سمير عادل يكتب لـ(اليوم الثامن):
أزمة الهوية والصراع عليها (حزب الدعوة والتيار الصدري نموذجا)
الطبقة البرجوازية العربية تعيش أحلك أيامها، تعيش في وضع لا تحسد عليه، تعيش ازمة الهوية وفي الوقت نفسه الصراع فيما بينها على إيجاد هوية لها. هذه الأزمة أبعد من بيانات حزب الدعوة وتغريدة الصدر للدفاع عن قيم الإسلام والتقاليد الاجتماعية التي هزتها فعاليات الفنان المصري محمد رمضان. ونود التأكيد بأننا لسنا بصدد تقييم فن محمد رمضان، فهذا خارج دائرة تخصصنا، إنما ما يهمنا هي الزوبعة الاجتماعية التي تحمل في طياتها ماهية سياسية، والتي اثارتها قوى الاسلام السياسي الحاكم في العراق. وهذه ليست المرة الاولى التي تثار مسالة الدفاع عن الإسلام، والقيم المجتمعية، وهي التي أكثر المقولات فضفاضة وفارغة من المحتوى ولا تشير إلى أي شيء وممكن يعني كل شيء. فقد تكون تلك القيم هي حقوق الإنسان بالمعنى المطلق وحرية التعبير والرأي والتنظيم والتظاهر، وقد تكون قيم مجتمع داعش وولاية الفقيه وحكم طالبان. وقبل محمد رمضان كان هناك مهرجان بابل و حفلات الفنانة اليسا، التي أثارت غضب رجالات الدين وبعض رجال الدين الإسلاميين من الصف الثاني أو من الدرجات الدنيا.
لطالما طرح سؤال، لماذا البرجوازية في منطقتنا لم تتجه مثل البرجوازية في أوروبا، في إقصاء الدين من حياة المجتمع وتكون هوية الدول العربية علمانية، و تفصل الدين عن الدولة وتعامل البشر على أساس الهوية الإنسانية والمواطنة وبغض النظر عن عرقه وجنسه ودينه وطائفته؟ وكان الجواب دائما خاصة من قبل مثقفي نفس الطبقة بأن البرجوازية العربية متخلفة، او الاسلام يضرب جذوره في عمق المجتمعات العربية، وعلينا أن لا نجابه الدين بالنقد السياسي والفكري كي لا نجرح مشاعر المسلمين، وبأن المجتمعات التي نعيش فيها هي اغلبية مسلمة، ضاربين بعرض الحائط مشاعر الملايين الآخرين من غير المسلمين أو من غير المؤمنين بأي دين. الا ان الحقيقة التي تكمن خلف كل تلك المبررات، هي أن الدين في منطقتنا هو أكثر الأسلحة الايديولوجية فتكا سواء في تخدير الجماهير وخداعهم وتسكين آلام فقرهم وعوزهم ومرضهم وحرمانهم من إشباع حاجاتهم المادية كي يبقوا على قيد الحياة، وقد عبرت جماهير العراق في تظاهرات تموز ٢٠١٥ عن الدين بشعارها المشهور (باسم الدين باكونا الحرامية)، وهي أكثر الشعارات التي أغاضت قوى الإسلام السياسي وخاصة مقتدى الصدر، فتخيل يجرد مقتدى الصدر من عمامته وسلاحه الدين، فماذا يبقى له في المعادلة السياسية العراقية!
وفي نفس الوقت استخدم الدين وهنا أتحدث تحديدا عن الإسلام في مواجهة الحركات الثورية والتحررية في مجتمعاتنا وتصفية كل معارض للنظام السياسي إذا ما طالب بالحرية والمساواة، ألم يقولوا لنا واطيعوا اولي الالباب، واولياء الامور، لان الاخير متجسد بطاعة الحاكم، فهو الأدرى وهو ولي الأمر ومن ذوي الألباب.
وتبين التجربة لنا دون أي لبس او عناء بأن الطبقة البرجوازية العربية كأنظمة سياسية حاكمة بخبرات مراكز دراسات الفكرية والسياسية الغربية واجهزة مخابراتها، بأن الدين لعب دوراً وعاملا مهما وحيويا في معركتها الفكرية والسياسية والاجتماعية خلال أكثر من قرن لمواجهة الحركة الشيوعية الثورية والتحررية في المجتمع إبان الحرب الباردة.
الحفاظ على “الإسلام” بتفسير البخاري وابن تيمية وابن العثيمين والباز والحرس القديم في الأزهر والخميني ومحسن الحكيم، بات يصارع الرأسمال في منطقتنا ويتناقض مع وجوده ومستلزمات استثماره، وبات يرعبه ويجرده من أي مأوى. فكما نعرف أن الرأسمال ليس مثل الإنسان لا حول له ولا قوة في ظل الأنظمة الاستبدادية والقمعية التي تحكم بلداننا، فهو أي رأسمال له اهله واصحابه وممثليه السياسيين وجيوش وقوى امنية وسجون وأدوات التعذيب تدافع بضراوة عنه. انه نفس الطبقة التي استخدمت تفسير البخاري والتيمية بالدفاع عن سلطتها واستبدادها، بينما تجد اليوم أنها في ورطة بسبب تفسيرات فقهاء الإسلام وتحاول التخلص منها .
وفي زمن بحاجة الى الاستثمار في الطاقة النظيفة للحفاظ على العالم بعد ان تحول المناخ الى معضلة كبيرة للبشرية وبقائها، وفي مستقبل أصبح ينذر بنفاذ النفط ، فالطبقة البرجوازية بحاجة الى تجديد ادواتها لتوفير الحماية للرأسمال وتأمين مستلزمات استثماره، وان احدى ميادين الاستثمار هو السياحة وجذب رؤوس الاموال الى مساحات يستمتع أصحابها بالحريات الفردية. أي أن العلمانية وتجديد تفسيرات اولي الالباب الأولين باتت حاجة ملحة وضرورة استمرار وجود الطبقة البرجوازية. فالإسلام السياسي الذي يستند على تفسيرات اولي الالباب تحول إلى عائق جدي أمام تطور واستثمار رأسمال. ولذلك نجد لغة جديدة ولهجة حديثة وخطاب سياسي متمدن يخاطب مجتمعاتنا. فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد برنامج (الاضاءات) في قناة العربية المملوكة للنظام السعودي و(حديث العرب) لسكاي نيوز العربية الناطقة غير الرسمية لدولة الإمارات وبرنامج (يتفكرون) في قناة الغد المصرية، و البرامج التي تبث بشكل منتظم عبر قناة (فرانس ٢٤) و (بي بي سي) الذين كانت تذيع وفي خضم الثورة الايرانية خطب الخميني، نقول تلك القنوات تتحدث علانية عن العلمانية ونقد الدين وتفسيرات الأولين وحتى نقد التاريخ المحمدي وتاريخ الاسلام. بمعنى آخر أن هذا التحول في الخطاب السياسي والدعائي والإعلامي للقنوات و الفضائيات المملوكة والممولة من تلك الدول يعكس حال الأزمة الهوياتية التي تمر بها الطبقة البرجوازية على العموم في المنطقة.
إن القومية العربية والإسلام، كانا دائما في صراع مع بعضهما، صراع بين الأجنحة البرجوازية على السلطة. وحاول المثقفون والمنظرون البرجوازيون التزاوج بين الاثنين وحل التناقضات بينهم، وعلى الرغم حاول أمثال ميشيل عفلق من المزاوجة بين القومية العربية والاسلام الا انه لم يستطع أن يحول الهدنة بين الاثنين الى سلام دائم انظر الى مقالنا (العلمانية بين الطبقات وتياراتها السياسية- الحوار المتمدن). وفي خضم التحولات التي جاءت بعد احتلال العراق وبعد ذلك اندلاع الثورتين المصرية والتونسية، وإدخال الطائفية كهوية جديدة في الصراع بين الأجنحة المتصارعة على السلطة والنفوذ في المنطقة، إلا إن سرعان ما سقطت الطائفية، وسقطت ايضا الايديولوجية الاسلامية بالرغم من الدعم المالي والسياسي والعسكري لكل الجماعات الاسلامية الارهابية في المنطقة من قبل الغرب قبل الشرق. وهكذا تبحث الانظمة التي رفعت يوما راية الاسلام في مواجهة الشيوعية ثم الطائفية في مواجهة بعضهما، تبحث اليوم عن هوية جديدة، وها هي تتشبث من جديد بالعلمانية التي قالت يوما عنها كفرا وأنها تصدير للأفكار الغربية الى منطقتنا وانها مشروع استعماري.
ما نريد أن نقوله هنا اولا، ان الثقافة السائدة في هي ثقافة الطبقة الحاكمة. وأن المبررات بأن غالبية المجتمع هي من المسلمين ولا يجوز المساس بها لم تكن أكثر من ترهات، وبينتها التجربة السعودية؛ فقيادة المرأة للسيارة وإنهاء دور مؤسسة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحجيم تدخل رجالات الدين في تطاولاتها واستهتارها على حياة الشخصية للأفراد في المجتمع، وحق السفر للمرأة بدون “محرم” وحق سكن المرأة لوحدها واقامة الحفلات الغنائية، والعمل على تغيير المناهج التعليمية التي تستند على نشر الكراهية لغير المسلمين والنساء ووضع تفسيرات البخاري وابن تيمية في الرفوف التي تعج بالغبار والتراب كي لا تراها العين المجردة وتقصير اكثر عدد من الايادي للوصول إليها وتناولها..الخ، جاء بقرار من الطبقة الحاكمة في السعودية. وقد أحدثت هذه التغييرات الكبيرة على هزة عنيفة بالمجتمع ولم تبال الطبقة الحاكمة لا لمشاعر المسلمين ولا لقدسية الدين. ويبين التأييد الواسع والكبير في صفوف الشعب السعودي لسياسات ولي العهد محمد بن سلمان على الصعيد الفكري والاجتماعي، على أن الغالبية المطلقة لجماهير السعودية متمدنة متحضرة و تريد وتطمح للاندماج بالمجتمع الإنساني المتحضر المتمدن والعاشق للحرية، ولم يبال بن سلمان إذا كانت تلك الإصلاحات تمس مشاعر المسلمين أو لم تمسها، وهو نفس الشيء ما يحدث في المناهج التعليمية للأزهر. وثانيا، ان ما يحدث في المنطقة العربية هو بحث عن هوية جديدة تستطيع ان تأتي بالمجتمع إلى التحولات والتطورات وحاجات النظام الرأسمالي كما اشرنا. ثالثا مع كل هذه التغييرات في الخطاب السياسي والدعائي والإعلامي لن تتجرأ هذه الطبقة على إقصاء الدين عن الدولة وحياة المجتمع، لأن الدين حاجة ضرورية ليس بالنسبة للإنسان البسيط الذي يبحث عن سلوان له ويتخيل عالم ملي بأكاليل الزهور في السماء كي يهرب من عالمه الواقعي المليء بالشقاء كما يقول لنا ماركس في (نقد فلسفة الحق عند هيجل)، بل انه حاجة طبقية للبرجوازية، فهي تخمره مثل المخللات (الطرشي) وتقدمه على مائدة الصراع الطبقي عندما يحتدم في المجتمع ، أي الصراع بين دعاة الحرية والمساواة والتقسيم العادل للثروات وبين الطبقة التي ليس لها أي مشروعية سواء أجهزتها القمعية.
وليس الصدر وحزب الدعوة وكل القوى الاسلام السياسي المتورطة اليوم بأيدولوجيتها الإسلامية بعيدة عن ازمة الهوية، وفي زاوية منها الصراع عليها، أي الصراع على هوية متهالكة بدأت تلفظ أنفاسها في عالم اليوم، وتقف عائقا جديا أمام تأمين مستلزمات التطور الرأسمالي وحاجاته. فالسوق الرأسمالية اليوم هو سوق عالمية ولا يمكن الفصل بين السوق العراقي عن السوق السعودي او الاماراتي او الصيني او الامريكي. وبحاجة هذا السوق الى ازالة كل المعوقات التي أمامها، ومنها تقنين الاسلام و ترويضه بما لا يتعارض مع التطورات الجديدة. فالطبقة البرجوازية منحت الفرصة للإسلام السياسي كي تؤمن مستلزمات التطور الرأسمالي في مصر وإيران وتونس والعراق، إلا أنه فشل في إدارة المجتمع سواء عبر فشله في احتواء الثورتين و نسيمهما أو في تخليص النظام الرأسمالي في بلدانها من مأزقها الاقتصادي، وانتصروا أو فازوا على بقية الأجنحة البرجوازية الأخرى فقط بالفساد والسرقة والنهب المنظم.
ولا بد هنا من الإشارة الى مسألة مهمة وهي أن ما يميز السلطة السياسية في العراق عن بقية البلدان التي تحيط بها، إنها سلطة ميلشياتية، تعتاش وتمول نفسها من سرقة النفط والمحاصصة و الدواوينية. انها لا تفكر كطبقة برجوازية منسجمة تمثل نفسها وتسوق نفسها على أنها تمثل كل طبقات المجتمع الاجتماعية، وتشكل حكومة على أساسها، مثلما تفكر نفس الطبقة في الامارات او السعودية او مصر على سبيل المثال. إن الطبقة البرجوازية في تلك البلدان باتت تدرك أن الإسلام بالطريقة القديمة وبطريقة التي يدافع عنها حزب الدعوة والصدر لا يمكن أن يتطابق مع نمو الرأسمال في بلدانها وتأمين مستقبله. بينما أن التركيبة البنيوية والخصيصة المليشياتية للسلطة في العراق وغياب الدولة بالمعنى الهوياتي والقانوني والأمني والسياسي في العراق هي وراء محاولة مأزق قوى الإسلام السياسي، سواء على صعيد أزمتها الهوياتية او على صعيد معضلة نفس الهوية التي باتت غير ملائمة اليوم. وعليه ان هذه القوى الاسلامية سواء في العراق او مصر وتونس، فهي أقرب الى جماعات المافيا من ان يمثلوا طبقة قادرة على تشكيل حكومة طبيعية تقوم بتأمين الحد الأدنى لمعيشة الجماهير، هذا ناهيك عن طبيعتها المعادية لكل أشكال الحريات وتحقيرها للإنسان ومحاولة فرض الخضوع والخنوع عليه.
بيد أن المعضلة البنيوية وحدها ليست هي كل المشكلة في مأزق هوية هذه الجماعات، فهناك معضلة اخرى تنخرها هي المعضلة الاجتماعية التي اماطت انتفاضة أكتوبر اللثام عنها، حيث لا يمكن لقوى الإسلام السياسي الاستمرار بالحكم في العراق بالطريقة القديمة، وان كل الاعيبها ومسرحياتها واكاذيبها وتبرجها بالدين أصبحت مكشوفة. وان ما يثير الاهتمام ثم البناء عليها حيث سنشير إليه لاحقا، ان المجتمع العراقي ليس مثل المجتمع السعودي او الاماراتي وان التغييرات الحاصلة على صعيد رفع العلمانية والمدنية والتحضر بقامتها في المجتمع ليس بسبب الإصلاحات من الاعلى او من الفوق، كما جاءت في قرارات الطبقة الحاكمة في السعودية او في مصر كما جاءت في مناهج الازهر في مصر، بل إن الجذر الاجتماعي المتمدن والمتحضر والتحرري والثوري يضرب في عمق تاريخ العراق الحديث. اي بعبارة اخرى بأن من فرض التراجع على الإسلام السياسي هي القاعدة الاجتماعية، وقد حاول بجميع مساعيه هذا الإسلام السياسي عن طريق القتل والاغتيالات ورعب المليشيات واقامات المناسبات الدينية حتى في الجامعات وتغيير القوانين ومحاولة تشريع قانون العطل الرسمية التي تصل إلى ١٥٢ يوم أكثر من ٩٠٪ منها عطلة دينية وفضائياتها الممولة من جيوبنا العمال والموظفين والمتقاعدين والعاطلين عن العمل ومستفيدة من الأرضية الاجتماعية للحصار الاقتصادي والحملة الإيمانية لنظام صدام حسين، الا ان حجم فشل تلك المساعي، كان مريعا ودخل في سجل أرقام غينيس. وهذا هو سر بحث هذه القوى عن الهوية، فمرة يظهر حزب الدعوة وعموم مليشيات تحالف فتح بأنه جزء من (هوية المقاومة والممانعة) ومرة أخرى يظهر مقتدى الصدر بانه وطني عراقي و يتغنى بالوطن أكثر من تغنى اياد علاوي وحسام الرسام به، ومرة يتغنى بالإسلام واخرى بالطائفة. والأكثر سخرية في هذا المشهد، التنافس في إصدار البيانات بالدفاع عن قيم الإسلام في العراق، بينما لم يقل أي واحد منهم؛ وماذا عن قيمة الإنسان الذي سرقوه في وضح النهار و تركوه عاريا من كل شيء، وعندما يغضب فأما يقتل برصاص القناصة أو يدرج في قائمة ٤ ارهاب. وبصلة بالموضوع نفسه يشترط الإطار التنسيقي (البيت الشيعي الجديد) على أن يكون رئيس الوزراء القادم متدينا، ويقصد مثل شخصيات ورجالات الإسلام السياسي الشيعي، متفنين بالكذب والوقاحة والنفاق والرياء والمراوغة ومحترفين بأدائهم في السرقة والنهب دون ترك أية بصمات. وهذا ايضا اي ان يكون رئيس الوزراء متدينا هو جزء من الحفاظ على الهوية الإسلامية للمجتمع العراقي والقيم المجتمعية. ويدل كل هذا على حقيقة وجه الإسلام الذي يمثلوه كل هذه السنوات وهو الظلم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والطائفي والجنسي والديني الذي مارسوه ضد جماهير العراق.
ان هذه الجماعات تحاول عبثا تجديد هويتها الاسلامية في الزمان والمكان والخطأ. إن الزمان الخطأ هو أن كل شيء بدأ يتغير حول العراق نحو التحرر والعلمانية، أما المكان الخطأ، فانتفاضة أكتوبر أعادت المجتمع العراقي الى جذورها المدنية والتحررية.
ان بيانات حزب الدعوة وتغريدات الصدر ضد حفلة محمد رمضان ليس أكثر من محاولة يائسة ومضحكة وتثير الشفقة حقا على مساعي هذه الجماعات لإعادة الاعتبار الى هويتها الإسلامية، التي لا تختلف في ماهيتها الاجتماعية لداعش.
بالنسبة لنا نحن الشيوعيون والاشتراكيون ودعاة الحرية، علينا فضح ما وراء سياسات هذه الجماعات، وتعبئة المجتمع لإقصاء هذه الجماعات من حياة المجتمع وعبر النضال على فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم. ان هذه الجماعات مثل الدعوة والصدر ورجالات الدين الصف الثاني العنصريين الذين فشلوا في إقناع مريدهم بهويتهم الإسلامية، فتحولوا الى عنصريين بامتياز عندما وجهوا الاهانات الى لون محمد رمضان، فهم يبغون من وراء كل هذه الضجة في احتكار حلم وأماني وتطلعات الانسان في العراق، عبر فرض هوية إسلامية هي نفسها متورطة بها. ولكن والحق يقال ان مدن العراق تعلم، بأن تحمل هوية تالفة وممزقة افضل من ان لا تحمل أية هوية، وانت تعبر المفارز والسيطرات الأمنية.