قيادي في الائتلاف يكشف عن سياسة الاقصاء لقيادات الحراك..
تقرير: العيسي.. ذراع الإخوان التجارية والسياسية في مواجهة الجنوب
يشارك "الخميس" رئيس الائتلاف الوطني الذي يضم ثلاثة من احزاب تنظيم الإخوان في اليمن، في مؤتمر يرعاه المعهد الأوروبي في مدينة بروكسل، مع تيارات أخرى مرتبطة بإيران التي تصارع للسيطرة على الجنوب، مستعينة هذه المرة بتحالفها مع قطر وتركيا.
مصادر جنوبية مشاركة قالت إن رجل الإعلام والمقرب من نائب الرئيس علي محسن الأحمر، أحمد صالح العيسي، وصل إلى العاصمة البلجيكية " بروكسل للمشاركة في منتدى ينظمه المعهد الأوروبي، "الخميس"، الأمر الذي فتح الباب حول مهام المعهد الذي يتهم القائمون عليه بأنهم يغذون الخلافات الجنوبية، نتيجة اهتمامهم بالملف الجنوبي دون سواه من الملفات الأخرى في اليمن، ومنها قضية الصراع بين حكومة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي وجماعة الحوثيين الموالية لإيران.
وقالت المصادر ان "المعهد الأوروبي يقود بجهود ظاهرها تقريب وجهات النظر الجنوبية حول القضية، لكنه لم يعمل على الفعل ذاته بشأن الصراعات العرقية والطائفية في الشمال"؛ غير ان هذه التيارات ترى ان الدخول في صراع مع القوى الجنوبية الأخرى، قد يعرقل جهود حصول الجنوبيين على حكم ذاتي، ناهيك انه قد يشكل عامل ارباك للتحالف العربي بقيادة السعودية.
لكن هذا الصراع الداخلي لم يعد يشغل بال الكثير من الجنوبيين، فما يشغلهم هو الصراع الإقليمي والدولي على الجنوب ومحاولة جعله ساحة صراع طويلة، في ظل الدفع بمكونات تابعة لأحزاب الإخوان لحديث بأسم الجنوب، ومنها ما يسمى بالائتلاف الوطني الذي يتزعمه تاجر النفط أحمد صالح العيسي، والذي وصفته مصادر في داخل الائتلاف بـ"ذراع الإخوان التجارية والسياسية"، التي تعمل على الوقوف ضد طموح الجنوبيين في استعادة دولتهم.
المصادر التي تحدثت إلى "اليوم الثامن"، كشفت عن أن الائتلاف الوطني الذي يدير برنامجه السياسي قيادات إخوانية شمالية، عزل قيادات جنوبية من بينها المؤسسان عبدالكريم سالم السعدي، وعبدالكريم قاسم فرج وأخرين، فيما أصبح الائتلاف ينفذ اجندة خاصة باحزاب الشمال وهو ما لم يتفق معه"، وفق تلك المصادر.
وأكدت المصادر ان فرج الذي أصبح قنصلا في تونس، غيب تماما عن صناعة القرار السياسي في الائتلاف، على الرغم من انه صاحب الفكرة والبرنامج السياسي، وهذا الاقصاء ذهب لصالح قيادات إخوانية متطرفة، الأمر الذي قوبل برفض من بعض القيادات الجنوبية.
عبدالكريم سالم السعدي، الذي يرأس الدائرة السياسية في الائتلاف، لم يتوان في التعبير عن رفضه للائتلاف الإخواني، وأكد في تصريح نشره على صفحته في فيس بوك "ان الائتلاف أقصى نهائيا أسماء مؤسسيه من قيادات الحراك الجنوبي واستبعدهم وحدد مهامهم في النظر فقط من بعيد للعبث الذي يُمارس في إطاره كشرط هام لتغليب أهداف القوى الأخرى (الأحزاب اليمنية الإخوانية) التي تشارك الحراك الجنوبي في هذا الائتلاف والتي يزعجها تمسك قيادات الحراك الجنوبي بشرعية الرئيس الجنوبي هادي وبأهداف ثورتهم الجنوبية العادلة".
وقال السعدي الذي تبنى خلال العامين الماضيين خطابا مناهضا للمجلس الانتقالي الجنوبي "إن الائتلاف الوطني بزعامة احمد صالح العيسي اقصاه وأخرين، لكنه لم يكشف عن اسماء تلك القيادات، لكن بصفته رئيس أهم دائرة في الائتلاف يكشف عن الاقصاء الذي مورس بحقه، وهو ما يعني ان تيارات واحزاب الإخوان قد أضحت بفعل أحمد صالح العيسي هي المتحكمة بالقرار السياسي والإعلامي.
وقالت مصادر لـ(اليوم الثامن) "انه كان من المفترض ان ينقل العيسي معه قيادات جنوبية للمشاركة في اللقاء، لكنه اكتفى بمستشاريه وهم شماليون مناهضون للجنوب، ناهيك عن المخطط الخبيث الذي يشرف عليه أحمد صالح العيسي".
وتلقى رئيس الائتلاف الوطني أحمد صالح العيسي دعوة لحضور منتدى بروكسل للتوافق الجنوبي، الذي من المتوقع أن يجمع رموز سياسية أبرزهم الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، وفادي باعوم وقيادات أخرى على علاقة بقطر وإيران.