د. صلاح الصافي يكتب لـ(اليوم الثامن):

جمعة الطف سيد الشهداء وسيد المقاومة

ما أشبه اليوم بالأمس وقف الامام الحسين بوجه طغاة عصره وقفة عز وبصمود قل نظيره في كل التاريخ الإنساني ولم يتزحزح ولم يتراجع ولم يهتز واجه الطغاة بشموخ ليصدح بصرخته المدوية إلى يومنا هذا (هيهات منا الذلة) واجه أعدائه ولم يهتز له طرف ولم يلتفت إلى عياله والخوف عليهم بل جعل أولاده أمامه ليراهم شهداء من اجل عزة الإسلام وها هو امامنا بقي نبراساً لكل احرار العالم ومثلاً وقدوة يحتذى به وكسب الشموخ في الدنيا ودار الآخرة معاً.

وسيد المقاومة الشهيد السعيد على خطى جده الامام الحسين نازل أعدائه وهو العارف بقدرات عدوه ومن هو عدوه؟ إنه الاستكبار العالمي بأجمعه، عرضت عليه الدنيا فأدار لها وجهه تمسك بمبادئه ولم يتزحزح قيد انملة جاءته التطمينات من أعدائه من أجل ترك الفلسطينيين وكان رده أتعطوننا الأمان والشعب الفلسطيني لا أمان له استمر مقاتلاً يذيق عدوه ذل الهزيمة ساند أخوته الفلسطينيين بكل ما أوتي من قوة تحمل ما لا تتحمله الجبال ولم يغير أو يساوم على مبادئه حتى استشهاده والجود بالنفس أقصى غاية الجود، كان أمة برجل وحتى السلاح الذي استخدمه العدو في غارة الغدر يكفي لقتل أمة.

هل انتهت المقاومة باستشهاد سيدها، لا أحد ينكر أن هناك جهود وعمل كبير للعدو منذ هزيمته بالعام 2006 من أجل القضاء على سيد المقاومة ظناً منها أن نهاية المقاومة بنهاية سيد المقاومة.

أقول إن الحزب وكما هو واضح من المعطيات التي أمامنا أنه حزب مؤسساتي لا ينهار بتغييب قائده وما يثبت كلامي تصريح نائب الأمين العام لحزب الله السيد نعيم قاسم هناك قائد جديد في قادم الأيام ليكمل مسيرة الشهيد السعيد ووفق المبادئ التي آمن بها سيد المقاومة وأن جبهة لبنان مستمرة كجبهة اسناد للفلسطينيين والدفاع عن لبنان وأن ما قام به الحزب هو الحد الأدنى وقادم الأيام سنرى رد مزلزل يجبر العدو على إعادة حساباته وما التبجح الإسرائيلي ووهج النصر الذي يعيشه ما هو إلا زوبعة في فنجان وأن النصر قادم لا محالة.

نعم المقاومة اللبنانية تمتلك من القدرات تكفي لتزلزل الأرض تحت أقدام الصهاينة وأن التوقيت لذلك يحدده الوضع الأمني وقد يحدده الأمين العام الجديد، أما بهرجة الدبابات على الحدود فإن الكيان قبل غيره يعلم أن الهجوم البري صعب جداً إن لم يكن مستحيلاً وإن الخسائر التي تكبدها الصهاينة في غزة بالاجتياح البري لا تكاد تقارن بالخسائر التي تحصل إذا حصل اجتياح بري.

لا أقول ذلك من عاطفة أو فراغ إنما من تجارب المعارك السابقة التي جرت بين العدو الصهيوني والمقاومة اللبنانية وأأكد أن المقاومة اليوم ومن خلال التقارير العالمية وتأكيدات الشهيد السعيد أن المقاومة اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه في عام 2000 وعام 2006 من حيث العدة والعدد.

سيدي سيد المقاومة وعزتها نم قرير العين فلن يهدأ بال للعدو ولن يحصل على الأمان، الأمة ولادة بالرجال الشجعان وأنها أمة لا يليق بها الذل والخنوع.