مؤشر خطير على حرب انتقامية..

وزير بحكومة هادي في الطريق الى صراع مسلح مع قبائل لودر

مقاتلو اللجان الشعبية في الحرب ضد تنظيم القاعدة في العام 2012م - ارشيف

صالح علي
كاتب جنوبي يكتب باسم مستعار

قال مصدر محلي مسؤول في مدينة لودر (174 كيلو متر) شمال العاصمة عدن، ان قادة عسكريين يتبعون وزير داخلية حكومة رئيس اليمن المؤقت، يحشدون في جنوب المدينة استعدادا لاقتحامها، وسط استعداد عسكري وقبلي لصد الهجوم المحتمل بعد ان افشل القادة العسكريون جهود قبلية واجتماعية لاحتواء الموقف وإيقاف عملية الاقتحام العسكرية، خشية مما قد يترتب عليها فيما اذا تمت.

وأكد مصدر في قوات الحزام الأمني بلودر لـ(اليوم الثامن) "ان قادة عسكريين ينتمون الى مدينة مودية المجاورة ويتبعون الوزير احمد الميسري المقيم في سلطنة عمان، يحشدون في بلدة العين المجاورة تمهيدا لإسقاطها".. مؤكدا ان قوات الحزام الأمني ومعها قبائل العواذل على هبة الاستعداد للدفاع عن المدينة ضد عملية الغزو المحتمل، والتي قال انها تعيد إلى الاذهان الحرب التي شنها ما يعرف بتنظيم القاعدة في العام 2012م، وتسببت في مقتل وجرح المئات أغلبهم مدنيون.

وأكد المصدر ان أبناء لودر خرجوا في تظاهرة حاشدة يؤكدون دعمهم لقوات الحزام الأمني، ورفضا لمحاولة جر الصراع المسلح الى المدينة التي عانت كثيرا من جراء الحروب.

وحمل مصدر قبلي في قبيلة العواذل، الرئيس عبدربه منصور هادي، مسؤولية كل قطر دم تسفك في لودر، فيما اذا سمح لقوات عبدالله الصبيحي والعوبان باجتياح المدينة واحتلالها، مؤكدا ان ذلك قد يقود إلى صراع قبلي قد يطول وقد يتضرر منه الجميع.

وقال مصدر وثيق الاطلاع ومقرب من القوات الموالية لوزير داخلية حكومة هادي، انها تخوض مفاوضات مع القوات الأمنية في لودر للتسليم، أغلب القوة المهاجمة من مودية ومأرب.

ولفت الى ان الميسري عرض أموال على قيادي يدعى "ج، ح" لشراء ذمم قيادات في الحزام الأمني للتسليم، الا ان موقف القبائل يبدو متقدما وقد يحول دون التسليم لقوة عسكرية تنتمي الى مدينة مودية المجاورة، وأغلبها قادمة من مأرب.. متسائلا "ما جدوى ان يتم اقتحام مدينة لودر".

ولفتت مصادر الى ان قيادات متطرفة على صلة بوزير الداخلية أحمد الميسري سبق لها وشنت حربا على لودر في العام 2012م، تعتزم الانتقام لهزيمة التنظيم المتطرف على يد القبائل حينها.

وتتمثل هذه القيادات بالأمير في تنظيم القاعدة الخضر جديب، الذي تقول المصادر انه عمل على حشد عناصر متطرفة خلال الشهر الماضي في مدينتي مودية والوضيع المجاورتين، الأمر الذي فسر على انها حرب انتقامية، خاصة وان جديب سبق ومني بهزيمة نكراء في العام 2012م، وأصبح مطلوبا للجان الشعبية في مدينة لودر، قبل ان يظهر بجوار وزير الداخلية أحمد الميسري كأبرز معاونيه، بصفته قائد حراسته.

ويقول ابناء العواذل كبرى قبائل أبين انهم تعرضوا للتهميش من قبل نظام عبدربه منصور هادي، الذي حل اللجان الشعبية بعد ان اعتبرها جيشا انفصاليا ورفض دمجها في الشرطة والجيش، ناهيك عن رفضه تعيين مسؤولين وقادة عسكريين من ابناء لودر، ابرزها مؤسس اللجان الشعبية الدكتور مداح عوض، الذي اولاد الرئيس هادي منحه منصبا حكوميا.
وترى مصادر سياسية ان الخلاف الذي نشب بين محمد علي أحمد وعبدربه منصور هادي، انسحب على اثره الأول من مؤتمر الحوار اليمني المنعقد بين 2013 و2014م، قد دفع هادي الى ممارسات انتقامية من القبيلة التي ينتمي إليها محمد علي أحمد، لكن اجتياح المدينة بقوة عسكرية من خارجها قد يعزز من حالة الانقسام وقد يدفع نحو صراع قبلي وأهلي خطير.