عرض الصحف العبرية..

هيئة سينمائية لتمجيد الاستيطان.. واغتيال أبو العطا رسالة لحزب الله

صراع إسرائيل مع حماس والجهاد الإسلامي.. إلى أين؟

رؤية الإخبارية

أكد اللواء المتقاعد "عاموس جلعاد" أن المواجهات المستمرة بين إسرائيل من جهة وحركتي حماس والجهاد الإسلامي من جهة أخرى من المتوقع لها أن تستمر ما لم تعمل إسرائيل على تحقيق عنصر الحسم، إما عن طريق فرض القوة، أو التوصل لتسوية حقيقية مع تلك الأطراف.

وأشار جلعاد، في مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت، إلى أن حركتَي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة تتنافسان فيما بينهما على كراهية إسرائيل، وتسعى كلتاهما لتدميرها، وهو ما يشير لصعوبة إجراء مفاوضات معهما أو للتوصل إلى اتفاق سياسي، وأن الأمر الوحيد الممكن هو أنواع متعددة من الهدنة، وذلك فقط عندما يقتنع الجانب الآخر بأن كفته غير راجحة ولا يمتلك القدرة على تحقيق مكاسب، وبخلاف ذلك فإنه عندما تكون لديه القدرة على الاستمرار في الإرهاب فإنه سيستمر.

ورأى الكاتب أن الخطورة الاكبر تتمثل في حركة الجهاد الإسلامي، معللًا الأمر بأن أفرادها أشخاص قرروا تصعيد الإرهاب ضد إسرائيل، وهم مرتبطون بقوة بإيران، والفارق بينهم وبين حماس هو أنه ليست لديهم أي مسئولية سلطوية لا على الجمهور ولا على الأرض، لذلك من الصعب توقع تحركاتهم ونواياهم.

وعن فرص التسوية، أوضح جلعاد أنه على الرغم من وجود شريك سياسي، وهو محمود عباس أبو مازن، غير أن إسرائيل ليست موجودة في أي عملية تنسيق أو حوار معه الآن، محذرًا بأنه إذا لم يتم التوجه إلى حل سياسي، وهو أصلًا غير قائم في خطاب المؤسسة السياسية، فإن الأمور تتجه شيئًا فشيئًا نحو مواجهة واسعة.



تداعيات اغتيال "بهاء أبو العطا"

تنوعت ردود الأفعال الإسرائيلية حول عملية اغتيال قائد الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي "بهاء أبو العطا" وزوجته في قصف إسرائيلي استهدف بيتهما في حي الشجاعية بغزة، وصدور بيان عن الناطق بلسان الجهاد الإسلامي أن الرد على هذه العملية سيكون بلا حدود؛ ما أجبر قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية على وقف الدراسة في مناطق واسعة من إسرائيل، تبدأ من محيط مدينة تل أبيب وكل المدن المحيطة بها، وحتى منطقة الحدود مع قطاع غزة، وهو ما يعني بقاء أكثر من مليون طالب في بيوتهم، وذلك تحسبًا لرد عنيف من جانب حركة الجهاد الإسلامي.

ففي مقال بصحيفة معاريف اعتبر المحلل السياسي "طال ليف رام" أن أبو العطا يعدّ المسئول الكبير وراء هجمات كثيرة، بينها هجمات إطلاق النار ومسيرات وصواريخ، وكان بمثابة قنبلة موقوتة، وعلى الرغم من قوته ومكانته، غير أنه يوجد له معارضون كُثر، حيث لم يكن زعيمًا أو قائدًا عسكريًّا مهمًّا قبل بضع سنوات، ولكنه بدا أنه يصدّق أنه سيد البيت في القطاع، لا سيما عندما تجنّبت حماس كبحه، ومن المعقول الافتراض أنهم في حماس لن يذرفوا دمعة عليه.

أما الكاتب "رون بن يشاي" المحلل العسكري بصحيفة يديعوت أحرونوت فقد أكد أن إسرائيل فعلت الصواب حينما اغتالته، كونه مسئولًا عن سلسلة عمليات إرهابية في الماضي ضد إسرائيليين، لكن اغتياله هو بسبب ما بادر إلى التخطيط للقيام به في وقت قريب، معتبرًا أن عملية مثل التي نُفّذت تقوّي ردع دولة إسرائيل، ليس فقط في مواجهة الجهاد الإسلامي وغزة، بل هي أيضًا رسالة إلى حزب الله وإيران.

وأشاد الكاتب أيضًا بالخطوة التي قامت بها إسرائيل في أعقاب العملية، إذْ قامت بتحذير حماس من المشاركة في إطلاق الصواريخ التي تقوم بها حركة الجهاد الإسلامي ضد إسرائيل، مرسلةً رسالة مفادها أنه إذا شاركتم فإن الجيش الإسرائيلي سيهاجمكم، وإذا لم تشاركوا فلن يهاجمكم.

ومن زاوية أخرى أكدت صحيفة زا ماركر الاقتصادية أن التصعيد الأخير من قبل إسرائيل والرد المتوقع من جانب الجهاد الإسلامي كبّدا الاقتصاد الإسرائيلي خسائر كبيرة، وصلت لأكثر من مليار شيكل، وذلك لأن نصف الدولة من تل أبيب جنوبًا، كانت معطلة.

وأضافت الصحيفة أن سبب هذه الخسارة هو عدم انتظام تعليمات قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، فقد أصدرت قيادة الجبهة الداخلية تعليمات تقضي بأنه بإمكان العاملين في وظائف حيوية، في المستشفيات أو الشرطة على سبيل المثال، أن يتوجهوا إلى أعمالهم، مؤكدةً أن هذه التعليمات تلائم حالة الحرب الشاملة، فحتى خلال عملية الجرف الصامد (العدوان على غزة عام 2014) لم تصدر تعليمات قوية كهذه، تعمل على تعطيل المرافق الاقتصادية.

غير أن الكاتب المعروف "بن كاسبيت" تناول خلال مقال له بموقع "المونيتور" جانبًا مختلفًا من عملية الاغتيال؛ حيث رأى أن اغتيال قائد في الجهاد الإسلامي مثّل إزعاجًا لحركة حماس، مع ملاحظة عدم سعي نتنياهو لإسقاط حماس وعدم قصف مواقع تابعة لها؛ بل ضرب مواقع تابعة للجهاد فقط؛ ما يدلّل على حركة الجهاد الإسلامي من الممكن أن تمثّل سلاحًا لإسرائيل لتعميق الهوة بين السلطة الفلسطينية وحماس.

هل إسرائيل مستعدة للتهديدات المقبلة

تناول الكاتب "جرشون كوهين" في مقال تحليلي بصحيفة إسرائيل اليوم التحديات العسكرية المقبلة بالنسبة لإسرائيل في ضوء تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش "أفيف كوخافي"، واللذين أكدا أن هناك تهديدات جديدة لإسرائيل في الفترة المقبلة، خاصة وأن الكثيرين اعتبروا تلك التصريحات تهدف فقط لأغراض سياسية.

وأكد الكاتب (وهو لواء سابق في الجيش الإسرائيلي) أنه ليس من الصعب تخيل سيناريو حرب متعددة الجبهات من الشمال والجنوب، وأن الأمر ليس تلاعبًا سياسيًّا، لا سيما مع ضعف الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط، وهو ما كان له تأثيرات كثيرة على شكل المعركة الجديدة، فالحروب يمكن أن تنشب بسرعة كبيرة ومن دون قوة تأثير أمريكية تساعد في إنهائها في الوقت المرغوب، وهذا التغيير لم يحدث فقط نتيجة التبدُّل في سياسة البيت الأبيض، بل هو مرتبط كثيرًا أيضًا بالتغييرات التي طرأت على ساحات القتال.

وأضاف الكاتب أنه مع تراكم التهديدات وإمكان ظهورها بصورة متزامنة منسقة، تبدو معادلة التهديدات مختلفة ولم تعد كما كانت عليه، فالتغيير الكمي تحول إلى تغيير نوعي، حيث إن عدد القوات في الجيش النظامي والاحتياطي لا يكفي لخوض حرب شاملة متعددة الجبهات، وأنه في مواجهة مثل هذا التحدي، المطلوب عقيدة جديدة للجيش، وإعادة تنظيم جديدة، وسلاح ملائم، وقبل كل شيء يتعين الاستعداد لمواجهة أوضاع طارئة في مواجهة تهديدات جديدة غير مسبوقة.


صراع إسرائيل - إيران في ضوء المتغيرات الإقليمية

أبدى الكاتب "ألون بن دافيد" في مقال له بصحيفة معاريف اعتقاده بأن قواعد اللعبة ومقاليد الأمور في الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران قد انتقل بشكل كبير ليد الإيرانيين، مشيرًا إلى انهيار استراتيجية نتنياهو ضد إيران، والتي استندت كلها إلى ترامب، وهو ما ثبت أنه لا يمكن التعويل عليه، كما غاب عن تلك الاستراتيجية التطلع الإسرائيلي بالتأثير على الواقع، فالضعف الأمريكي جعل إسرائيل تنطوي على نفسها وإبقاء المبادرة بأيدي الطرف الآخر.

وأضاف الكاتب أن إسرائيل تُظهر ضعفًا وتساوم على ما اعتُبر في الماضي خطوطًا حمراء، إثر إطلاق حزب الله الأسبوع الماضي صاروخًا باتجاه طائرة مسيرة إسرائيلية حلقت في أجواء جنوب لبنان، دون إصابتها، حيث إن نصب صاروخ أرض – جو في لبنان كان يعدّ خطًّا أحمر بالنسبة لإسرائيل.

وعلى جانب آخر، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة هآرتس "عاموس هرئيل" أنه يوجد اتجاهان معاكسان في الشرق الأوسط حاليًا، الأول يتعلق بتزايد ثقة إيران بنفسها والخط العدواني الذي تنتهجه، وذلك في ضوء الانسحاب الأمريكي من المنطقة وانعدام الرغبة الواضحة من جانب إدارة ترامب بمواجهتها، والاتجاه الآخر، هو المظاهرات الاحتجاجية في لبنان والعراق ضد حكومتين مدعومتين من إيران، فالتحدي الذي يضعه المتظاهرون يخلق صداعًا لنظام الملالي وكذلك لرجلها القوي الجنرال قاسم سليماني، وعندما يكون "سليماني" منشغلًا بمظاهرات الاحتجاج اليومية في بغداد وبيروت، من الجائز أن يكون لديه فراغ أقل لإخراج مخططات انتقامية ضد إسرائيل إلى حيّز التنفيذ.

هيئة سينمائية جديدة لتمجيد الاستيطان

انتقد الكاتب "شلومي ألدر" تصديق المجلس الإسرائيلي للسينما على إنشاء قسم جديد يُدار بواسطة مجلس مدينة الضفة، تكون مهمته الرئيسية إطهار المستوطنات بشكل إيجابي، وأنها نتيجة طبيعية للحركة الصهيونية، وأن الاستيطان هو أمر يدعو للفخر، وأضاف شلومي أن وزيرة الثقافة "ميري ريجيف" تُولي اهتمامًا خاصًّا للاستيطان وتريد أن يكون لها دورٌ في تعميقه عن طريق تحديد مخصصات مالية لتحسين صورته.

وقال "ألدر" في مقال له بموقع المونيتور: إن الوزيرة، التي تسعى بكل قوتها لتمجيد الاستيطان، تتجاهل مساوئه وسلبياته، بل تحاول إظهاره كأمرٍ شرعي وساحر ورائع للمواطنين؛ فهي لا تؤمن بحرية السينما والنشر، حيث قالت من قبل: إن الوزارة لن تموّل أي فيلم يُظهر الدولة بشكل سيء، وكان ذلك تعليقًا منها على فيلم أوضح مساوئ احتلال المناطق الفلسطينية"، وأشار الكاتب إلى أن الحكومة اليمينية تحاول توجيه الجمهور ووضعه في نفس البوتقة الفكرية التي يقبع بها أفرادها اليمينيون.