دعا الجنوبيين للبحث عن دولتهم في صنعاء ونيويورك..

الراشد: تجربة تعامل الرياض مع يمن موحد حكمه (صالح) كانت مؤذية

جند من قوات الحزام الأمني عند حاجز تفتيش في عدن - وكالات

صالح علي
كاتب جنوبي يكتب باسم مستعار

اعترف الكاتب والمثقف السعودي البارز عبدالرحمن الراشد بأن تعامل المملكة العربية السعودية مع اليمن الموحد الذي كان يحكمه علي عبدالله صالح، كانت فترة مؤذية لبلاده، منتقدا بعض الأصوات السعودية التي قال انها ترى في قيام دولة جنوبية فيه مصلحة للرياض.

وكان الكاتب يعلق في مقالة نشرتها صحيفة الشرق الأوسط السعودية حول مؤتمر جدة ومشاركة وفد جنوبي فيه، قائلا "الحقيقة أن الانتقالي طمأن السعوديين، وأعفى الإمارات من إحراجات كبيرة، والأهم أنه أنقذ نفسه وأهله، مواطني الجنوب، وكل المنطقة من نتائج كارثية كان يمكن أن تقودها تلك الخطوة، بغض النظر عن مبرراتها؛ دون أي يشرح ما هي تلك النتائج التي كانت متوقعة كما يقول.

وقال "قرأت مقالين للدكتور محمد الرميحي (في الشرق الأوسط) والدكتور سعد العجمي (في إندبندنت عربي)؛ -وهي وسائل إعلام سعودية- حول الخلاف القائم. وباختصار قد لا يفي برأيهما، هما يعتقدان أن استقلال الجنوب هو الحل الأمثل".

وأضاف "بل إن سعوديين مثقفين أيضا يعتقدون أن المصلحة السعودية هي في يمنين أو ثلاثة وليس في يمن موحد أكبر سكاناً، خاصة أن تجربة التعامل مع يمن موحد حكمه نظام الرئيس الراحل علي عبد الله صالح عشرين عاما، كانت مرحلة صعبة ومؤذية للسعودية".

ولوح الكاتب على ان الكويت قد تتقسم فيما اذا انفصل الجنوب، دون ان يورد مبررات لذلك، بل قال ان المنطقة قد تتفكك فيما اذا انفصل الجنوب، قائلا "الخطورة العبث السياسي مع كيانات الدول، وأقول للصديقين المثقفين الكويتيين إن نزع الشرعية عن دولة معترف بها في الأمم المتحدة وتفكيكها يهدد كل دول المنطقة، والكويت من بينها".

وعاد الراشد لتذكير الرميحي والعجمي بحرب صدام على الكويت، قائلا "إن القبول بالانفصال غير الشرعي يماثل تماماً الضم غير الشرعي"؛ في إشارة واضحة الى حرب نظام صدام على الكويت مطلع التسعينات ومحاولة ضمها على العراق بالقوة.

ودعا الراشد الجنوبيين ان كانوا فعلا يريدوا استقلال بلادهم للبحث عنها في صنعاء ونيويورك، مؤكدا ان الجنوبيين ليسوا على قلب رجل واحد حتى يطالبوا بالاستقلال، قائلا "لست ضد حق الجنوبيين الراغبين في دولة منفصلة ولا ضد قيام جمهورية جنوبية، لكن عليهم تحقيقها بالطرق الشرعية، إما بالتفاهم مع الدولة اليمنية عندما تعود مؤسساتها إلى العمل، أو الآن من خلال الأمم المتحدة، حينها كلنا سنقبل بها كدولة لكن ليس من خلال الاستيلاء". وطالما أن كثيرين يرددون أن اليمن الجنوبي أصلاً دولة شرعية، وهذا صحيح في الماضي القريب، فإن بمستطاعهم تصديق الطلاق من محكمة الأمم المتحدة، وحينها لن توجد دولة تعارضهم، وإذا وجدت لا قيمة لموقفها ولا تستطيع أن تحرم الجنوبيين هذا الحق. ونستطيع أن نمضي الأيام المقبلة نلوك الحديث عن الماضي والدولة الماضية وجذورها التاريخية ولا قيمة له".

وذهب الراشد إلى القول "إن الجنوبيين غير متفقين وليسوا على قلب رجل واحد، ولا حتى أن المتفقين يجمعون على اسم الدولة، ولا قياداتها، ولا نظامها".

وذهب الراشد الى التلويح بأوراق بيد السعودية من بينها قد تعيق تحقيق الاستقلال، قائلا "هناك قيادات سياسية منافسة لركوب الشعبية وإعلان زعامتها، وهناك مكونات متباينة في الجنوب قبلية ومناطقية وهناك زعماء سياسيون وسادة وأشراف وسلاطين وتجار كلهم طامحون في الحكم"؛ في إشارة الى ان هذه الأوراق بيد الرياض.

ووصف الراشد ما حدث في عدن بأنه "فلتة كفى الله اليمن شرها".. راجيا "أن يلتقي الفرقاء في جدة وأن يتفقوا على طبيعة العلاقات داخل الدولة، ويتركوا حديث الانفصال للمستقبل أو يحتكموا فيه بنيويورك".