مساعٍ لتحقيق ضربة استباقية في المكلا..

تقرير: "حكومة هادي".. خفايا مناهضة علنية للتحالف بعدن

الرئيس اليمني عبدربه هادي مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان - ارشيف

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

وثقت تسجيلات مرئية قيام مسؤولين حكوميين وموالين للحكومة بترديد هتافات مناهضة للتحالف العربي الثلاثاء الماضي في العاصمة عدن، الأمر الذي وضع الحكومة اليمنية امام اتهامات صريحة بالبحث عن حليف أخر للتحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات.

واستغل مسؤولون وموالون للحكومة اليمنية تظاهرة استقبال الأسير المحرر أحمد عمر العبادي المرقشي لترديد هتافات مناهضة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية،  حيث نشرت وسائل إعلام محلية تسجيلا مرئيا يظهر فيه مستشار وزير الداخلية اليمنية، وهو يهتف مع ناشطين أخرين بعضهم على صلة بالتحالف "القطري الإيراني"؛ وهو ما يبدو مستغربا للبعض ما تصف بعملية التناغم بين تيارات الشرعية والتيارات المحسوبة على قطر وايران.

يقول حاضرون في الفعالية ان "أطرافا محسوبة على قطر وإيران لا تستطيع تنظيم تظاهرة مناوئة للتحالف العربي في عدن، لكنها استغلت حلف الاستقبال للأسير المحرر أحمد عمر العبادي المرقشي".

وأكد عضو في لجنة التنظيم لـ(اليوم الثامن) "ان الهتاف المناهض للتحالف العربي، فيه إساءة كبيرة للمرقشي".. متهما بعض الأطراف بتمويل عناصر هدفها اثارة الفوضى في عدن.

لكن المثير للاستغراب، هو عملية التناغم بين التيارات المحسوبة على ايران وتلك المحسوبة على قطر والتي سارعت الى نشر التسجيلات المرئية التي يبدو تم التحضير لها جيدا، قبل فعالية استقبال الأسير المحرر.

واشادت توكل كرمان القيادية الإخوانية المقيمة في تركيا بما وصفتها بالخطوة الشجاعة، للمناهضين للتحالف العربي، فتوكل التي قالت انه لا يوجد شيء اسمه قضية جنوبية، سارعت الى تدوين ما ردده المناهضون للتحالف العربي "ياجنوبي صح النوم، لا تحالف بعد اليوم".

تسعى بعض الأطراف الإقليمية المتصارع مع دول التحالف العربي، إلى تحقيق مكاسبة سياسية، بواسطة القوى الجنوبية التي تبحث عن الاستقلال، وهو الأمر الذي يدركه الجنوبيون، فطر التي احتفل اعلامها بالهتافات، تعمل بشكل متواصل ضد قضية الجنوب وتطلعات شعبه منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، حين دعمت قطر تنظيم الإخوان في الحرب الأولى على الجنوب.

يدرك الجنوبيون ان قطر تعم بشكل قوي ضد قضيتهم وتطلعاتهم، لكن الهتافات التي ظهرت في عدن، لا تؤكد ان هناك قوى جنوبية مناهضة للتحالف العربي، بل تعزز وجود اطراف حكومية تبحث عن تحالفات في معسكر قطر وتركيا وإيران، بعيدا عن التحالف العربي، وهو ما تؤكده التسجيلات المرئية المنشورة.

ولا تمانع حكومة هادي من فتح علاقة مع تركيا، فأنقرة بات مسؤولوها يترددون على عدن بشكل متواصل، وسط ترحيب غير عادي من رئيس الحكومة اليمنية ونائبه وزير الداخلية.

نرفض الحكومة اليمنية أي شكل من اشكال الحوار مع الجنوبين الذين يطالبون باستعادة بلادهم، بل انها عملت على دعم تيارات وكيانات سياسية، يؤكد جنوبيون ان الهدف من دعمها ضرب مشروعية القضية الجنوبية.

مناهض التحالف العربي، يقابله الترحيب بالدور التركي، فالحكومة اليمنية التي دأبت على الإشادة بدور انقرة في عدن، تتهم التحالف العربي بالسعي لاحتلال البلاد، لكن الأمر ليس مستغربا، فالحكومة التي يتحكم فيها حلفاء الدوحة، يرفضون بشدة أي شكل من اشكال الحوار مع الجنوبيين، بل انهم يسعون بقوة لضرب القوات الجنوبية التي يرون انها تشكل تهديدا خطيرا للنفوذ الذي اكتسبوه بعد مشاركتهم في الحرب لأولى على الجنوب، وشرعنة الحرب لنظام صالح بفتاوى التكفير التي أصدرها وزير العدل الإخواني عبدالوهاب الديلمي.

الوضع لا يحتاج إلى قراءة تحليلية، فالأمور باتت واضحة، تركيا "حليفة قطر وإيران" تبحث وبشكل علني ورسمي وعن طريق حكومة هادي عن نفوذ لها في الجنوب، وهو النفوذ الذي يأتي مناهضا للجنوبيين وقضيتهم، بل ويستهدف المشروع الذي يطالب به الغالبية الكبيرة والساحقة في الجنوب.

فقد أصبحت انقرة تبحث بشكل علني عن نفوذ في عدن، ضمن تحقيق مطامع "إيران وقطر"، حيث توفر حكومة الشرعية التي يحكم فيها الإخوان منذ نحو عامين غطاء حكوميا للنفوذ التركي، لكن ذلك ليس كافيا، فالأمر يحتاج غطاء سياسي، وهو ما تمثل في الائتلاف الوطني الذي يتزعمه احد ابرز اذرع الإخوان المالية "احمد صالح العيسي".

الائتلاف الذي حاولت اطراف إقليمية من بينها قطر ان تعمل على اشهاره في مصر الا ان القيادة المصرية رفضت أي أنشطة اخوانية، لكن في الـ27 من ابريل الماضي اشهر الائتلاف في اجتماع مصغر بعدن بحماية قوات تابعة لوزير الداخلية وأخرى تابعة لعلي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمين.

الائتلاف الوطني الذي جاء متزامنا مع اشهار ائتلاف سياسي مماصل في حضرموت، جاءت اهدافه ه ضد الجنوب، وأكدت على انها سوف تعمل على حل القوات المتخصصة في مكافحة الاهاب.

وكلف الائتلاف محاميين وناشطين حقوقيين "إخوان" سبق لهم واعدوا ما عرف بتقارير  مزاعم السجون السرية في عدن..

تشير مصادر في داخل الائتلاف لـ(اليوم الثامن) "ان الفريق المكلف بهذه المهمة مهمته، اعداد تقارير حقوقية ضد الجنوبيين ونشر مزاعم انهم يستهدفون الشماليين على أساس جهوي، ومواكبة احداث يقف خلفها الائتلاف ونسبها للأطراف الجنوبية، شيطنة قوات الحزام الأمني والنخبة تمهيدا لحلها واحلال بدلا عنها قوات أمنية سبق لقطر ودعم تأسيسها".

ومن اهداف الفريق الحقوقي في الائتلاف "التحريض على الصحافيين الجنوبيين واتهام بعضهم بالعمالة، وشراء ذمم البعض بأموال وامتيازات مستقبلية عن طريق التاجر أحمد العيسي، وتوسيع مطبخ اعلامي مناهض للتحالف العربي ويمهد للدور التركي الذي سيتم تصويره على انه الأفضل".

ولكن ما هي الأفضلية التركية في بلد يعاني من أزمات اقتصادية، تركيا تعاني من أزمات اقتصادية، لكن أنقرة ستكون وكيلة الدوحة في تمكين الإخوان من عدن، وهو الذي دفع هذه الائتلافات الى تصوير انقرة بأنها الأفضل من التحالف العربي الذي سعى لبناء قوات أمنية حديثة وساهم بشكل كبير في تأمين الجنوب من التنظيمات المتطرفة.

بدأت الحكومة وعن طريق محافظ عدن المعين حديثا، بإعادة مسؤولين إخوان بعضهم متورط في قضايا فساد مالية منذ عهد المحافظ الإخواني وحيد رشيد، تؤكد المصادر ان هذه القرارات جاءت في اعقاب اتفاق ابرم بين محافظ عدن أحمد سالمين ونائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر.

 وليس بعيدا عن عدن، يسعى الإخوان وبدعم إقليمي واضح إلى السيطرة على ساحل حضرموت، في مسعى لاسقاط  كل حضرموت لمصلحة النفوذ الإخواني، وهو المشروع الذي تدعمه بعض الأطراف الإقليمية التي ترى ان الإخوان الأقرب في حفظ مصالح هذه الأطراف في الجنوب وحضرموت.

أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي استعداده لتطهير وادي حضرموت من العناصر الإرهابية، الا ان الإخوان سرعان ما بدوا بالتحضير لردة فعل يتوقع ان تدفع بالوضع نحو التأزيم.

فالتنظيم المدعوم إقليميا بدأ مرحلة إزاحة محافظ حضرموت فرج البحسني الذي قاد معركة تحرير حضرموت من العناصر الإرهابية والذي يناهضه الإخوان منذ وقت مبكر.

قبل اشهر نشرت صحيفة اليوم الثامن تقارير اشارت الى ما يعتمل اليوم في حضرموت من افتعال للازمات وارتفاع بعض الأصوات المطالبة بإقالة المحافظ البحسني.

رفض الرئيس هادي افتتاح مطار الريان الدولي الذي اعيد تأهيله من قبل دولة الامارات، وترقيته إلى مطار دولي، مشترطا إزالة اسم "الامارات" من اللوحة التذكارية، في سابق اثارة جدلا واسعا.

وكشف الإعلامي والكاتب السياسي هاني مسهور، سبب تأخير إفتتاح مطار الريان الدولي بمحافظة حضرموت.

وأكد مسهور، في تصريح نشره عبر صفحته بتويتر  : إن “‏اشتراط الرئيس هادي ازالة اسم دولة الامارات العربية المتحدة عن اللوحة التذكارية لحضور افتتاح مطار الريان أمر غير مقبول ويرفضه كل أحرار حضرموت والجنوب واليمن".

يعتقد هادي ان استدعاء اطراف إقليمية ودولية إلى الصراع في اليمن، سيطيل امد الحكم، فهو يرى ان هزيمة الحوثيين، دخول اليمن في مرحلة انتقالية جديدة يكون هادي ابرز ضحاياها، حيث سيتم عزله من السلطة، وهو ما يعتقد ان البديل في تأزيم واقلمة وتدويل الصراع في اليمن.

هذا البعد الاستراتيجي لحكومة هادي، يرى حلفاؤه انه الأسهل لإطالة امد السلطة ومنع الجنوب من الاستقلال، فهو يعتقد ان تمكين الإخوان في الجنوب، يعني  الدفع بطرف نقيض للطرف الجنوبي الذي يصر على الاستقلال.