هادي لا يرغب في هزيمة الحوثيين لهذا السبب..

تقرير: ما هي خيارات السعودية البديلة في حرب اليمن؟

قيادات من الشرعية ومن الانقلابيين يصلون جمعا خلال مشاورات سابقة بالكويت - ارشيف

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

بات من المؤكد ان الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي لا يرغب في هزيمة الحوثيين، وهو ما انعكس على الكثير من الجبهات التي يشرف عليها قادة من تنظيم الإخوان "حلفاء الرئيس الذي يقيم في العاصمة السعودية الرياض"، عزز ذلك الانتصارات التي حققتها القوات الجنوبية مسنودة بقوات إماراتية في جبهة قعطبة بشمال الضالع.

انتصارات ساحقة في الجبهات التي تخوضها القوات الجنوبية وتشرف عليها دولة الامارات العربية المتحدة، يقابلها فشل وانكسار للجبهات التي يقودها نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر وتشرف عليها وتمولها المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الأمر الذي وضع الجبهات تلك في موضع جمود، خاصة في ظل وجود نوع من الحوارات والتقارب بين حلفاء الدوحة "تنظيم إخوان اليمن"، وحلفاء إيران الحوثيين، وهو التحالف الذي جاء على قبيل الازمة الخليجية والعربية مع قطر التي دخلت في حلف تقوده إيران الى جانب تركيا.

السعودية والملف اليمني

 

وتشير تقارير يمنية الى انه أصبح من "الصعب الآن أن تترك السعودية الوضع في اليمن وتسحب نفسها منه وتترك الحل العسكري والسياسي لمن تسمى بالشرعية في اليمن لعدة أسباب، لعل من أبرزها " ليس للشرعية أي خطة عسكرية أو سياسية في اليمن الآن، لأن السعودية وعن طريق المسؤولين المتحكمين في الملف اليمني قد أصروا أن يربطوا كل التفكير الحربي والسياسي بيد المملكة حصريا وهو ما أراح الشرعية التي لا تعمل شيء سوى تعيينات الوزراء والقادة مقدمة الولاء لهادي على الكفاءات".

 

فشل هادي

 

ويؤكد الكاتب اليمني أحمد البحيري في قراءة تحليلية نشرها موقع يمن الغد "أن التعيينات التي أصدرها هادي أثبتت كلها فشلا ذريعا بسبب أن كل من تعين كان فاشلا وضعيفا وبدون قدرات عقلية وكفاءات".

هزيمة وزراء حكومة هادي

 

وبين الكاتب "مثلا لا يقوم السفراء وهم أصدقاء هادي بأي دور يذكر في مواجهة الحوثيين ولذا نلاحظ أن مبعوث الحوثة محمد عبدالسلام بمفرده هزم كل سفراء هادي في أمريكا وأوروبا وروسيا، والمهم لدى سفراء ووزراء هادي هو جمع المال وسرقته وكلهم تقريبا سيطلبون اللجوء في البلدان التي يعملون بها أما القادة العسكريون في الميدان فقد عين هادي أضعف القادة واجبنهم ولهذا فهم لا يعرفون من قتال سوى قتال جمع المال".

الرئيس الانتقالي ليس جادا في قتال الحوثيين

 

وقال الكاتب "إن هادي لا يريد أن يتم النصر على الحوثة لأنه سينتهي سياسيا فبعد النصر ستتغير نوعية السلطة الحاكمة وهو يعلم ذلك ولهذا ليس جادا في قتال الحوثيين على الإطلاق وعلى هذا الأساس فقد كان هادي كارثة على اليمن وهو الآن كارثة على السعودية".

رمي الملف اليمني على السعودية

وقال الكاتب "إن هادي رمى الملف اليمني كله على ظهر السعودية ولذا فالدبلوماسية السعودية وسفاراتها تشتغل في ملف اليمن بدون كلل بينما سفراء هادي ليسوا معنيين باليمن مطلقا، ورمى الملف عسكريا للجيش السعودي ورمى المرتبات فوق الخزانة السعودية وكذلك الدور الإعلامي، كل شيء رماه على السعودية".

هادي معرقل لهزيمة الحوثيين

وقال الكاتب "هادي ليس الآن إلا معرقل كبير لهزيمة الحوثة ساعده مسؤولون سعوديون يمسكون بالملف اليمني، وهؤلاء أصبح واضحا أنهم أعداء للمملكة - علموا ام لم يعلموا - كما أن مسؤولي الملف اليمني من الجانب السعودي تبنوا تفكير هادي ولم يصوبوه في الأخطاء الجسيمة التي يرتكبها في حق اليمن والمملكة والحقيقة التي لا تقال أن هؤلاء السعوديين يتقاسمون مع هادي ومن معه أموال الحرب التي تخصصها المملكة لمصالحهم الخاصة تحت بنود كثيرة متشعبة ومتعددة".

ما هو الحل؟

يقول الكاتب البحيري "في كل الحروب هناك مراجعات يجب أن تتم للبحث عن أسباب الإخفاق السياسي والعسكري الميداني، وحان للمملكة أن تضع خطط بديلة لكل جوانب الحرب والكل يعلم ذكاء ودهاء قادة المملكة والحلول لا تعجزهم، ويجب أن يبدأ الحل في النظر إلى أداء حلفائها وأقصد هنا الشرعية اليمنية اذ لا يمكن لكي تنتصر أن تسمح بقادة ضعفاء في هرم قيادة الشرعية عسكريا ومدنيا ودبلوماسيا".

 

وتابع "يجب أن تنظر المملكة إلى السعوديين الذين يمسكون أو يمثلونها في الإمساك بالملف اليمني وخصوصا أن بعضهم صار يشتغل لهادي أكثر من شغله لبلده ومستقبل امنها الوطني بل أن بعض هؤلاء صار يلعب دور التحريض والتشكيك بل والدس على بعض القادة في الميدان لدى قادة الدولة السعودية مثل التحريض على (طارق صالح) وأيضا تظليل خطير قام به هؤلاء السعوديين من البداية حول فوائد إقحام المملكة في الحرب وكان اقتراحنا مع قادة يمنيين كبار أن لا تدخل المملكة في الحرب بنفسها وبقواتها وكنا طالبنا أن تدفع السعودية باليمنيين أنفسهم لمقاتلة اليمنيين".

واتهم الكاتب "ضباط اللجنة الخاصة بأنهم قد زينوا لقادة السعودية سهولة النصر وأنها ليست إلا أيام ويتم سحق الحوثة".. مؤكدا انه "ليس أمام الرياض الآن إلا أن تعيد أولا ترتيب الشرعية سياسيا".

مجلس عسكري تحت قيادة "الدفاع السعودية"

 

وأقترح الكاتب "ان يتم تشكيل مجلس عسكري يضم العميد طارق صالح وقاد أخرون، وأن يكون هذا المجلس العسكري تحت توجيه وزارة الدفاع السعودية".

وتابع الكاتب في وضع مقترحاته "تبعد من يد هادي قرار التعيينات العسكرية في الجبهات وخصوصا في شمال اليمن، فالمعركة مع الحوثة هي في الشمال وليست في الجنوب وبإمكان الرياض أن تعين في المجلس المشايخ المقاتلين والذين هم في الجبهات أمثال العكيمي وغيره".

 

حل الأزمة في اليمن سياسيا

ورأى الكاتب أحمد البحيري انه "إذا ارادت السعودية أن تحل المشكلة سياسيا وليس عسكريا، فهذا أمر سهل وهو أن تدفع بهادي للجلوس مع الحوثة مباشرة والدفع به ليصل مع الحوثة إلى حل ايا كان هذا الحل على أن يكن الحل السياسي معني فقط بشمال اليمن وليس الجنوب  وتتفرغ السعودية لبناء قوة عسكرية جبارة ساحقة  وحقيقية في حدودها مع اليمن الشمالي وأيضا عليها أن تضع تصور طويل الأمد لكيفية العلاقة مع الحوثة بعد مرحلة السلام وهذا هو الامر الأصعب والاسهل على الرياض وأيضا يجب أن تضع خطط عدة لعلاقاتها في حضرموت والمهرة لأنها من أهم المناطق الاستراتيجية لها في جنوب اليمن".

 

وختم الكاتب "افضل أن تطور السعودية استراتيجيتها العسكرية للقضاء النهائي على الحوثة لأن بقاءهم خطيرا جدا على المدى الطويل على نجران وجازان وعسير ومنطقة الحجاز كلها، والحل هنا إعادة تشكيل القيادات العسكرية اليمنية في الميدان سريعا وربطها مباشرة بوزارة الدفاع وإبعاد هادي تماما والاكتفاء بالتعامل مع القادة العسكريين هؤلاء وسيتم النصر".