تصرفات يائسة..

تحليل: هل توجد نهاية لعدوانية النظام الإيراني.. 5 سياسات لردعها؟

أموال إلى الخارج

طهران

رأى الخبير البارز في شؤون إيران والسياسة الخارجية الأمريكية الدكتور مجيد رافي زاده أن لا نهاية لعدوانية النظام الإيراني، داخلياً وإقليمياً ودولياً، إذ يوضح القادة الإيرانيون أنهم سيبقون في موقع المتحدي بما أنهم يصرون على السعي خلف طموحات النظام التسلطية المظلمة في الشرق الأوسط.

عوضاً عن استرضاء إيران، يوصي رافي زاده بخمس سياسات ينبغي تطبيقها بطريقة متزامنة

وذكّر رافي زاده في مقاله الذي نشرته صحيفة "ذي آراب نيوز" السعودية بأن طهران تورطت مباشرة أو بطريقة غير مباشرة في مهاجمة السفن، في مضيق هرمز، ومهاجمة منشآت النفط السعودية، وخطف الرهائن في الأشهر القليلة الماضية. إضافة إلى ذلك، يبدو المتشددون، ومن يسمون بالمعتدلين على الصفحة السياسية نفسها.

خمس خطوات

أشار الكاتب إلى أن بعض السياسيين والمحللين يوصون باتباع سياسة الاسترضاء مع النظام الثيوقراطي من أجل مواجهة تصرفاته. لكنه ينتقد هذه الفكرة كاتباً أنّه مسار الاسترضاء جُرب خلال ثمانية أعوام من قبل إدارة أوباما وقد فشل.

يمكن رؤية تداعيات هذه المقاربة مع استمرار تسبب الحوثيين المدعومين من إيران في نشر الموت في اليمن، واستمرار عمل حزب الله على أراض سورية واسعة. وعوض استرضاء إيران، يوصي رافي زاده، بخمس سياسات ينبغي تطبيقها بطريقة متزامنة.

ضرب قوتها
تكمن أول خطوة في إضعاف قدرة النظام الإيراني على شن الحروب غير التماثلية. تتمتع طهران بقوتها عبر إمكاناتها المعززة في قيادة هذا النوع من الحروب عبر وكلائها الإرهابيين. من هنا، إذا استهدفت المجموعات الميليشيوية وأضعفت، فستخسر إيران جزءاً كبيراً من نفوذها العسكري والاستراتيجي والجيوسياسي.

ولإنجاز هذا الهدف، يؤكد رافي زاده الأهمية الكبرى لعمل الولايات المتحدة مع حلفائها الإقليميين. مثل شن تل أبيب حملة عسكرية ضد أهداف مرتبطة بإيران في المنطقة تضمنت سلسلة من الغارات الجوية في سوريا، وشمال بغداد في الشهر الماضي. علاوة على ذلك، بإمكان الولايات المتحدة أن تعمل بطريقة أقرب إلى السعودية لاستهداف الحوثيين.

تصرفات يائسة
السياسة الثانية هي توسيع وتصعيد واشنطن لحملة الضغط الأقصى، السياسة التي جعلت القادة الإيرانيين غاضبين من فاعلية هذه الحملة. إن آخر التصرفات الإيرانية ضد الناقلات والمنشآت السعودية، تصرفات يائسة صادرة عن نظام تجف مصادر تمويله لزعزعة استقرار المنطقة.

فرضت العقوبات ضغطاً بارزاً على رجال الدين الحاكمين وصلت إلى حد تقليصهم تمويل حلفائهم.

وعلى سبيل المثال، وجدت طهران صعوبة بالغة في شحن النفط إلى سوريا في السنة الماضية، ولا يحصل العديد من مقاتليها على رواتب أو مزايا.

ويضيف رافي زاده أنه ينبغي على العقوبات الاقتصادية أن تكون أكثر دقة. بعبارة أخرى، يجب عرقلة القنوات المالية التي تتدفق عبرها الأصول إلى الخزانة الإيرانية. ويتضمن ذلك تضييق الخناق أكثر على العائدات النفطية، وكشف الشركات الوهمية التي تستخدمها إيران لتمويل نشاطاتها غير الشرعية.

بإمكان الولايات المتحدة وحلفائها استهداف منظمات وأفراد محددين منخرطين في دعم المجموعات الإرهابية، ويعززون برنامجيها النووي والبالستي، ويرتكبون جرائم ضد الإنسانية في الخارج.

ويمكن لواشنطن فرض عقوبات مثلاً على وزارة الاستخبارات. علاوة على ذلك، يمكن للحكومات اللجوء إلى محكمة الجنايات الدولية والمنظمات الحقوقية مثل منظمة العفو الدولية لمحاسبة النظام الإيراني.

قطع العلاقات 

ثالثاً، يتابع رافي زاده، أن على الولايات عبر نفوذها الاقتصادي، إقناع حلفائها الغربيين بقطع العلاقات الديبلوماسية مع النظام الإيراني، فطهران لا تكتسب شرعية مهمة عبر الحفاظ على روابط مع القوى العالمية وحسب، لكن النظام استخدم سفاراته وقنصلياته في الدول الغربية امتداداً لجناح الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات ليشن عمليات تجسس أو إرهاب، وأمكن تعقب سلسلة من الاغتيالات والمخططات الإرهابية على امتداد أوروبا وشمال أمريكا، نجح بعضها وفشل البعض الآخر، وصولاً إلى طهران في السنوات الأخيرة.

أموال إلى الخارج
رابعاً، على الولايات المتحدة وحلفائها الإعلان بقوة أكبر عن دعمها العلني للغالبية الساحقة من الشعب الإيراني التي تسعى إلى تأسيس نظام ديموقراطي في إيران. كمنت الاضطرابات الداخلية طويلاً تحت سطح الأحداث، بينما يرى الإيرانيون الذين يتحملون اقتصاداً بطيئاً ومستويات معيشة منخفضة، مليارات الدولارات تذهب إلى شبكات الوكلاء الإيرانيين في الخارج.

ما يجب فهمه
دعا رافي زاده أخيراً إلى إفهام النظام الإيراني أن هنالك قوة عسكرية صلبة ومتحدة جاهزة للردع، والرد على اعتداءاته. إذا اعتقدت طهران أن مغامراتها العسكرية المزعزعة للاستقرار، لن تقابل بردٍ عسكري فسيواصل الملالي على الأرجح، سياساتهم المتمردية.