جنوبيون يبحثون عن دولة وأبنته عن منزل..

تقرير: عبدالفتاح.. صاحب الاشتراكية التي اضاعت الجنوب

الرئيس عبدالفتاح اسماعيل مع صالح اثناء مباحثات الوحدة

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

عبدالفتاح اسماعيل، الرجل المثير للجدل الذي تضاربت الروايات بشأن مصيره بعد احداث الـ13 من يناير 1986م، ومتصدر الدورات الدموية التي شهدها الجنوب عقب الاستقلال ومنها قيادته لانقلاب عسكري على الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي واعدامه دون محاكمة، في الـ26 من يونيو 1978م.

32 عاماً، ومصير الرجل المثير لا يزال يكتنفه الغموض، فهناك من يؤكد مقتله في تلك الاحداث، فيما يعتقد مقربون منه من بينهم شقيقته سعادة أنه لا يزال على قيد الحياة، واعتقادها هذا مبني على أنه لم يتم العثور على جثة فتاح عقب تلك الاحداث.

 الصراعات التي شهدها الجنوب بعد الاستقلال يؤكد معاصرون لتلك الفترة  أنه السبب في تلك الصراعات وأولى الاطاحة بالرئيس الجنوبي الخالد سالم ربيع علي.

عبدالفتاح اسماعيل الجوفي، الذي كان ينتسب والده اسماعيل الجوفي الى محافظة الجوف اليمنية (في اقصى الشمال)، والمولود في حجرية تعز، مؤسس الاشتراكية اليمنية في الجنوب ومتصدر الدورات الدموية التي شهدتها العاصمة عدن، عاد للواجهة مجدداً من خلال ابنته التي تقيم في الخارج منذ سنوات.

تشير معلومات نشرت على لسان شقيقة فتاح "سعادة"، والدهما كان معلما للقرآن الكريم في تعز وانه تزوج من خمس نساء.

وفاء عبدالفتاح اسماعيل، انطلقت من اشاعة صحافية كاذبة لتكيل الاتهامات للجنوبيين بأنهم سطوا على منزل والدها في مدينة عدن، فالمنزل الذي قالت فتاح انه تم اعادته إلى اسرة صالح، قالت شرطة عدن إنه منزل لمواطن جنوبي من يافع سطا عليه مسلحون قبل ان يتم اخراجهم من قبل قوات الأمن، ونشرت الشرطة وثائق تدحض كل تلك المزاعم الإعلامية.

لكن وفاء من خلال تصريحات التي تناقلتها وسائل إعلام يمنية ووظفت ضد الجنوب.

زعمت ابنة مؤسس الاشتراكية ان جنوبيين بسطوا على منزل والدها عقب الحرب التي شنها الشماليون مؤخرا على الجنوب، واتهمت قوات الشرطة بإعادة منزل لعلي عبدالله صالح، فيما لم يتم اعادة منزل والدها.

وجاءت تصريحات وفاء اسماعيل بعد ساعات من دحض قوات الشرطة لمزاعم اعلامية بان المنزل الذي استعادته قوات الشرطة من الباسطين يعود لمواطن من يافع وليس لأسرة صالح.

تنفي وفاء اي علاقة لوالدها في دورات العنف التي شهدها الجنوب، غير أن وثائق أمريكية نشرتها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أكدت "أن  عدن شهدت تنازعا على السلطة بين اثنين من أبرز قيادات البلاد هما رئيس الدولة سالم ربيع علي، وقائد الحزب عبد الفتاح إسماعيل، إلى أن استولى إسماعيل على السلطة في ثاني انقلاب في يونيو عام 1978 وجرت خلاله تصفية الرئيس سالم ربيع علي"، وليست هذه المذكرات السرية التي افرجت عنها وكالة الاستخبارات الأمريكية، بل سبق وأكد عضو الكونجرس الأمريكي بول فندلي في كتابه الشهير "من يجرؤ على الكلام"، أن اسماعيل هو من نفذ الانقلاب على سالمين وأشرف على عملية اعدامه".

 وكان من أهم أسباب الخلاف أن إسماعيل متحمس كثيرا لإقامة وحدة مع شمال اليمن في حين أن قادة الجنوب ذوي الأصول الجنوبية يبدون ترددا في ذلك خشية أن يبتلع الشماليون الجنوب.

وتؤكد التقارير أن احداث يناير 86م، كان انقلابا مؤيدا للسوفيات في جنوب اليمن، وما اشارت له تقارير إخبارية ان اسماعيل كان يخطط للإطاحة بالرئيس ناصر من الحكم.

وتشير الوثيقة إلى أن الصراع على السلطة بين إسماعيل ومناوئيه من داخل الحلقة الضيقة للحكم أسفر عن تغيير حكومي لم يكن في صالح إسماعيل، وفي وقت لاحق من العام ذاته قرر الجنوبيون الإطاحة برئيسهم الشمالي وتم نفيه إلى الاتحاد السوفياتي حيث أمضى هناك نحو خمس سنوات. بعد نفي إسماعيل خلفه في السلطة علي ناصر محمد الحسني.

يعد فتاح المؤسس الأول للحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب، والذي لا يزال يسمى بحزب فتاح، وهو الحزب الماركسي الذي أقر منع تعدد الزوجات.

 

ويعتقد جنوبيون أن  الحزب الاشتراكي اليمني (حزب فتاح) هو من اضاع دولتهم التي يطالبون اليوم بعودتها، بينما تطالب وفاء فتاح بعودة منزل الذي قالت انها تمتلك عليه وثائق.

وكان نظام الحزب الحاكم في الجنوب قد منع تمليك المنازل على المواطنيين وصرف لهم منازل بنظام الإيجار حتى قبيل توقيع الوحدة اليمنية، حيث قام النظام الحاكم في الجنوب بتمليك المنازل للسكان، وهي المعلومة التي تؤكد ان الاشتراكي قد أمم املاك المواطنيين في عدن، ومنع تعدد الزوجات.