"جيش الإخوان" في صعدة.. خيانة أم هزيمة..

تقرير: مدمنو "الكبسة" لا يصنعوا انتصارات.. اخطاء التحالفات الكارثية؟

لم يحقق حلفاء الرياض في الشمال اي انتصارات ضد الحوثيين - ارشيف

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

أحتفل الحوثيون بما قالوا انها عملية عسكرية كبرى، نفذت ضد قوات عسكرية موالية لحكومة الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي، في محور صعدة، فيما لم تعلق الحكومة اليمنية على الإعلان الحوثي، في حين ان اعلامها أصبح منشغلا بالحرب الإعلامية على دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك الفاعل في التحالف العربي والجنوب.

وأعلن الحوثيون انهم نفذوا عملية عسكرية واسعة ضد قوات عسكرية يشرف عليها الجنرال الإخواني علي محسن الأحمر، غير ان الكثير من التقارير اليمنية اشارت الى ان ما حصل هي عملية استلام وتسليم لقوات عسكرية موالية، خاصة وانها جاءت في اعقاب توجيه قيادي إخواني يمني دعوة للمقاتلين الذين قال انهم يتبعون الحزب بالانسحاب من الحدود السعودية مع اليمن.

وقالت وكالة رويترز ان " جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران عرضت الأحد لقطات لما وصفته بأنه هجوم كبير قرب الحدود مع منطقة نجران في جنوب السعودية، مضيفة أن مقاتليها أسروا جنودا وسيطروا على مركبات، لكنها أكدت انه لم يتسن التأكد على نحو مستقل من أي من المزاعم.

 وعرضت قناة المسيرة التي يديرها الحوثيون لقطات استهداف مركبات مدرعة بتفجيرات وما وصفته الجماعة باستسلام عشرات المقاتلين. وقال رجلان منهم خلال التسجيل المصور إنهما من السعودية.

المتحدث العسكري للحوثيين تحدث في بيان السبت في بيان عن ”سقوط ثلاثة ألوية عسكرية وفصيل للقوات السعودية وآلاف الأسرى واغتنام مئات الآليات“ خلال الهجوم الذي قال إنه بدأ قبل 72 ساعة في محور نجران بدعم من وحدات الطائرات المسيرة والصواريخ والدفاع الجوي التابعة للحركة.

وأكدت الوكالة ان الحوثيين صعدوا  في الآونة الأخيرة هجماتهم باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ عبر الحدود مستهدفين مدنا سعودية، وأعلنوا مسؤوليتهم عن هجوم على منشأتي نفط سعوديتين في 14 سبتمبر أيلول، لكن الرياض نفت صحة ذلك قائلة إن الهجوم لم يأت من اليمن واتهمت إيران بدلا من ذلك بالمسؤولية عن الهجوم، وهو ما تنفيه طهران.

وبث ناشطون صورا لقائد لواء الفتح، واحد من الأولية التي قال الحوثيون انه سقط بأيديهم، برفقة نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر والجنرال محمد علي المقدشي، وهو يتناولون "وجبة الكبسة"، غير ان الصورة التي انتشرت بشكل كبير، حملت اتهامات للقائد رداد الهاشمي بالخيانة، وذهب البعض الى التأكيد ان قائد لواء الفتح "هاشمي ينتمي الى نفس الطائفة التي ينتمي اليها الحوثيون".

وأعاد ناشطون من اخوان اليمن نشر تقارير صحافية سعودية من بينها تقرير لقناة العربية يتحدث عن تدمير لواء الفتح، للواء أخر حوثي يطلق عليه لواء الصماد، غير ان تلك الاخبار المنشورة منذ شهر جاءت في اعقاب اعلان الحوثيين اسر اللواء الذي يقوده هاشمي ينتمي الى الجماعة التي تقول انها تقاتل للدفاع عن الهاشمية في اليمن.

مراسل قناة العربية السعودية محمد العرب، نشر تسجيلات مرئية قال انها في صعدة، نافيا صحة المزاعم الحوثية بأسر ثلاثة أولية، مبررا في مداخلة مع القناة السعودية "ان الحوثيين يحتاجون إلى 30 ألف مقاتل لكي يتمكنوا من أسر 3 آلاف، ونفى القيادي الإخواني السعودي سليمان العقيلي ان تكون الصور التي بثها الحوثيون، لقوات من الجيش السعودي او اليمني، قائلا "انهم قرويون مزراعون، ليسوا جيش سعودي او يمني".

وحاول العقيلي المحسوب على التيار الإخواني المتطرف في السعودية الهرب من الإجابة لقناة بي بي سي العربية، حول الصور التي أظهرت ان من بين الاسرى عسكريين سعوديين قائلا "انها فربكات الحوثيين، هؤلاء ليسوا عسكري، هم قرويون ومزارعون".

وبثت قناة العربية تصريحات لقائد لواء الفتح رداد الهاشمي، في أواخر  شهر أغسطس أكد فيه تدمير لواء الصماد الحوثي، لكن هذه المزاعم تقول مصادر انها جاءت في اعقاب تعرض قوة عسكرية جنوبية لخيانة عسكرية تسببت في مقتل وجرح المئات من العسكريين الجنوبيين، ومن أبناء تعز.

وبحسب تقرير العربية فقد "أكد قائد لواء الفتح في الجيش اليمني، اللواء رداد الهاشمي، التقدم الكبير للقوات الحكومية مسنودة بتحالف دعم الشرعية في اليمن بمحافظة صعدة، وتمكنت وحدات المشاة و القوات الخاصة للجيش اليمني، من الإجهاز الكامل على لواء الصماد الذي أسسه الحوثي، فيما يكتنف الغموض مصير اللواء 156 مشاة التابع للحوثيين في مديرية كتاف بمحافظة صعدة، بعد تدمير آلياتهم وقتل قياداتهم".

وفسرت مصادر  سياسية يمنية لـ(اليوم الثامن) ما حصل في صعدة بأنه يأتي في اطار التنسيق بين تنظيم الإخوان والحوثيين لابتزاز السعودية".

مصدر سياسي يمني مقيم في الخارج قال في رده حول ما اذا كانت هذه الاتهامات بحاجة الى أدلة، "الانهيار الذي حصل في صعدة، جاء بعد يوم واحد فقط من دعوة وجهها صقور الإخوان في تركيا على لسان القيادي حمود المخلافي بسحب المقاتلين من أبناء تعز من الحدود مع السعودية، وهي الدعوة التي مكنت الحوثي من الحشد واسقاط مواقع كانت في قبضة قوات عسكرية تتبع الجنرال علي محسن الأحمر، ويشرف  عليها ضباط سعوديون في اللجنة الخاصة السعودية".. مشددا على أهمية ان يتم التحقيق في كل ما حصل في صعدة، ترك الأمر هكذا تعزيزا لمزاعم الإخوان بان الجيش يتبعهم وانهم قادرون على ابتزاز السعودية لتحقيق مكاسب في الجنوب.

وحول كيف يمكن وصف ما حصل، قال المصدر "خيانة وابتزاز، وعمل جبان يكشف الموقف الإخواني تجاه السعودية، العملية التي أعلن عنها الحوثيون يجب التحقيق في ملابساتها وكشف دور الكثير من الأطراف الإقليمية".

وقال ان "محاولة نفي ما حصل هي تبريرات سخيفة، يجب التحقيق في الأمر ومعرفة مع حصل، تقع على الرئيس هادي مسؤولية أخلاقية في كشف كل ما حصل، ما يحصل في صعدة يهدد السعودية".

وقال المصدر "انه من المعيب ان يتم تجاهل ما يحصل في صعدة، والتركيز على ما حصل في الجنوب، أمر سخيف".

وأكد مصدر دبلوماسي يمني "أن ما حصل في صعدة هي أخطاء تتحملها القيادة العسكرية السعودية التي من المفترض انها هي من تشرف على العمليات العسكرية، لأنها تركت الأمر وسارت خلف الاعلام الذي ظل يتحدث عن انتصارات وهمية، قبل ان نكتشف عن انتكاسة، وان كانت ليست بتلك الصورة التي نقلها الحوثيون، لكنها نكسة كان يمكن تجنب الوقوع فيها".

الصحافية والمحلل السياسية كفى هاشلي، وصفت ما حصل في صعدة بأنه يندرج في سياق الابتزاز للسعودية والضغط عليها لتسليم الجنوب لحلفاء قطر.

وقالت كفى هاشلي في حديث لـ(اليوم الثامن) "حاليا سيتكاشف الإصلاحيين مع السعودية وسينفذون ما نفذوه في الجنوب وهي نفس رسالتهم الإرهابية لنا يانحكمكم يانقتلكم بالتأمر عليكم مع الجن".

وأكدت هاشلي ان "ما حصل في صعدة هي رسالة إخوانية للسعودية "ياتخلونا نلتهم الجنوب يا بنصير شياليين للحوثي ".

وقالت "الإصلاح ليس بطرف شجاع أو قوي أو ند وخصم محترم، لهذا الشجاعة والقوة والأخلاق والنخوة ما تمشي معهم "مكوى الحوثي" هو الحل الوحيد فلسفة كثير ماعاد نشتي".. مشددة على ضرورة مواجهة الإخوان، والتصدي لمشاريعهم".

ويبدو ان على السعودية اليوم إعادة التفكير في تحالفاتها مع إخوان اليمن، خاصة في ظل اعلان الكثير من مسؤولي الحكومة الشرعية انضمامهم بشكل علني الى محور قطر وتركيا، خاصة الأخيرة التي بدأت العمل على الأرض بشكل علني في شبوة النفطية التي اسقطها الإخوان في الشهر الماضي، بعد افتتاح مكتب أمني في العاصمة عتق لإدارة العمل الأمني والسياسي، وسط إخونة متواصلة لكل شيء في المحافظة الجنوبية.

ويعتزم الاتراك افتتاح مطار عتق، وفتح رحلات مع إسطنبول، وسط مخاوف من نقل إرهابيين من سوريا والعراق الى جنوب اليمن، الأمر الذي حذر منه السفير السعودي محمد آل الجابر منذ أكثر من عام.

وفيما اذا نج الاتراك في افتتاح مطار عتق فأن السعودية قد تكون الخاسر الأبرز، وقد تجني ثمرة تحالفاتها الكارثية مع تنظيم إخوان اليمن، وقد يحسب ذلك كانتصار لقطر التي أعلنت السعودية مقاطعتها منذ أكثر من عامين.