أفضل ثم يرتضي كل هذا الخراب والدمار والقتل وتفشي الوباء وانعدام المستقبل.
والله إن فصل اليمن وتعايش اليمنيين كشعبين عربيين أشقاء متحابين ينعمون ببلاد آمنة يعمها السلام وتحكمها الإنسانية أهون من بلد موحد يعاني من حرب أهلية يقتل فيه الأبرياء والقصر والاطفال وترمل فيها النساء وتجري على أرضه أنهار دماء.
هي ليست دعوة للانفصال بقدر ماهي دعوة للثورة على الظلم والفساد بغض النظر عن الآلية وشكل الدولة هل هي جمهورية موحدة أم فيدرالية أم بلدين تربطهما علاقات أخوية تاريخية.
أكثر من 30 عاماً مرت على إعلان الوحدة اليمنية منذ مايو عام 1990، كان يظنها الجميع أنها إعادة لُحمة تاريخية بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية تحت اسم واحد هو "الجمهورية اليمنية"، لم يبقي منعا سوى احتفال زائف بذكرى هذا اليوم، بينما الواقع هو قتل ودمار وتهجير وتشريد وتعذيب وانقسام غير مسبوق واتهامات بالتخوين.
على الشعب اليمني الذي ثار يومًا ما على نظام كان مستقرًا نوعًا ما أن يثور على أصحاب المصالح والمكاسب وتجار الحروب، وعلى الشرعية والانتقالي الكف عن أذية الشعب والعمل يدًا واحدة في مواجهة الحوثي شمالًا وجنوبًا وتحرير البلاد، ثم التفاوض بعد ذلك على شكل الدولة لايهم إن كانت موحدة او منقسمة بل الاهم هو السلام والامان وتوفير حياة كريمة لاطفال اليمن شمالًا وجنوبًا وإلا الانقسام لن يكون لشطرين بل لأشطار عدة ودويلات صغيرة لن يعيد لحمتها 100 عام آخرين من الحروب والتفاوض، اليمن ليست بحاجة للحافظ على وحدة ذائفة اليمن بحاجة إلى تغليب الضمير ونشر الإنسانية، مصلحة العباد أهم من المصالح والمكاسب الشخصية.
-----------------------------------
صحافية واعلامية مصرية