وفد الانتقالي الجنوبي يصل جدة للمرة الثانية..

تقرير: هل ترفض حكومة هادي أول حوار مع الجنوبيين؟

دخلت حكومة هادي في سلسلة حوارات مع الحوثيين وقدمت لهم تنازلات أبرزها ميناء الحديدة - ارشيف

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

وصل الى مدينة جدة السعودية السيد عيدروس قاسم الزبيدي على رأس وفد رفيع المستوى استجابة لدعوة المملكة العربية السعودية للحوار مع الحكومة اليمنية التي شنت حربا عدوانية على الجنوب بالتحالف مع مليشيات الإخوان المسلمين الموالين لقطر والذين تتمركز ميليشياتهم في مارب.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية إن الحكومة ستشارك في الحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي، الا ان مسؤولين موالين لحكومة الإخوان أعلنوا عن رفضهم كل اشكال الحوار مع الجنوبيين، في حين انهم رحبوا بالحوار مع الحوثي الموالي لإيران.

وقال مصدر في الرياسة اليمنية ان هناك تعنت من قبل نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر ومدير مكتب الرئيس الذين أبلغوا الحكومة السعودية انهم لن يشاركوا الا بعد اجتياح عدن والسيطرة عليها عسكريا.

وأكد المصدر ان الرئيس هادي لم يتخذ أي موقف حاسم حيال أول حوار مع الجنوبيين بعد ان اقصاهم هادي وحلفائه من تنظيم الإخوان، من مؤتمر حوار صنعاء، وكذا من المشاورات التي تمت بين الحكومة اليمنية والانقلابيين الحوثيين في صنعاء.

وأعلن هادي أكثر من مرة مد يده للسلام مع الحوثيين، الا انه رفض كل اشكال الحوار مع الجنوبيين الذين اقصاهم من مؤتمر الحوار اليمني في صنعاء، بعد انقلابه على تفاهمات سبقت المؤتمر الذي انعقد بين أعوام 2013 و2014م، بينه وبين محمد علي أحمد الذي شارك باسم مؤتمر شعب الجنوب، الا انه انسحب مع كل القيادات الجنوبية على خلفية رفض هادي وفريقه منح الجنوب حق تقرير المصير او حكما ذاتيا.

ووصل الزبيدي إلى جدة للمرة الثانية، عقب رفض حكومة هادي الحوار في المرة الأولى لتشرع في شن حرب عدوانية على الجنوب بالاعتماد على مليشيات تنظيم الإخوان الإرهابي القادمة من مأرب.

وقالت شبكة cnn  إن المجلس الانتقالي الجنوبي أكد حضوره الحوار الذي تبنته المملكة العربية السعودية، في إطار سعيه إلى "تحقيق السلام وتلبية تطلعات الشعب الجنوبي"،

ونقلت الشبكة عن عضو الوفد عدنان الكاف تأكيد "حضور وفد المجلس الانتقالي الجنوبي الى جده بالمملكة العربية السعودية تأكيد جدي على التزام واحترام المجلس لدعوة الحوار التي تبنتها المملكة. سيبذل الوفد كل ما من شأنه تحقيق السلام وتلبية تطلعات الشعب الجنوبي".

وأضاف عضو الهيئة الرئاسية في الانتقالي الجنوبي بنفس التغريدة قائلا: "الشكر والتقدير على حرص المملكة ودعوتها للحوار والشكر لدول التحالف العربي".

وكانت قد دعت المملكة جميع أطراف النزاع في عدن إلى الجلوس على طاولة الحوار في مدينة جدة، للوصول إلى صيغة توافقية للخروج من الأزمة التي شهدتها المدينة.

وشهدت عدن اشتباكات عسكرية بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الحكومة اليمنية وحزب الإصلاح، وقد أسفرت المعارك عن سيطرة المجلس على جميع مقرات الحكومة في المدينة.

وقال مصدر وثيق الصلة بالرئاسة اليمنية لـ(اليوم الثامن) "انا غادرت الرياض والآن أقيم في (....) لكن على الأرجح الحكومة سترفض، النائب علي محسن الأحمر يرفض الحوار، ما لم يتم تسليمه عدن والجنوب، وبعد يتم الجلوس للحوار وفق شروطه، وهذا أمر مضحك، لا اعلم حقيقة موقف الاشقاء في السعودية من هذا الأمر، لكن أتمنى ان نرى مواقف مشجعة على الحوار وإيقاف القتال والتحشيد العسكري وفتاوى التكفير تجاه الجنوب".

وبشأن موقف الرئيس هادي، قال المصدر "أود ان انوه الى ان البيان الذي صدر ضد الإمارات والجنوب، لم يكن صادرا عن الرئيس هادي للعلم، هو صادر عن الرئاسة اليمنية، والرئاسة اليمنية محصورة في شخص عبدالله العليمي مدير مكتب الرئاسة والنائب علي محسن الأحمر.

وأكد ان الكثير من الجنوبيين يسألون بإلحاح عن موقف الرئيس هادي، بالطبع هو مختلف كليا، لكن يبدو انه ترك الأمر للإدارة السعودية، لكن هو ليس مع اجتياح الجنوب واحتلاله عسكريا، ربما لا يريد يختم حياته بخطأ أخر على غرار خطأ مشاركته في الحرب الأولى على الجنوب، والتي يبدو انه نادم كثيرا على مشاركة، فهي كانت خاطئة على الرغم من الحسابات التي سبقت الحرب والوحدة اليمنية، كان يفضل ان لا يشارك في تلك الحرب.

وأضاف "أود ابلغ بشيء، ويفضل ان تنشره، الرئيس هادي وصل الى مرحلة لا يستطيع فيها اتخاذ أي موقف ضد رغبة الشماليين الذين يتحكمون في كل شيء، ربما رمى المهمة على السعودية، لكن بكل تأكيد هو غير راض عن ما يحصل، ولكن نشدد على مستشاريه ان يجتمعوا به على انفراد ويطلعوا الرأي العام في الجنوب على طبيعة موقف الرئيس هادي حيال ما يحصل، لأن ما يحصل كارثي بكل المقاييس".

وحول مواقف بعض المسؤولين المحسوبين على الرئيس هادي قال المصدر :"من تشير إليهم في سؤالكم، ليسوا مع هادي، ولا يثق فيهم هادي مطلقا، لقد خانوه حين اجتاح الحوثيون عدن، هربوا وتركوه يواجه الموت قرب قاعدة العند، لولا حنكته العسكرية لوقع في الأسر مع وزير الدفاع وشقيقه اللواء ناصر منصور واللواء فيصل رجب".

وشدد المصدر على ضرورة ان يعقد مستشارو الرئيس هادي لقاء معه لمعرفة موقفه، فلو كان له هناك موقف مناهض للحرب على الجنوب او مؤيد، الناس في الجنوب تريد تعرف، نحن لا نستطيع الرد على الكل، لكن ما نريد ان نقوله ان البيان المناهض للإمارات والجنوب صادر عن الرئاسة وليس عن الرئيس هادي شخصا".

وعما اذا كان، يعاني من ظروف صحية، نفى المصدر صحة ذلك وأكد :"الرئيس بخير ويستقبل بشكل يومي وفود بعثات دبلوماسية ومسؤولين غربيين وعرب، ويتحدث معه، وهو يتمتع بصحة ولا صحة لما يشاع حول صحته بالمطلق، انا على اطلاع بذلك".

وشدد مسؤولون في حكومة هادي على ضرورة ما وصفوه "نفذ الجنوبيين، وطالبوا بفصل المسؤولين الجنوبيين في الحكومة والذين بعضهم سفراء في بعض البلدان العربية.

وتشير المصادر الى ان مدير مكتب الرئيس هادي وجه بضرورة شيطنة أي مسؤول او دبلوماسي لا يؤيد الحرب على الجنوب، وهو ما يعني ان ضغوطا قد تجبر مسؤولين جنوبيين على اعلان مواقف مناهضة للجنوب وحقه في تقرير مصيره.

وتؤكد مصادر جنوبية في السعودية الى ان حكومة معين عبدالملك ترفض كل اشكال الحوار مع الجنوبيين، وهو ما يعني رفض أول دعوة للجلوس مع الجنوبيين منذ اتفاقية العهد والاتفاق التي انقلب عليها اليمينيون الشماليون في العام 1993م، وشنوا الحرب العدوانية الأولى على الجنوب، والتي استند اليها الغزاة الى فتوى التكفير الشهيرة التي تكررت مرة أخرى قبل أيام.

ومنذ توقيع "وثيقة العهد والاتفاق" لم يدخل الجنوب في مفاوضات مع حكومة صنعاء، لم تعد تحظ بدعم دولي جراء ارتباطها

هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها الجنوب في مفاوضات مع حكومة اليمنية التي ولدت من رحم نظام صنعاء الذي قتل الحوثيون رئيسه السابق علي عبدالله صالح في أواخر العام 2017م.

وتحشد قوات الإخوان في مأرب ومدن يمنية أخرى لشن حرب عدوانية ضد الجنوب، بدعوى محاربة من تصفهم بالانفصاليين الجنوبيين.

وسبق للحكومة اليمنية ان جلست للحوار مع الحوثيين وقدمت الكثير من التنازلات لعل أخرها منح المليشيات المدعومة من إيران، السيطرة على موانئ الحديدة اليمنية، لكنها رفضت كل اشكال الحوار مع الجنوبيين.

وأصدرت هيئة علماء اليمن فتوى دينية دعت فيها للجهاد ضد الجنوبيين الذين زعمت انهم خارجون عن طاعة ولي الأمر، وهي الفتوى التي اثارت موجة من الغضب في صفوف الجنوبيين، عبرت فعاليات سياسية ودينية رفضها لتلك الفتاوى التي قالوا انها تمنح التنظيمات الإرهابية ضوءا أخضر لقتل الجنوبيين ونهب أرضهم.