(اليوم الثامن) تقدم بحثا مزودا برسومات..

تقرير بحثي: كيف تقدس الأسود في ثقافة شمال افريقيا

اعتبر الأسد  عموما رمزاً للنبل والشجاعة والقوة اللانهائية

عزيز عبدالرحمن

يعد رمز الأسد من أكثر الرموز المستخدمة على نطاق واسع حول العالم في مختلف الثقافات والحضارات ويعد أقدم تصوير للأسود في العصر الحجري القديم الأعلى في كهف لاسكو  وكهف شوفيه في فرنسا حيث يرجع تاريخ رسومات هذه الأسود من 15000 إلى 17000 سنة

رسم لأسود كهوف وهي تصطاد من غرفة السنوريات، كهف لاسو، فرنسا. -"سيدة الأسد"-منحوتة برأس أسد يُعتقد بأنها أقدم تمثيل بشري للأسد.

 كما تم العثور على أقدم نحت عاجي لرأس لبوة في كهف فوغليهيرد في منطقة (شفابن  Schwaben)  في جنوب غرب ألمانيا ويطلق عليه اسم "ليونينش" أي "الأسد الإنسان "  او السيدة الاسد" يرجع تاريخ النحت إلى ما لا يقل عن 32000 عامًا

معركة الأسد والإنسان التي تبدو في الرسوم الجدارية من العصر الحجري، تتعدد في الشرق الأدنى القديم، ففي مصر كان الفرعون قد أمر بنقش صور مطاردته الظافرة للوحوش الكاسرة، وفي بلاد سومر، حيث أن "جلقامش" (Gilgamesh) الملك الأسطوري يخنق بيديه العاريتين أسدا، مثلما هو الحال في أسطورة "هرقل" (Heraclius) الذي يخنق أسد "نيميه"، (الذى يختبىء في غابة أرجوس, والذى يقطع الطريق على الجميع ويثير الرعب والفزع في قلوب الجميع ...) فنلاحظ على إناء إغريقي أو أتروسكي، وعلى نقيشة فسيفساء أو نقود قديمة أو تحت شكل تمثال أو لوحة من عصر النهضة، وجود رجل مصارع وهو يحمل على الكتف أو الذراع اليسرى، ونادرا في اليد اليسرى، جلد أسد، ويقصد بهذا "هرقل".   هرقل وأسد النيمان (، 520–500 قبل الميلاد ، من فولسي ، إتروريا ، إيطاليا)

وقد عمل ملوك "الحثيين" و"الأشوريين" و"الفرس الأشمينيين" و"البارتيين" جميعل على نحت صورهم، إما وهم يقتلون أسد في الصيد، و إما وهو يطعنون بخناجرهم وجها لوجه أسدا واقفا، وحسب رأي علماء الآثار فهي تمثل إنتصار الملك أو الفرعون على قوى الشرّ، وتظهره بمظهر الحامي لشعبه، أو لإبهاره وهو يعرض شجاعته وقوته. وهذه الصورة بدون شكّ، كانت معينة أيضا لتدعيم خضوع رعاياهم،

الاسد في الحضارة الفرعونية :  كانت  باخت" (Pakhet) إلهة للحرب تشبه (الوشق) (Lynx) و قد قيل أنها محاربة شرسة صيادة، ، أدى هذا الجانب الصحراوي من مفهوم هذه الإلهة لجعلها مرتبطة مع العواصف الصحراوية،

     

سيتي الاول وباخت من جدران معبد سيبيوس أرتمديوس - تفنوت وعلى رأسها الشمس

كما كانت "تفنوت" Tefnut لبوة على راسها الشمس تمثل الحكمة والنار و شقيقها "شو" كأسد  وأبو الهول بجسم اسد و رأس بشري  

و نري أن أبا الهول الذي يقال أنه يمثل الملك (خفرع Khafra) (حكم بين سنتي 2559 و2535 ق م) جامعا بين قوة الأسد وحكمة الإنسان واخرون يقولون انه  هو الأثر الخالد لنبي الله  ادريس عليه السلام ويمكننا أن ننظر الي أبي الهول بصورة مغايره لوصفه كأسد برأس انسان ادريس هذا النبي والذي يشهد تباينا بين الأديان والحضارات المختلفة الا أن اتفاقا حول طبيعة الدور المؤثر الذي لعبه عبر التاريخ الإنساني جعله مخلدا بصرف النظر عن الاسم الحقيقي لهذا النبي الحكيم فهو (هرمس) Hermes  الهرامسه وأ(وزوريس Osiris) عند قدماء المصريين واخنوخ  (Enoch) في الانجيل والتوراه وادريس عليه السلام في القران الكريم و  يقول المؤرخون إنه ينتسب إلى أمة “السريان” (Assyrian people) (مجموعة عرقية دينية  ساميّة  مسيحية  تسكن في شمال ما بين النهرين في العراق وسوريا وتركيا وبأعداد أقل في إيران) أقدم الأمم، وملتهم هي ملة الصابئين (مندائية) (Mandaeism) ويعتقد أنه (دنانوخ) الوارد ذكره في كتاب الصابئة المقدس  ( انظر ابن حجر العسقلاني )وهي ديانة الله الأولى التي أنزلت على نبيه ورسوله آدم و لهم كتابهم المنزل الذي يسمى جنزاربا (Ginza Rba)( اي الكنز العظيم)، وهو أحد الكتب المقدسة لدى الديانة الصابئية المندائية ويعتقدون أنه يجمع صحف آدم وشيت وسام ويتألف الكتاب من 18 كتاباً في 62 سورة تقع في حوالي 600 صفحة 

   

منحوتة من الغرانيت لسخمت من معبد الأقصر، تعود لما بين عاميّ 1403-1365 ق.م. يُحتفظ بها اليوم في المتحف الوطني بكوبنهاغن.

الاسد في بلاد الرافدين :

كما كان الأسد رمزاً بارزاً في حضارة  بلاد الرافدين فنجد وجوده القوي في المئات من النقوش والمنحوتات والتماثيل والصروح وذلك في كلٍ من سومر (Sumer) و بابل (Babylon) و أشور (Assyria ) والممالك الأرامية (Arameans) وفي فينيقيا  (Phoenicia) وفي المملكة الحيثية (Hittites) في شمال سوريا كان إستخدامه كرمز ومرافق أحياناً للأله إنانا " عشتار" (Inanna) والتي تظهر في كثير من التصويرات مع الأسود في دلالة على القيادة والسيادة التي تحظى بها في المجتمع الزراعي كونها تقدم الأرض الخصبة وتمزجها بالطاقة الشمسية الروحية الخفية الممثلة بالأسود التي تطلق النباتات من بذورها فتكون هذه الاشعة هي الروح التي تحمل معها قيامة تموز من بين الأموات في العالم السفلي لتقوم معه بزواج مقدس يجلب معه وفرة للمحاصيل والخيرات لهذا المجتمع الزراعي .كما كان الاسد رمزا للإمبراطورية " الكلدانية" (Neo-Babylonian Empire)  (627 ق م _ 539 ق م) " . حيث تم وضع منحوتات الاسود على جانبي الأبواب والبوابات في المعابد والقصور يمثل الوصاية الإلهية على تلك الصروح [iv]

  تمثال عشتار (المتحف البريطاني) - أسد بابل الذارع، على بوابة عشتار، بابل، العراق.

ويُقال  ايضا أنه في بابل تمّ إلقاء النبي دانيال المذكور في الكتاب المقدس إلى عرين الأسود وإنقاذه منه لاحقا    لوحة النبي دانيال في عرين الاسود Pieter Paul Rubens (1615)

الاسد رمز الشجاعة والقوة والسيطرة  : لقد اعتبر الأسد  عموما رمزاً للنبل والشجاعة والقوة اللانهائية والسيادة كما يعتبر رمزاً مهماً لليقظة وضبط النفس والتوازن بالتالي كان رمزاً مهماً للملك الذي يجمع بين القوة والحكمة  إستخدموه للتعبير عن الملوك الذين إتصفوا بقوة الشخصية والصلابة .

كما يعتبر الأسد أحد الرموز المهمة الممثلة للطاقة الشمسية وهذا بديهي لكون رأس الأسد يشبه قرص الشمس والشعر المحيط برأسه يشبه أشعة الشمس ولذلك ربما ربط المنجمون بين برج الاسد وكوكب الشمس فتم تم تقديسه في المجتمعات الزراعية التي كانت تعي تماماً دور الشمس في الحياة الزراعية كان رمزاً للموت والقيامة  برج الاسد في كتاب ابو معشر الفلكي 

اعتبر  الاسد رمزا لمجموعة النجوم التي تشكل برج الأسد، كما وتم ذكره في الميثولوجيا حيث قام هرقل بقتله وارتداء جلده المنيع ليحمي به نفسه.  وقد احتفل زيوس  (Zeus) أب الآلهة والبشر عند الاغريق بهذا العمل بوضع الأسد في السماء. 

 نحت لشمشون وهو يقاتل الأسد النيمياني، أحد الوحوش الأسطورية الإغريقية المبنية على أسد آسيوي على الأرجح - صفحة مصورة من كتاب كليلة ودمنة، يظهر فيها أسد آسيوي وإلى جانبه ابن آوى.

كانت كلمة "أسد" تُخلع على العديد من الحكام المحاربين الذين اتصفوا بالشجاعة في العصور الوسطى، مثل ريتشارد الأول (Richard I of England)  ملك إنكلترا (8 سبتمبر 1157 - 6 أبريل 1199) ، الملقّب ريتشارد قلب الأسد  ومن المحاربين الشرقين الذين حملوا لقب "أسد" حمزة بن عبد المطلب الذي قيل له "أسد الله" و"أسد الجنة" بعد استشهاده، وكذلك صلاح الدين الأيوبي التكريتي (532 - 589 هـ / 1138 - 1193 م) الذي أطلق عليه عدد من الحكام الصليبين "أسد الشرق".

شمشون يصرع الاسد لوحة تخيلية للفنان (Lucas Cranach the Elder) 1512 موذكر في القرآن مرتين، مرة بلفظ قسورة، والأخرى بلفظ السبع قال تعالى: (كأَنهم حمر مستنفرة فَرت من قسورة) «سورة المدثر، الآيتان 50 - 51»، وقال ابن كثير في تفسير القرآن العظيم أي كأنهم في فرارهم عن الحق وإعراضهم عنه حمر من حمر الوحش إذا فرت ممن يريد صيدها من أسد.

الاسد في المسيحية  : في رؤيا 5:5 أن المسيح هو الأسد الخارج من سبط يهوذا(5فَقَالَ لِي وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ:«لاَ تَبْكِ. هُوَذَا قَدْ غَلَبَ الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا)

 الاسد عند الرومان : الأسد في النحت الروماني هو رمز للشرّ، سواء أكان تحت قدمي "المسيح" أو كان "شمشون" (Samson)  أو "داوود" ممسكا بشدقيه لقتله، وعلى تاج عمود من "فيزلاي" تبدو صورة الملك "داوود" وهو يروض بيديه العاريتين أسدا.

 

المرجع : Margalith, Othniel (January 1987). "The Legends of Samson/Heracles". Vetus Testamentum. 37: 63–70

ويوجد على ناووس مسيحي من الرخام "أواسط القرن الثالث" نحت يمثل الراعي الصالح وهو يحمل غنمه على كتفيه وذلك بين رأسي أسد حيث أن الرمزية مزدوجة، فمن جهة أسود جنائزية، ومن جهة أخرى أسود تخاطر بإفتراس الغنم، وبالتالي هي أسود رموز للشرّ، ينتصر عليها الراعي الصالح "رمز المسيح".

وتشكل الأسود الحارسة لشجرة الحياة جزءا من الفنّ الأيقوني المسيحي، على سبيل المثال نقش على صفيحة من رخام في "كاتدراثية تورسيلو"  (Cathédrale Santa Maria Assunta de Torcello) ، حيث تحرس شجرة الفردوس التي يوجد عدد من الطيور على أغصانها. إلى جانب نقوش أخرى، سواء كانت من الفسيفساء أو بنقوش بارزة أو خفيفة.

الاسد في اليهودية  : أسد يهودا ويهوذا هي اخد اسباط اليهود تعرضت للسبي البابلي (ن فكرة السبي البابلي لليهود ظلت مجالًا للبحث والتمعن من قبل الباحثين اليهود وغيرهم) و يهوذا هو الذي أطلق اسمه على هوية اليهود ومن هنا كان شعار Ge'ez Mo'a 'Anbessa Ze'imnegede Yihuda ("أسد غزت قبيلة يهوذا (The Lion of the Tribe of Judah has conquered)كما تم ُذكر الأسد في الفصل ما قبل الأخير من سفر التكوين عندما كان النبي يعقوب يُبارك أبنه الرابع[vi]

 

الاسد رمز جنائزي : الكثير  من القدماء اعتبروا  الاسد رمزا للموت وتصادف الأسود الجنائزية في العصور الكلاسيكية القديمة، بصفتها رموزا لقوة الموت منها واحد إغريقي وآخر روماني في نقش بارز، وهما معروضان في متحف اللوفر، وغيرها في نقش بسيط على نواويس فينيقية ونواويس رومانية، وهي تشتهر بأنها رموز للخلود أو أنها لإمتلاك قوة سحرية لتحاشي المصير السيء هذا من جهة، ومن جهة أخرى فهي تلاحظ الاسود  في الأثار المسيحية تارة حارسة للمقابر، وتارة كدعائم للقبور في العصر الروماني.

الاسد رمز للخلود : هناك الكثير  من التماثيل إنسان برأس أسد بيده كرة مفهوم شمسي، رموز للزمن اللانهائي، المعروف لدى الفرس و"ذيرفان" وهو إسم كوردي محض ...معناه : الحارس و "كرونوس" (Cronos) عند الإغريق و "ساتوران" (Saturn) رمزه كوكب زحل  لدى اللاتين... ويدل فم "السنتور" المفتوح قليلا و المنكشف عن فكين ضخمين على القوة المدمرة للزمن المفترس.

الأسد والماء: العديد من رؤوس الأسود المنحوتة تزين حافة سطح المعابد الإغريقية والرومانية، وهي ذات شدق مفتوح مستخدم لتصريف المياه مع رؤوس أسود مشابهة مقامة على المعابد المصرية القديمة، مع أن البلاد هناك غير ممطرة، ويفسر هذا إما أنه كان لها دور حارس في الأساس، وإما لان الفيضان النافع للنيل كان يحصل عندما تكون الشمس في فلك الأسد ( من 22 جويلية الى 22 اوت ) ، الذي كان يمكن إعتباره مسقطا للماء الخصب، وبدون شكّ فإنه يجب أن لا ننسى نافورة الأسود الشهيرة (بهو السباع) في الحمراء "غرناطة"  

 

الاسد والشمس : كان الدين السائد في إيران هو الديانة الزرادشتية (Zoroastrianism) التي تعتبر النار والشمس كعناصر مقدسة. كما يعتقد أن أصول هذا الشعار تعود إلى علم التنجيم في الحضارة البابلية ويرمز الشعار إلى برج الأسد يرمز الأسد إلى علي بن أبي طالب أو النظام الملكي أو أبطال إيران الذين يحمون البلاد ضد الأعداء أما الشمس فيرمز إلى الملك جمشيد (Jamshid) أو إلى الأمة الفارسية تم إزالة الأسد والشمس كشعار إيران في أعقاب الثورة الإيرانية (Iranian Revolution) عام 1979 م وحل محله شعار إيران الحديثة الذي هو عبارة عن لفظ الجلالة (الله).[viii]

 الأسد والشمس شعار إيران مابين 1576 و 1979 م

W.E. Peuckert, L'astrologie, Petite Bibliothèque Payot, 1980, p. 100.

 الاسد رمز فلكي وكوني  : كوكبة الاسد  هي المنزل العاشر من منازل القمر ويسمون الذي على البطن وعلى الحرقفة «الزُّبَرة» والذي على مؤخر الأسد «قنب الأسد» أو «ذنب الأسد» وهو المنزل الحادي عشر من منازل القمر.ويسمونه «الصرفة « لانصراف البرد عند غروبه وانصراف الحر عند شروقه من تحت شعاع الشمس بالغدوات وهى المنزلة الحادية عشرة من منازل القمر وترتبط هذه الكوكبة بأسطورة هيرقل وقتله للساد المذكورة سابقا عرفت الكوكبة في بلاد ما بين النهرين في وقت مبكر من 4000 قبل الميلاد كانت الكوكبة تسمى في علم الفلك البابلي UR.GU.LA ، "الأسد العظيم" [ix]

 

حقائق علمية حول حيوان الاسد ( الاسد فعلا حيوان يستحق الاحترام ) : إن لبدة الأسد، الفريدة بين السنوريات، تميّز هذا النوع عن أي فصيلة أو نوع آخر من الحيوانات. وهي تجعل صاحبها يبدو أكبر حجما، مما يؤمن له عاملا باعثا للخوف في نفس من يواجهه؛ وهذا يساعد الأسد خلال قتاله أو مواجهته لأسود أخرى، اللبدة ايضا  تحمي عنق الذكر من الإصابات وكلما كان قد أصيب بشكل كبير على تلك المنطقة كلما تساقط المزيد من شعره، وبالتالي فإن الشعر الخفيف للأسد هو علامة لخسارته عدد من النزاعات.

تُظهر  الأسود شكلين من التنظيم الاجتماعي. فالبعض منها مقيم، يعيش في مجموعة عائلية تُسمى زمرة تتألف الزمرة عادة من قرابة خمس أو ست لبوات مرتبطة ببعضها عن طريق القرابة والبعض  يستمر بالتنقل لمسافات شاسعة، إما بمفرده أو بأزواج، تُسمى المنطقة التي تقطنها زمرة الأسود الحوز أو حوز الزمرة، بينما تُسمى منطقة الأسد المرتحل الموطن أو الإقليم. تقوم  الاسود بجولات واسعة يوميّة عبره مجالها  وترش بولها على الأشجار والشجيرات لتترك رائحتها كإنذار لأي ذكر دخيل بوجودها في المنطقة. تتواصل الأسود مع بعضها أثناء فترة الراحة عن طريق عدد من السلوكيات، حيث تُعدّ حركاتها التعبيريّة متطوّرة جدا. يُعد احتكاك الرأس واللعق الجماعي أبرز التحيّات السلميّة الملموسة ظهر أن فرك الرأس بالرأس، أو الخطم على الجبهة، بالإضافة للعنق والوجه على أسد أخر—هو أحد أشكال التحيّة، [x]

هيرقل صيفاكس وحكايا الاسد في  شمال افريقيا :

هيرقل بن جيوبتر :  (Heracles) في الميثولوجيا الإغريقية بطل إلهى هو ابن الإله زيوس ـ يشتهر بقوته الخارقة يمثل هيركليس عند كل من الرومان واليونانين أيقونة في الأدب والفن الغربى والثقافه الشعبية. كان أول عمل له  أن يقتل أسدا عظيما في نيما لا يخترق جلده سيف ولا سهم ولا تفلح ضربات الهراوة ضده لكنه تمكن من خنقه ثم سلخ جلد ولبسه. ان عليه ان يقتل أفعى تدعى العدار (هيدرا) وكان لها تسع رؤوس إذا قطعت واحد نبت إثنين مكانه لذا اتى مع معين له وكان إذا قطع راسا جاء إيولاس وكوى مكان القطع. كان على هرقل الامساك بالخنزير الشرس بناءً على القواسم المشتركة في أساطير Heracles و Odysseus (يكون من قادة حرب طروادة، وصاحب فكرة الحصان الذي بواسطته انهزم الطرواديون)  ، اقترح ستيفن سورا أنهما كانا يعتمدان على نفس الشخص التاريخي [xi]

احتفل الإغريق القدماء بمهرجان Heracleia ، الذي احتفل بذكرى وفاة Heracles ، في اليوم الثاني من شهر Metageitnion (أواخر جويلية  أو أوائل اوت ). تم تقديس البطل  وجميع الاشخاص الذين يشتركون  معه في الاسطورة  ومنهم الاسد والافعى ذات السبع رؤوس ، قيل إنه "جعل العالم آمناً للبشرية" 

أحد العوامل الرئيسية في المآسي المعروفة المحيطة بهرقل هي الكراهية التي كانت تحملها إلهة هير وهي نموذج المراة الحاقدة التي تكيد ما زال سكان الاقليم يسمون هذا النوع من النساء حالة الصراع بنفس الاسم ( الافعى ام سبع رؤوس ) تقول الاسطورة أن هيرا زوجة زيوس لما  علمت بزنا زوجها بامراة اخرى  منعتها من الولادة  عادة ما يحدث صراع بين النساء في الاقليم فتقوم احداهن بعمل سيء يسمى السحر لتمنه الاخرى من الولادة ، الولادة هي ما تضمن بقاء المراة في بيتها  منه المراة من الولادة هو عمل شنيع ، المولد يسمى ملائكة ، وهيرقل  هو في الميثيولوجيا اليونانية راعي للاطفال ايضا في الاخير  تشكلت هيرا الحاقدة في شكل افعر وقاتلها عيرقل  وقطع رءوسها جميعا انها نعاية الشر بصورة اخرى ت تمثال من  عصر الهلنستية لألوهية الزرادشتية بهرام كما منحوت في هرقل عام 153 قبل الميلاد في كرمانشاه ، إيران.

ربط هيرودوت هيرقل  مع الإله المصري شو (Shu) الذي يعني جاف أو فارغ. وعليه فإن الإله شو كان يرتبط بالسخونة والجفاف ونور الشمس والفضاء الجاف الذي يملأ الفراغ بين السماء والأرض

 . أيضا كان مرتبطا بخنسو (Khonsu)  وثمة اثار  على ان هيرقل  تمت عيادته في مدينة هرقليون وتعرف أيضا باسمها المصري ثونيس، وأحيانا تسمى ثونيس-هرقليون، كانت مدينة مصرية قديمة قرب الفرع الكانوبي من النيل، حوالي 32 كم شمال شرق الإسكندرية، تقع بقايا مدينة هرقليون حاليا في خليج أبي قير على بعد 2.5 كم من الشاطيء وعلى عمق 10 متر، في أبو قير حيث يستكشف علماء الآثار المدينتين الغارقتين هرقليون وكانوبوس ويشهد هذا الموقع، الذي يفخر بمئات من آنية الأمفورا اليونانية والرومانية، على الصلات التجارية والوطيدة بين مصر و الإمبراطورية الرومانية. ولا عجب فقد فتح الإسكندر المقدوني مصر في عام 327 قبل الميلاد ، وحكمها البطالسة حتى عهد كليوباترا ، ثم احتلها الرومان في عام 40 قبل الميلاد بعد هزيمة كليوباترا – مزهريّة إغريقيه تظهر هرقل يتصارع مع الأسد

وبقي الرومان في مصر حتى الفتح الإسلامي هناك حيث حكم البطالمة وهم  عائله من أصل مقدونى نزحت على مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر سنة 323 ق.م ، حيث تولى أحد قادة جيش الإسكندر الأكبر وهو "بطليموس" حكم مصر ويقول المؤرخون ان المعبد الوجود في المدينة للاله  ( خونسو ) هو لهيرقل  اذ يعني نفس المعبود وقد تم ذكر المدينة من قبل المؤرخين القدامى ديودوروس (Diodorus) وسترابو (Strabo) تم ذكر المدينة أيضًا في مرسوم كانوب لتكريم فرعون بطليموس الثالث (Decree of Canopus honoring Pharaoh Ptolemy III) ، الذي يصف التبرعات والتضحيات ومسيرة على الماء. [xiii]

تم العثور على الآثار التي غرقت في البحر واستكشافها من قبل عالم الآثار الفرنسي تحت الماء فرانك جوديو  (Franck Goddio) في عام 1999 ، شير العديد من الاكتشافات من الموقع إلى أن فترة نشاط المدينة الرئيسية امتدت من القرن السادس إلى القرن الرابع قبل الميلاد ،وفي حوالي عام 2010 ، تم سحب  زورق نيلي قديم (ancient Nile river boat,)، وهو نوع من قوارب نهر النيل القديمة ، من المياه المحيطةبالمدينة  تم العثور على تصميمه ليكون متسقًا مع الوصف الذي كتبه هيرودوت عام  450قبل الميلاد[xiv]

مغارة هيرقل بالمغرب  وشبيهاتها ( غار سويكر بالاقليم ) :

مغارة هيرقل  (Les Grottes d'Hercule) هي مغارة تقع في مدينة طنجة بشمال المغرب. تمتد المغارة على مسافة ثلاثين متر في بطن الجبل، ونسجت حول المغارة عشرات الأساطير التي تعود معظمها إلى الثقافة الإغريقية تعتبر مغارة "هرقل" أكبر مغارات إفريقيا، وتستقطب المغارة العديد من السياح منذ اكتشافها عام 1906، وتشرف المغارة على المحيط الأطلسي غير بعيد عن بوغاز جبل طارق، حيث تلتقي مياه البحر الأبيض المتوسط بمياه المحيط الأطلسي تقول الاسطورة أنه لما كان لأطلس ابن نبتون ثلاث بنات يعشن في بستان يطرح تفاحا ذهبيا ويحرسهن وحش، قاتله هرقل (ابن جوبيتر) وهزمه، لكن هرقل في غضبة من غضبات الصراع ضرب الجبل فانشق لتختلط مياه المتوسط الزرقاء بمياه الأطلسي الخضراء، وتنفصل أوروبا عن إفريقيا، ثم يزوج هرقل ابنه سوفاكيس لإحدى بنات نبتون ليثمر زواجهما بنتا جميلة أسموها طانجيس، ومنها جاء اسم مدينة طنجة.[xv]

علاقة صيفاكس بهرقل  : صيفاكس أو سيفاكس أو كما هو اسم المدينة التونسية الحالية صفاقس، هو بطل امازيغي ، مرتبط بالمعتقدات الإغريقية. ابن للربة تينجا أو تينجيس زوجة للبطل الأسطوري أنتايوس أو عنتي بالأمازيغية، الذي تكفل بحماية أرض الأمازيغ، ولم يكن ليهزم إلا بالحيلة كما يروي الشاعر بينداس معلقا على هزيمة عنتي من طرف هرقل البطل الإغريقي. عد القضاء على عنتي بقيت تينجا دون زوج، وارتبطت بهرقل وتعاملت وتاجرت معه

نتيجة لهذا الارتباط أنجبت تينجا ابنا سمي بسيفاكس، بحيث أصبح في ما بعد ملكا للأمازيغ و بطلا يدافع عن أرضهم بعد أن توفي عنتي. كما اعتبر الأب الذي ينحدر منه كثير من ملوك الأمازيغ. وتحكي الأسطورة الطنجية بأن سيفاكس قد قام ببناء مدينة طنجة، وسماها بهذا الاسم نسبة إلى أمه تينجا.[xvi]

اعتبر ديودوروس نفسه ابنا لسيفاكس وتمكن من إخضاع عدة قبائل أفريقية مدعوما بجيش نوميدي متكون من اللوبيين وجنود من المدينة مايسينا الذين موضعهم جده هرقل.

حسب الكاتب الإغريقي بلوتارخ الذي كتب عن هذه الروايات، فإن هذه الأساطير الميثولوجية نسجت للتعظيم والرفع من قدر الملك النوميدي الأمازيغي يوبا الأول   الذي اعتبر نفسه ابنا لديودوروس وحفيدا لصوفاكس.  وهو الذي يعرف بأنه آخر الملوك الأمازيغ، الذين حاولوا الوقوف في وجه روما وأطماعها الاستعمارية في نوميديا، فمن بعده ستصبح هذه الأخيرة خاضعة بالكامل لروما وربما  كان هذا القول الاخير  لاسقاط قيمته بعد مقاومته الشرسة للرومان  

 نقود يوبا الاول  60-46 قبل الميلاد . المتحف البريطاني - غار سويكر بالحضنة الشمالية ( حمام الضلعة )

 

 

حكايات الاسد في اقليم الحضنة الشمالية : يطلق  على الاسد في الحضنة الشمالية لفظ السبع وله حكايا كثيرة ودلالات عدة منها ما يتقاطع مع اساطير قديمة شرقية  ومنها ما يتفرد بها الاقليم لوحده ومن هذه الحكايا حكاية الفتاة التي اوصلها السبع الى بيت ابيها  حيث تتداول عجائز اقليم الحضنة الشمالي ( ونوغة _ الدريعات ) حكايا مفادها أن امرأة كانت تسير  وحدها بالغابة قرب الظلام بعد طردها من بيت زوجها  ولان الاسد كان شهما  لم يفترسها بل  حملها على ظهره واوصلها الى بيت ابيها وحين سألها اهلها من اوصلك ( من تقاليد القرى عناك الا تسير  المرأة وحدها )  قلات اوصلني عمي السبع ( الاسد )وصلني مي السبع خسارة فمو منتن اي فمه يفوح رائحة كريهة لسوء الحط سمع الاسد الكلام  وبقي في قلبه جرح لان الفتاة ردت الاحسان بالإساءة ـ في احد الايام صادفها في الغابة كرة اخرى تحتطب امرها ان تضربه على راسه وهددها ان لم تفعل بافتراسها ففعلت وغادر والدماء تنزف منه بعد ان شفي الجرح بحث عنها وجدها مرة اخرى سالته هل شفي جرحك يا عمي الاسد قال نعم الجرح شفي جرح الكلام الذي لم يشفى هذه الحكايا تتناول ضرورة ان يكون الاسان نبيلا لا يرد الاحسان بسوء  وان يزن كلامه قبل قوله الاسد هنا كان رمزا للنبل  بينما الفتاة لم تكن كذلك

وفي اقليم الدريعات  تعرف تلة باسم ( شوف السبع) اي المكان الذي يطل  منه الاسد قبل اصطياد فرائسه تقول الحكاية ان الاسد اصطاد امرأة ووضعها عناك وكل  من حاول تخليصها افترسه تتكرر نفس الحكايا ايضا في غار سويكر غير بعيد عن اثار  مدينة اراس البيزنطية (ZABI)وتتقاطع بشكل  ملفت للانتباه مع اسطورة هيركل ( الاسد يحتجز فتاة في مكان لكي يأتي  الناس  لتخليصها فيفترسهم ) تشابه ربما له ما يبرره مما سبق حين نعلم ان هيرقل كان مقدسا في شمال افريقيا لمدة من الزمن وقد ادعى صيفاكس ملك الماصيصيل انه من نسله  ايضا

في الحضنة الشمالية الاسد هو رمز القوة والشجاعة والسلطة وهناك الكثير  من الحكايا عن رجال شجعان وصلت شجاعتهم الى التصارع مع الاسد في كل قرية  هناك ثلاث اربع حكايات عن رجل صارع اسدا ووصل قمة القوة الجسدية  والشجاعة وتسمي العجايز ابنائها  ( السبع نتاعي) تدليلا وتيمنا بمستقبل ان يكون الطفل رجلا شجاعا قويا ونبيلا ومحبا للحكمة وعادل بينما يطلق  على الفتاة المكتملة الصفات ( اللبؤة ) اي انثى الاسد بعض المناطق في الجزائر ما يزالون يطلقون على ابنائهم  اسم الاسد ( غيلاس _ ايزم )

-------------------------------------------------------

المراجع :

Lesko, Leonard H (1991), Ancient Egyptian Cosmogonies and Cosmology in Shafer 1991, pp. 117–21.

The Great Sphinx of Giza". Ancient History Encyclopedia. Retrieved 2016-12-07.

 Sims, Lesley (2000). "The Great Pyramids". A Visitor's Guide to Ancient Egypt. Saffron Hill, London: Usborne Publishing. p. 17

  1. Glassner, « Ishtar, maîtresse des inversions, patronne des rites de passage », dans A. Caiozzo et N. Ernoult (dir.), Femmes médiatrices et ambivalentes. Mythes et imaginaires, Paris, 2012, p. 259-266

anet Parker; et al., eds. (2007). Mythology: Myths, Legends and Fantasies. Struik. pp. 121–122.

Finkelstein, Israel (2002). The Bible Unearthed: Archaeology's New Vision of Ancient Israel and the Origin of Sacred Texts. Simon & Schuster. pp. 261–265.

Atsma, Aaron J. "Nemean Lion". The Theoi Project: Greek mythology. Retrieved July 27, 2016

Kindermann, H. (1986), "Al-Asad", Encyclopedia of Islam, 1, Leiden, the Netherlands: E.J.Brill, pp. 681–3

Pasachoff, Jay M. (2006). Stars and Planets. Boston, Massachusetts: Houghton Mifflin

Baratay، Eric (2002). Zoo : a history of zoological gardens in the West. London: Reaktion Books

Kenyon, Douglas J. (January–February 2018). ". Atlantis Rising Magazine. Vol. 127

  1. Michael Hogan (2008) Chilean Wine Palm: Jubaea chilensis, GlobalTwitcher.com, ed. Nicklas Stromberg Archived 2012-10-17 at the Wayback Machine

^ Apollodorus, 2.5.11; Hyginus, Fabulae 31.

( Latéfa Faïz, Dictionnaire insolite du Maroc, éditions Cosmopole, novembre 2011.

Dalya Alberge (17 March 2019). "Nile shipwreck discovery proves Herodotus right – after 2,469 years

Anne Burton, Diodorus Siculus, Book 1: A Commentary. BRILL, 1972 p105

Hornblower, Simon; Spawforth, Antony; Eidinow, Esther (2014). The Oxford Companion to Classical Civilization. Oxford: Oxford University Press. p. 367.

 _ يقع كهف لاسكو في فرنسا ببلدة Montignac بمحافظة دوردونيي في بيريجور جنوب غرب فرنسا على الضفة اليسرى من نهر فيزير، ويُعد الكهف الذي يبلغ طوله 100 قدم تقريباً واحد من أهم الكهوف الأثرية الزاخرة بالصور والرسوم الجدارية والنقوش المختلفة الأكثر قدماً في العالم أجمع، وقد أسهم في إثراء تاريخ الفن وفي تأسيس علم آثار ما قبل [i] التاريخ

[ii] _ Lesko, Leonard H (1991), Ancient Egyptian Cosmogonies and Cosmology in Shafer 1991, pp. 117–21.

[iii] - Sims, Lesley (2000). "The Great Pyramids". A Visitor's Guide to Ancient Egypt. Saffron Hill, London: Usborne Publishing. p. 17

[iv] _ J. Glassner, « Ishtar, maîtresse des inversions, patronne des rites de passage », dans A. Caiozzo et N. Ernoult (dir.), Femmes médiatrices et ambivalentes. Mythes et imaginaires, Paris, 2012, p. 259-266

[v] _ anet Parker; et al., eds. (2007). Mythology: Myths, Legends and Fantasies. Struik. pp. 121–122.

[vi] _ Finkelstein, Israel (2002). The Bible Unearthed: Archaeology's New Vision of Ancient Israel and the Origin of Sacred Texts. Simon & Schuster. pp. 261–265.

[vii] _ Atsma, Aaron J. "Nemean Lion". The Theoi Project: Greek mythology. Retrieved July 27, 2016

[viii] _ Kindermann, H. (1986), "Al-Asad", Encyclopedia of Islam, 1, Leiden, the Netherlands: E.J.Brill, pp. 681–3

[ix] _ Pasachoff, Jay M. (2006). Stars and Planets. Boston, Massachusetts: Houghton Mifflin

[x] _ Baratay، Eric (2002). Zoo : a history of zoological gardens in the West. London: Reaktion Books

[xi] _ Kenyon, Douglas J. (January–February 2018). ". Atlantis Rising Magazine. Vol. 127

[xii] _ Hornblower, Simon; Spawforth, Antony; Eidinow, Esther (2014). The Oxford Companion to Classical Civilization. Oxford: Oxford University Press. p. 367.

[xiii] _ Anne Burton, Diodorus Siculus, Book 1: A Commentary. BRILL, 1972 ISBN 9004035141 p105

[xiv] _ Dalya Alberge (17 March 2019). "Nile shipwreck discovery proves Herodotus right – after 2,469 years

[xv] _ ( Latéfa Faïz, Dictionnaire insolite du Maroc, éditions Cosmopole, novembre 2011.

[xvi] _ ^ Apollodorus, 2.5.11; Hyginus, Fabulae 31.

 _ "Plutarch". Oxford Dictionary of Philosophy. [xvii]

 _ هو ملك نوميدي جزائري وابن الملك هيمبسال الثاني، وحفيد الملك القائد يوغرطة، ولد يوبا الأول بمدينة زاما بالقرب من ولاية تبسة بالجزائر. كان حلمه أن يوحد دول شمال أفريقيا كما فعل جده الملك ماسينيسا [xviii]

[xix] _

  1. Michael Hogan (2008) Chilean Wine Palm: Jubaea chilensis, GlobalTwitcher.com, ed. Nicklas Stromberg Archived 2012-10-17 at the Wayback Machine