عرض الصحف الألمانية..

ترامب وأردوغان يساومان أوروبا.. ومخاوف عراقية من نشوب حرب أهلية

ماذا بعد زيارة أردوغان لواشنطن

رؤية الإخبارية

نشر موقع "شفابشا" تقريرًا للكاتب "توماس سايبرت" تحدث عن أسباب ونتائج زيارة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" لواشنطن في هذا التوقيت، لا سيما بعد الموقف التصعيدي من واشنطن تجاه أردوغان بسبب الغزو الأخير على سوريا وحربه ضد الأكراد.

والتقى أردوغان بالرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في واشنطن، وركز الاجتماع في البيت الأبيض على مستقبل منطقة شمال سوريا. وعلى الرغم من سحب أغلب القوات الأمريكية من سوريا، غير أن دور واشنطن ما زال قويًّا في المنطقة، وما زالت علاقتها بالأكراد تُمثّل إزعاجًا لتركيا لدرجة شكّك معها الخبراء في إمكانية رأب الصدع بين واشنطن وأنقرة في ظل بقاء القيادتين الحاليتين لكلا البلدين.
أجواء مضطربة
ورأى "هوارد ايزنستات"، الخبير التركي في جامعة "سانت لورانس" بولاية نيويورك، أن النزاع الحالي بين تركيا والولايات المتحدة صار أكثر خطورة من الأزمة الكبرى الأخيرة في عام 2003، حين عارضت تركيا الهجوم البري الأمريكي على العراق، وبعدها استغرق الأمر سنوات حتى عادت العلاقات لطبيعتها، وكذلك الحال الآن تسير العلاقات بين الجانيبن في طريق مسدود، خاصة بعد تقاطع المصالح وتوتر العلاقات؛ فواشنطن ما زالت تُصرّ على دعم الميليشيات الكردية في سوريا ( YPG)، والتي كانت شريكًا مُهمًّا لها في الحرب ضد داعش، لكن أنقرة تَعتبر هذه المليشيات تنظيمًا إرهابيًّا يهدّد أمنها، ولذلك احتفظ الأمريكيون بقرابة 600 جندي في سوريا لمنع الأتراك من القضاء على "وحدات حماية الشعب الكردي"، إضافة إلى ذلك تعمل واشنطن على تأمين مصادر النفط في شمال سوريا لدعم وتمويل "وحدات حماية الشعب" بجزء من عائدات بيع النفط هناك، الأمر الذي عدّه أردوغان محاولة من واشنطن لإقامة دولة إرهابية (وحدات حماية الشعب الكردي) في سوريا.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد انتقد الكونجرس الأمريكي أنقرة مؤخرًا، حين اعترف بمذابح الأرمن في الإمبراطورية العثمانية باعتبارها إبادة جماعية، في خطوة جاءت كردة فعل على الغزو التركي للأراضي السورية، والاعتداء على الحليف الأمريكي المتمثل في "وحدات حماية الشعب".
من جانب آخر، لا يزال الخلاف بين الجانبين بسبب شراء تركيا لنظام S-400 قائمًا، ولذلك صرح "روبرت أوبريان"، مستشار الأمن القومي الأمريكي، أن تركيا يجب أن تتوقع فرض عقوبات أمريكية إذا أصرّت على استكمال الصفقة، وطالب أعضاء في الكونجرس الأمريكي بفرض عقوبات على أصول أردوغان شخصيًّا، كما تتهم واشنطن بنك "هالك" التركي، المملوك للدولة، بتقويض العقوبات الأمريكية ضد إيران.
ولن ينسى الأمريكيون ذكرى آخر زيارة لأردوغان لواشنطن قبل عامين، حينما قام بعض الحراس الشخصيين لأردوغان بضرب المتظاهرين في وسط العاصمة الأمريكية، وعلقت صحيفة "واشنطن بوست" بأن ترامب قد يكون السياسي الوحيد في واشنطن الذي يرغب في زيارة أردوغان.
الكلمات ليست كافية
ترامب قد يطلق تصريحات بقدرته على وضع حلول للنزاع السوري أو قضايا أخرى، لكنه لن يضمن علاقات أفضل مع تركيا، ويكفي أن أردوغان انتقد سياسة واشنطن وعدم التزامها بسحب القوات السورية من المنطقة المتفق عليها، وأرجع ذلك لما وصفها بـ"بيروقراطية الحكومة الأمريكية" في ظل قيادة ترامب، وفي النهاية أكّد الخبير التركي "ايسنستات" بأنه من الخطأ أن يعتمد أردوغان على ساسة ترامب المُراوغة والمُتقلبة، ومن ثمّ لا يرى الخبير أي احتمالية لإصلاح العلاقات بين شريكي الناتو.

ترامب وأردوغان يخططان للعب بأوروبا
نشر موقع "فيلت" تقريرًا للكاتب "دانيال فردريش شتورم" عن اتفاق الرئيسين التركي "رجب طيب أردوغان" والأمريكي "دونالد ترامب" على وجوب تقديم أوروبا الدعم لأردوغان بحجة اتفاق اللاجئين، الذي يلزم أوروبا بتقديم المساعدة لأردوغان للحماية من موجات اللاجئين، الأمر الذي تعتبره أوروبا ابتزازًا سياسيًّا.
ويستقبل الرئيس الأمريكي نظيره التركي رغم العلاقات المتوترة، ويتفق الرئيسان فيما يتعلق بطلب المزيد من الأموال من أوروبا. التقى أردوغان بترامب في البيت الأبيض بصحبة السيدتين "ميلانيا ترامب" و"أمينة أردوغان"، ورغم كيل المديح من ترامب لدرجة لا يكاد يصدّق المرء معها ما يسمع؛ فهذا ترامب الذي كان يخاطب أردوغان قبل أسابيع قائلًا: "لا تكن أحمق! سيذكر التاريخ أنك شيطان!"، هو نفسه الذي يمتدح أردوغان خلال المؤتمر الصحفي المشترك: لدينا علاقات رائعة، سواء كان ذلك على المستوى الشخصي أم على مستوى البلدين. إن تركيا شريك استراتيجي مهم للولايات المتحدة، وهي حليف قوي في حلف الناتو". ورغم رسالة ترامب التي كانت من أجل امتصاص بعض غضب السياسيين الأمريكيين، تجاهل أردوغان الرسالة، ومضى في طريقة لغزو شمال سوريا والهجوم على الأكراد، ليؤكد ترامب مجددًا تخليه عن حليف مُقرب كان له دور مهم في هزيمة داعش في سورريا والعراق.
ماذا كان يقصد ترامب من وراء الثناء على أردوغان؟
أشاد ترامب بتركيا وقال إن جيشها يُعد ثاني أكبر جيش في الناتو بعد الولايات المتحدة، وأن حِكمة أردوغان تجلّت في وقف العملية العسكرية في سوريا، لكن أردوغان لم يتجاوب مع ترامب؛ فهو يعلم أنه يكذب، بل اكتفى بالرد بكلمة "صديقي العزيز"، وكرر قول ترامب بأن تركيا حليف قوي لأمريكا، دون أن يتجاوب مع الرئيس الأمريكي؛ فترامب يستخدم نفس أسلوب أردوغان، لكن الأخير فضّل الصمت، وخاصة أنه يُمدح؛ فلا داعي للمبارزة بالكلمات.
ليس ذلك فحسب؛ بل استطاع أردوغان أن يدفع ترامب لانتقاد أوروبا بسبب موقفها من استقبال العائدين من داعش، ومن التقصير في مساندة تركيا في ملف اللاجئين، حيث اشتكى الرئيس التركي من تحمل أعباء ثلاثة ملايين لاجئ سوري في تركيا، وقال: "لقد أنفقنا 40 مليار دولار". ثم تابع الهجوم المباشر على أوروبا وفي مقدمتهم ألمانيا، كما اشتكى من أن أوروبا لم ترسل للمنظمات التركية غير الحكومية سوى 3 مليارات دولار، رغم الوعود بإرسال أضعاف هذا المبلغ.
هذه الدول لا تساعدنا!
اتفق الرئيسان التركي والأمريكي على توجيه السهام نحو أوروبا؛ إنها تصفية الحسابات؛ فترامب يتهم الأوروبيين، خاصة ألمانيا، بالتقصير في نفقات الدفاع والأمن والتجارة بالنسبة للناتو، وحتى ملف اللاجئين، وتحدث بلسان أردوغان قائلًا: "تركيا أنفقت على هذا الملف 40 مليارًا.. فأين أوروبا وأين ألمانيا؟! لقد تحدثت إليهم كثيرًا - في إشارة إلى ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة - وهذه الدول لا تساعدنا، وليس من العدل أن تدفع دولة هذه الأموال، بينما تكتفي الدول الأخرى بالمشاهدة".
ويبدو أن ترامب نسي أو تناسى الخلاف مع أنقرة بسبب شرائها نظام الدفاع الصاروخي الروسي (S-400)، الذي مثّل استفزازًا لحلف شمال الأطلسي وإزعاجًا لترامب، حيث يمكن أن يستخدم رادار S-400 الحساس في الحصول على بيانات حول قدرات الطائرة الأمريكية (F-35)، التي تشارك تركيا في صناعتها، كما يبدو أن أردوغان هو الآخر تناسى غضبه من القرار الأمريكي الأخير، الذي تبناه مجلس النواب، واعترف فيه بالإبادة الجماعية للأرمن وقتل 1.5 مليون على يد الإمبراطورية العثمانية.

أزمة "البريكسيت" بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي تتصاعد
نشر موقع "فيلت" تقريرًا أكد تجدد أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث تُصرّ الأولى على عدم ترشيح عضو للمنصب المخصص لها في الاتحاد؛ الأمر الذي يعيق عمل المفوضية، ولذلك هدّد الاتحاد برفع قضية ضد بريطانيا إذا لم تلتزم بذلك.
من جانبها أعلنت الحكومة البريطانية في خطاب رسمي أنها لن تقترح مفوضًا للاتحاد الأوروبي قبل الانتخابات البرلمانية في 12 ديسمبر، والسبب هو عدم قدرة حكومة المملكة المتحدة على اتخاذ خطوات من شأنها أن تمثّل مناورة تؤثر على الانتخابات المقبلة، لكن على الجانب الآخر يجب أن يكون التمثيل بالنسبة لدول الاتحاد قد اكتمل قبل الأول من ديسمبر لتتمكن اللجنة الجديدة بقيادة "أورسولا فون دير لاين" من مباشرة عملها.
جونسون يرغب في حسم الأمر
وطالبت رئيسة المفوضية الحالية "فون دير لاين" الحكومة البريطانية تسمية مرشح للمفوضية، إذ كان من المفترض أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية مارس الماضي، لكن نظرًا لعدم وجود أغلبية في مجلس العموم البريطاني بخصوص "اتفاقية الخروج" التي جرى التفاوض بشأنها مع الاتحاد الأوروبي، تم تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي 3 مرات، وحُدد الموعد الأخير لخروجها ليكون نهاية يناير 2020، ومع ذلك قرّر رئيس الوزراء "بوريس جونسون" إجراء انتخابات جديدة في شهر ديسمبر، ويبدو أنه يريد تجنب الاتهام بالمماطلة وعدم الرغبة في الخروج من الاتحاد، إذا ما رشح مفوضًا للاتحاد عن بلاده.
تأجيل بداية عمل اللجنة
كان من المقرّر بداية عمل المفوضية الأوروبية الجديدة أول ديسمبر، ولكن جرى تأجيل ذلك لمدة شهر بسبب سقوط مرشحي فرنسا ورومانيا والمجر في انتخابات البرلمان الأوروبي، حتى مرشح بريطانيا ما زال يتعين عليه إجراء الانتخابات البرلمانية، ولذلك ناقش الاتحاد إمكانية عمل المفوضية الجديدة دون مفوض بريطانيا، وحدث ذلك في عام 2016، وظلت اللجنة دون مفوض بريطاني لفترة قصيرة. والجدير بالذكر أنه بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد في أواخر يونيو كان "جوناثان هيل" هو المفوض البريطاني بمفوضية الاتحاد، ولكن بعد استقالته في منتصف سبتمبر تمَّ تعيين "جوليان كينغ" خلفًا له.

غلق بوابة السلام بين الأردن وإسرائيل
نشر موقع "فرانكفورتر ألجماينا" تقريرًا للكاتب "هانس كريستيان" تحدث عن أسباب امتناع الملك الأردني عبد الله الثاني تجديد إيجار جزيرة السلام (الباقورة) لإسرائيل، وأثر هذه الخطوة على مستقبل العلاقة بين البلدين، وخاصة معاهدة السلام الموقعة بينهما، والتي تم بموجبها تسليم تلك الجزيرة.
وتعد بوابة "جزيرة السلام" مغلقة بعد ربع قرن من معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن، ومُنع الفلاحون الإسرائيليون من العودة لحقولهم التي تقع منذ عام 1994 تحت الملكية الأردنية، حيث اضطر الملك حسين، العاهل الأردني آنذاك، لاستئجار الجزيرة لإسرائيل لمدة 25 عامًا لضمان عدم فشل معاهدة السلام، ومن ثمَّ فقد أخطر الملك عبد الله القوات الإسرائيلية في العام الماضي برغبته في استعادة الجزيرة، طبقًا لبنود الاتفاقية.
 وفي النهاية أعلن الملك عبد الله استعادة السيادة الكاملة على الباقورة، لتكون المملكة الهاشمية الأردنية هي ثاني بلد عربي يستعيد أراضيه المحتلة إثر معاهدة سلام مع الجانب الإسرائيلي بعد مصر، وقد ظلت الحدود المشتركة هادئة باستثناء الحادث المأساوي في عام 1997 بعد أن أطلق أردني النار من سلاح رشاش على مجموعة من الإسرائيليين على الحدود الأردنية الإسرائيلية؛ ما أدى إلى مقتل سبع إسرائيليات، وذلك بعد ثلاث سنوات تقريبًا على توقيع الأردن معاهدة السلام مع الجانب الإسرائيلي.
علاقات سيئة
كانت هناك آمال كبيرة منعقدة على هذه المعاهدة عندما وقّع الملك حسين ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين على الاتفاق في 26 أكتوبر 1994، لكن الحقيقة أن العلاقة لم تتحسن بين الجانبين، بل ظلت متوترة حتى بلغت ذروتها حين أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو خلال حملته الانتخابية أنه سيضم الجانب الفلسطيني من وادي الأردن، بالإضافة إلى الموقف المتأزم بشأن القدس والمقدسات الدينية، التي يتولى الأردن الإشراف عليها بموجب معاهدة السلام الموقعة بين الجانبين.
 كما أن تحقيق السلام بينهما يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالصراع الفلسطيني الذي لم يُحسم حتى الآن، ولذلك فإن هناك مطالب من بعض السياسيين الأردنيين بإلغاء المعاهدة التي وافق عليها البرلمان في عام 1994، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين المُقربة من حركة حماس الفلسطينية، وهي أقوى فصيل سياسي في المملكة الهاشمية. من جانب آخر ساهمت عملية استعادة الباقورة في تفريغ بعض الغضب بسبب معاناة الشعب الأردني من أزمة اقتصادية حادة وإجراءات تقشفية قوية.
ومؤخرًا، تسبب اعتقال اثنين من الأردنيين من أصل فلسطيني في تدهور العلاقات مع إسرائيل، حيث استدعت الأردن سفيرها من تل أبيب، وفي عام 2017 طرد الأردن السفير الإسرائيلي بعدما أطلق حارس إسرائيلي النار على أردني في السفارة الإسرائيلية في عمّان.

هل كانت المباراة الأخيرة بين العراق وإيران مجرد مباراة كرة قدم فقط؟
نشر موقع "تليوبلس" تقريرًا للكاتب "توماس باني" أشار إلى مباراة كرة القدم بين المنتخبين الإيراني والعراقي في تصفيات كأس العالم التي جرت في الأردن بسبب الأحداث الأخيرة في العراق، وتأثير تلك الأحداث على اللاعبين والجمهور.
وفاز المنتخب العراقي ضد إيران (2-1)، وشاهدت الجماهير العراقية المباراة في بغداد عبر شاشة كبيرة في ميدان التحرير الذي يضم المحتجين، والذين احتفلوا بفوز منتخبهم على المنتخب الإيراني رافعين الأعلام العراقية ومرددين شعارات مناوئة لإيران.
المنافسة في إطار الرياضة
احتفل الجمهور العراقي عبر تويتر بالفوز في المبارة بنشر هشتاج (المتظاهرون العراقيون) لاستغلال الحدث الرياضي في الحشد والتأثير، وتحذير العراقيين من تدخل النظام الإيراني في الشأن العراقي الداخلي، ولذلك أشارت التقارير الأمريكية والفرنسية والبريطانية في الآونة الأخيرة إلى شدة غضب المتظاهرين من النفوذ الإيراني في العراق، ورغبتهم في التخلص من الميليشيات الشيعية الموالية لإيران وكذلك أذرعها في الساحة العراقية.
الخوف من الانزلاق نحو الحرب الأهلية
الوضع الفريد للعراق يزيد من خطورة الانزلاق إلى الفوضى أو الحرب الأهلية؛ فالحرب العراقية الإيرانية ليست بعيدة، وبعد غزو القوات الأمريكية مع حلفائها للعراق عام 2003، تغيرت العلاقات بين السنّة والشيعة، ولم يتحقق الاستقرار المطلوب حتى الآن رغم إحراز بعض التقدم، غير أن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لهذا الشعب هي ما دفعته للتظاهر والاحتجاج في أغلب مدن العراق، والنتيجة كانت أكثر من 300 قتيل في الاحتجاجات التي بدأت أوائل أكتوبر، وهناك تقارير تشير إلى وجود قناصة مجهولين يقتلون المتظاهرين، وقال مسئولون أمنيون عراقيون إن القناصة هم من الميليشيات الموالية والمرتبطة ارتباطًا وثيقا بإيران، الأمر الذي يؤكد خطورة استغلال الأوضاع المضطربة في العراق في تنفيذ أجندات، وانتصار ولاءات قد تقود في النهاية إلى ما لا يُحمد عقباه.
 
تجدد المظاهرات في لبنان بعد سقوط أول قتيل
وأخيرًا نشر تليفزيون "إن تي في" تقريرًا كشف آخر تطوات المشهد في لبنان، وخاصة بعد سقوط أول ضحية، واستقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، واستمرار الحراك الرافض لوجود رموز النظام السابق في المشهد السياسي.
ويستمر اللبنانيون في التظاهر منذ أسابيع بسبب الظروف المعيشية وفساد النخبة السياسية، ولم تتوقف المظاهرات حتى بعد استقالة الحريري، بل ازدادت بعد سقوط أول قتيل من المحتجين، حيث قام المتظاهرون بغلق الطريق المؤدي إلى القصر الرئاسي في العاصمة بيروت، وردّدوا شعارات منددة بالأوضاع المعيشية والمطالبة بإسقاط النظام.
وحمل العديد من المتظاهرين الأعلام اللبنانية للتعبير عن رغبتهم في التغلب على التقسيم المذهبي والطائفية، حيث يتم تقسيم السلطة في لبنان بين الجماعات الدينية وفقًا لنظام نسبي، وأكبر ثلاث طوائف هي السنة والشيعة والمسيحيين، بالإضافة إلى الأقليات الدينية الأخرى، بعد متقل أحد المتظاهرين التابع لأحد الأحزاب السياسية. وأجرى "ميشال عون" رئيس الدولة مقابلة تليفزيونية دعا خلالها إلى إنهاء الاحتجاجات، وحذّر من كارثة تواجه البلاد حال استمرار التظاهر، ومع ذلك خرجت مظاهرات جديدة في بيروت بعد خطاب عون لتؤكد أن المتظاهرين في لبنان مستمرون حتى تحقيق مطالبهم في إزاحة رموز النظام السابق والقضاء على "نظام المحاصصة البغيض".

مبادرة تعدد الزوجات في إيران بين القبول والرفض
نشر موقع "دويتش فيلله" تقريرًا للكاتب "شبنام هان" لفت إلى النقاش المحتدم بين المؤيدين والمعارضين لفكرة تعدد الزوجات في إيران، والتي دعا إليها أحد النواب بهدف مساعدة الإيرانيات اللاتي يعانين في ظل الظروف الراهنة، ورغم أن المجتمع الإيراني مجتمع متحفظ، غير أن السائد هو عدم التعدد، حتى أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية لا يؤيد الفكرة، وله زوجة واحدة.
وقد دعا "علي مطهري"، النائب المحافظ في البرلمان الإيراني، إلى مبادرة لتعدد الزوجات، مستشهدًا بما حدث في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث سُمح للرجال بالزواج من أكثر من امرأة بعد مقتل الكثير من الرجال الألمان في الحرب، وقَبِل بذلك العديد من النساء، رغم أن التعدد كان محظورًا في ألمانيا، ويعاقب عليه القانون منذ عام 1871.
من جانبها تقول الخبيرة القانونية "فريدة غيرات": إن قانون الأسرة الإيراني لعام 1974 يسمح للرجال في ظل ظروف معينة بالزواج من زوجة ثانية، ومع ذلك فإن تعدد الزوجات في إيران غير مستحب، حيث كان للزعيم الثوري آية الله الخميني زوجة واحدة فقط، وكذلك خليفته آية الله على خامنئي زوجة واحدة أيضًا، ومن ثمَّ فهذه مبادرة غريبة تروّج لتعدد الزوجات.
وسيلة لمساعدة النساء
أثارت مبادرة "مطهري" بالدعوة للتعدد غضب جزء كبير من المجتمع الإيراني، وخاصة بعد ورشة العمل الخاصة بشأن تعدد الزوجات التي يقدمها معهد "تعزيز القيم الدينية" في مدينة "قم"، وضرورة تنشيط ثقافات ومهارات التواصل لدى الأسر المتعددة الزوجات؛ بهدف معالجة أزمة الفتيات العزباوات وربات المنازل. ويهدف "مطهري" ومؤيدوه من الدوائر المحافظة إلى ضرورة التعدد بالنسبة للرجال الأثرياء على وجه الخصوص لمساعدة النساء المحرومات والفقيرات، وتهدف المبادرة في المقام الأول إلى مساعدة النساء العائلات لأسرهن (الأطفال أو الآباء أو الأزواج) بمفردهن؛ فقد زاد عدد النساء العائلات - وفقًا للأرقام الرسمية - في السنوات العشر الماضية بنسبة 70%؛ فهناك ثلاثة ملايين امرأة تعول أسرتها، ووفقًا لمكتب الإحصاء، فقد ارتفع متوسط تكلفة المعيشة للفرد بنسبة 50%، وللأغذية وحدها بأكثر من 70% بين مارس 2018 ومارس 2019، في حين ارتفعت الأجور بنسبة لا تزيد عن 20% فقط.
دعارة قانونية
وتضيف "غيرات": "بالطبع، هناك نساء ليس لديهن خيار سوى القبول بخيار الزوجة الثانية، ولكن هذا لا يمكن أن يكون الحل لمشاكلنا الاجتماعية، ولذلك يرى جزء كبير من الدوائر المحافظة أن ورشة تعدد الزوجات هي بمثابة إعلان للدعارة القانونية، حيث يتم تقديم "ورشة العمل في مدينة قم المقدسة"، والتي يشيع فيها ما يسمى بزواج المتعة (وهو زواج تقليدي شيعي واسع الانتشار، قد يستغرق نصف ساعة، وقد يستغرق مائة عام، ولا تملك الزوجة فيه أي حقوق بعد انتهاء المدة المسجلة في العقد).
خامنئي يعارض التعدد
شهدت إيران ثلاث ثورات في السنوات الـ 110 الماضية، ولم يحسم الأمر بانتصار القيم الدينية أو القيم التقليدية أو القيم العلمانية، بل تأرجح الأمر بينها جميعًا؛ فتارة يُحظر الحجاب، والآن هو إلزامي، كذلك هناك مؤيدون للتعدد من جانب المحافظين، كما أن هناك مُعارضين، ويعرف عن الزعيم الروحي آية الله خامنئي معارضته الصارمة لتعدد الزوجات.

العقوبات الأمريكية وتعزيز الفساد في إيران
نشر موقع "دويتش فيلله" تقريرًا للكاتب "شبنام هان" أشار إلى الحملة التي يقوم بها القضاء الإيراني ضد الفساد، والتي ربما لن تستثني أحدًا؛ بمن فيهم وزير العدل الذي تطوله تهم عديدة بالفساد، ومن ثمّ تقول المعارضة إن هذه الحملة مجرد تصفية حسابات وتهدئة للشارع الإيراني وخداع الشعب، ومواصلة العبث بمستقبل إيران من قبل نظام الملالي.
وفي وسائل الإعلام يباشر القضاء حملته لمكافحة الفساد في إيران؛ فهناك استياء كبير من رجال الأعمال المحسوبين على السلطة، والذين تربحوا في الفترة الماضية بسببب العقوبات الأمريكية واستغلال الشعب الإيرني، الذي يعاني جراء هذه العقوبات.
ونشرت وسائل الإعلام تفاصيل عملية القبض على "شبنم نعمت زادة" (48 عاما)، ابنة وزير الصناعة السابق (2013 إلى 2017)، والذي شغل العديد من المناصب في الجمهورية الإسلامية كسياسي على مدار الأربعين عامًا الماضية، بتهمة التلاعب في سوق الأدوية من خلال مجموعة شركاتها، التي كانت تحوز تصاريح خاصة لاستيراد وتوزيع الأدوية في إيران، وعلى الرغم من أن إيران تنتج أكثر من 90% من الأدوية، غير أن هناك العديد من أنواع الأدوية يجب استيرادها من الخارج؛ منها أدوية السرطان وغيرها، والتي كانت تُستورد عبر مافيا تحتكر سوق الأدوية وتجني الملايين من ورائها بالطرق غير القانونية.
السوق السوداء للأدوية
تسببت العقوبات الأمريكية في عجز الحكومة الإيرانية عن استيراد بعض الأدوية والمواد الخام، لذلك لجأت الحكومة للشركات الخاصة لتقوم بهذا الدور كنوع من التحايل على العقوبات الأمريكية، ولعبت شركات "شبنم" دور الوسيط بين الحكومة الإيرانية وشركات الأدوية الإيرانية، التي تمّ تأسيسها في الخارج لتقوم بشراء البضائع وإحضارها إلى إيران بتصاريح خاصة من السلطات، وقد وكلت هذه المهمة لرجال الأعمال المقربين من السلطة، والذين استغلوا معاناة ملايين الإيرانيين، وكانت "شبنم" واحدة من هؤلاء التي اعتمد عليهن النظام، وكانت تتمتع بعلاقات قوية مع الحكومة بفضل والدها الذي كان وزيرًا للصناعة والتجارة، لكنها في النهاية كانت تستغل هذا الموقع وتبيع من خلال شركاتها الأدوية بأضعاف ثمنها ودون تصريح من وزارة الصحة (السوق السوداء)، إضافة إلى فساد العديد من أنواع هذه الأدوية المنتهية الصلاحية، والتي عثرت عليها السلطات في مخازن الأدوية التابعة لشركات "شبنم".
الفساد طال رئيس السلطة القضائية
محمد مسعود، الصحفي الاستقصائي الإيراني، أكدّ أن شركات "نعمت زادة" كانت معروفة للسلطات منذ وقت طويل؛ فقد تم اعتقالها قبل ذلك خلال "حملة القضاء على الفساد" والتي جاءت نتيجة المظاهرات الكبيرة عام 2018. هذه الحملة طالت رئيس السلطة القضائية، حيث تمَّ اتهام "الصادق لاريجاني"، رئيس السلطة القضائية آنذاك، بالاستيلاء على أراضي الدولة في منطقة "لافاسان"، التي تعتبر "بيفرلي هيلز" العاصمة الإيرانية، والتي تمّ على إثرها تغيير رئيس السلطة القضائية، بالإضافة إلى العديد من القيادات في الجهاز، ويبدو أنها كانت حملة صورية لامتصاص غضب المتظاهرين.
أنصار روحاني في قلب العاصفة
يقول الكاتب "ريسا علي جاني"، إن هناك سخطًا كبيرًا في المجتمع الإيراني ويشعر النظام بذلك، لذلك لجأ إلى الإطاحة ببعض الرؤوس، لكن الفساد في إيران متوغل في المؤسسة وخاصة في صناعات النفط وتوزيع عائدها على الحكام والمخلصين من رجال الأعمال الفسدة الذين يعملون بالفساد والمحسوبية في جميع قطاعات الاقتصاد، فعلى الرغم من ترحيب الإيرانيين بمكافحة الفساد، إلا أن الكثير يشكك في هذا الأمر ويعتقد بأن هذه الحملة إنما هي مجرد خصومة وتصفية حسابات؛ فرئيس السلطة القضائية الجديد "إبراهيم الريسي" معروف بقربه من روحاني، بل إن الريسي من الشخصيات المحتملة لخلافة الزعيم الديني علي خامنئي، ويضيف الكاتب أن العقوبات الأمريكية أثرت بطريقة كبيرة على البلاد وباتت تواجه صعوبات في بيع نفطها، لذلك لجأ النظام للتخلص من بعض المنتفعين ومُستغلي الأوضاع الراهنة.