عرس سينمائي..

مهرجان كان السينمائي يزداد نضارة في عيده (72)

تحضيرات على قدم وساق تسبق العرس السينمائي

كان

انتهت اللمسات الأخيرة لتحضيرات مهرجان كان السينمائي في دورته الثانية والسبعين الذي ينطلق اليوم الثلاثاء، لاستقبال كوكبة من أهم نجوم الفن السابع والمشاهير العالميين إلى هذا الحدث السينمائي البارز، الذي يستقطب اهتماما كبيرا في أرجاء المعمورة قاطبة.

تحت اللافتة الضخمة الموضوعة أمام قصر المهرجانات والتي تظهر عليها المخرجة الفرنسية الشهيرة أنييس فاردا التي توفيت أخيرا، تم تغطية “سلالم المجد” الشهيرة بالسجادة الحمراء.

وقد نشر المصوّرون غير المعتمدين منصات صغيرة كثيرة سيقفون عليها لالتقاط الصور بغية عدم تفويت أي لحظة من الأيام العشرة للمهرجان الذي يقام بين 14 مايو و25 منه، ويشارك فيه هذه السنة عدد كبير من النجوم الأميركيين بعد غياب لسنوات.

وبعد دورة العام 2018 التي كان التمثيل الأميركي فيها ضعيفا، تحضر السينما الأميركية بقوة هذه السنة، في مؤشر إلى تحسّن محتمل في العلاقات بين مهرجان كان واستوديوهات هوليوود.

ويسود ترقّب خاص لمشاركة المخرج كوينتن تارانتينو، إضافة إلى النجمين ليوناردو دي كابريو وبراد بيت، وفق ما يؤكد أحد المصوّرين واسمه فابريس.

ويتعزز حضور هوليوود في كان هذه السنة أيضا مع مجيء النجم سيلفستر ستالون لتقديم الجزء الخامس من سلسلة أفلام رامبو، فضلا عن نسخة مجدّدة من الجزء الأول لهذا العمل.

وقد شهدت مداخل موقع المهرجان الاثنين منذ ساعات الصباح وصول حافلات كثيرة محمّلة بالزهور والمشروبات والمعدّات المتنوعة الموجهة لنحو 40 ألفا من العاملين في القطاع، بينهم 4500 صحافي معتمد سيتابعون المسابقة الرسمية أو يحضرون سوق الأفلام المقامة في الطابق السفلي من الموقع. كذلك بدأ توافد رواد المهرجان منذ صباح الاثنين إلى شوارع المدينة، فيما لبست متاجر كثيرة أبهى حللها، ورست العديد من اليخوت الضخمة في مياه هذه المدينة الساحلية في هذا الموسم الربيعي المشمس.

وستعيش المدينة على مدى عشرة أيام على وقع المسابقة التي وعد المندوب العام للمهرجان تييري فريمو بأن تكون “رومانسية وسياسية”. وتنطلق اليوم مع عرض فيلم “ذي ديد دونت داي” لجيم جارموش مع الممثلين بيل موراي وآدم درايفر وتيلدا سوينتون، إضافة إلى مجموعة من كائنات زومبي الغريبة يؤدي دورها خصوصا إيغي بوب وتوم ويتس.

وسيترأس لجنة التحكيم الخاصة بالمسابقة الرسمية، المخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليس إينياريتو لاختيار الفائز من بين 21 فيلما، حاز خمسة من مخرجيها جائزة السعفة الذهبية في دورات سابقة من المهرجان.

ومن بين المخرجين هناك خصوصا كوينتن تارانتينو الذي يعود بعد ربع قرن من “بالب فيكشن” مع فيلمه “وانس آبن ايه تايم… إن هوليوود”، إضافة إلى عبداللطيف كشيش الحائز السعفة الذهبية في 2013 مع فيلم “لافي داديل”، مع فيلم “مكتوب ماي لاف: إنترميتزو”.

ويعود أيضا إلى المهرجان، المخرجان البلجيكيان جان بيار ولوك داردين الحائزان على سعفتين ذهبيتين، مع فيلم “لو جون أحمد”، فيما يُنتظر أيضا عودة المخرج البريطاني كن لوتش مع فيلم “سوري وي ميسد يو”. ويعود أيضا المخرج الأميركي تيرنس مالك الحائز على السعفة الذهبية في 2011، مع فيلم “ايه هيدن لايف”.

ومن المشاركين الدائمين في المهرجان، ثمة أيضا هذا العام، المخرج الإسباني بدرو ألمودوفار، والإيطالي ماركو بيلوتشيو والكوري الجنوبي بونغ جون-هو، والكندي كزافييه دولان، والفلسطيني إيليا سليمان والبرازيلي كليبر ميندونسا فلييو والفرنسي أرنو ديبليشان.

وتشارك فرنسا في المنافسة بستة أفلام، فيما تتنافس ستة أعمال أوروبية أخرى وفيلمان من آسيا وفيلم واحد من أميركا اللاتينية (البرازيلي “باكوراو”).

ويُنتظر أيضا حضور نجوم بارزين يشاركون في أفلام خارج المسابقة الرسمية، بينهم لاعب كرة القدم الأرجنتيني الشهير دييغو مارادونا الذي يعتبر من أبطال العصر الحديث الذي ارتقى بكرة القدم إلى مستوى الفن، وقد حبس أنفاس الملايين من المعجبين عبر العالم بفضل موهبته الخارقة، فضلا عن الغش وإفلاته من الموت أكثر من مرة.

وسيكون مارادونا موضع فيلم وثائقي يعرض خارج إطار المسابقة الرسمية في دليل جديد على افتتان الفنانين بأسطورة كرة القدم الأرجنتيني.

وركز المخرج آصف كاباديا في فيلمه على دييغو الإنسان أكثر منه مارادونا النجم. وهو ينوي بذلك اختتام ثلاثية باشرها مع “سينا” حول بطل سباقات الفورمولا-1 البرازيلي أيرتون سينا الذي توفي عن 34 عاما خلال سباق، واتبعها بـ”إيمي” الذي يستعيد حياة المغنية البريطانية إيمي واينهاوس التي توفيت عن 27 عاما (حاز أوسكار في 2016).

وقال المخرج البريطاني لصحيفة ذي غارديان، “هذه المرة أردت أن أهتم بشخص لا يزال حيا ووجوده يبقى قويا. ثلاثيتي تتناول مواهب مبكرة شهيرة وأوضاعهم وما يمثلونه بالنسبة للشعب. في حالة مارادونا هناك أيضا شعوره بأنه على طريقته يواجه النظام القائم”.

وأضاف المخرج، “مارادونا شخص مميز. وهذا لا يقتصر على الرياضي وعلى إنجازاته نظرا إلى البيئة التي أتى منها، بل يشمل أيضا نقاط الظل في حياته”.

ويركز آصف كاباديا على سنوات مارادونا في نابولي من تقديمه العام 1984 أمام 70 ألف متفرج مهتاج إلى ثبوت تعاطيه الكوكايين العام 1991 ما ساهم في انحطاطه.

وبين هذين الحدثين إنجازات كبيرة مثل الفوز بكأس العالم لكرة القدم في 1986 وألقاب البطولات مع نابولي، ما جعله يرتقي إلى مصاف الآلهة في هذه المنطقة الفقيرة التي وجدت نفسها فيه بسبب أصوله المتواضعة، وانحدارات أيضا مثل إدمان الكوكايين والضغوط والروابط المحتملة مع المافيا.

وسيكون لمهرجان كان هذه السنة نصيبه من النجوم من أمثال المغني إلتون جون في فيلم السيرة “روكيتمان”، إضافة إلى بونو من فرقة “يو تو” التي سترافق فيلما وثائقيا عن الكفاح ضد الإيدز، والممثل الفرنسي ألان ديلون الذي سيسلم جائزة سعفة ذهبية فخرية. ويحضر أيضا المهرجان سيلفستر ستالون في مايو عشية اختتام المهرجان وإعلان الفائزين. ويقدم سيلفستر ستالون في مهرجان كان مشاهد حصرية من فيلم “رامبو 5” حول مغامرات المقاتل السابق في حرب فيتنام، خلال جلسة خاصة على شرفه.

وكان الممثل الهوليوودي المعروف بأدواره التي تتطلب قوة، نشر قبل سنة بالتحديد صورة يظهر فيها المقاتل السابق راكعا ليعلن بذلك مشروعا جديدا.

وسبق لستالون أن أتى مرات عدة إلى مهرجان كان ولاسيما العام 2014 ليقدم فيلم “ذي اكسباندبلز 3” مع أرنولد شوارزينغر وهاريسون فورد وأنطونيو بانديراس.وسيكرم سيلفستر ستالون من خلال جلسة خاصة في قصر المهرجانات في 24 مايو، حيث سيقدّم مشاهد حصرية من “رامبو 5″.

وسيُعرض مونتاج يستعيد مسيرته وبعد ذلك نسخة مرممة من فيلم “رامبو” لتيد كوتشيف (1982).