كسر حاجز الخوف وانتزاع حقوق حضرموت..

بن حبريش: موقعة بوابة بترومسيلة رسمت تحولًا في تاريخ حضرموت

الذكرى السادسة لانطلاق الهبة الشعبية الحضرمية في 20 ديسمبر 2013

صلاح مبارك

كشف الشيخ عمرو بن حبريش العليي الذي يرأس حلف قبائل حضرموت والمؤتمر الجامع أن موقعة بوابة بترو مسيلة في الـ 14 يونيو 2013 تعد أهم نقطة في تحول تاريخ حضرموت الحديث , حيث بدأت القبائل تتجمع بداية من قبائل المنطقة الحموم ثم القبائل المجاورة وصولًا إلى الاجتماع الكبير لقبائل حضرموت في وادي نحب يوم تأسيس حلف قبائل حضرموت الذي كان من أهم مطالبه تسليم حماية وامن وادارة حضرموت لأهلها.

وقال أن ابطال هذه الواقعة ( صالح عيشور محمد العليي و خالد سعيد عمرو العليي و سعيد علي الرمص العليي ) الذين وجدوا حينها هناك لغرض شخصي, والبوابة هذه كانت عبارة عن سوق يمتلكه بعض من ضباط قوة الحماية .. فحصل اشتباك بالنيران بين الثلاثة الابطال و مجموعة من افراد الجيش , واستمر الاشتباك إلى ان نفذت ذخيرة الثلاثة المذكورين حيث تم القى القبض عليهم و الزج بهم في السجون بطرق  تعسفية و غير قانونية و مورست ضدهم كل انواع التعذيب  , وتم فك سراحهم بعد ما يقارب شهر و نص بعد ضغط شديد على الدولة .

وتحدث بن حبريش في احتفائية نظمت اليوم بالمكلا بمناسبة الذكرى السادسة لانطلاق الهبة الشعبية الحضرمية في 20 ديسمبر 2013 واستشهاد مؤسس حلف قبائل حضرموت الشيخ سعد بن حبريش حول المظالم والانتهاكات التي مورست ضد حضرموت مشيرًا إلى السواد الاعظم من ابناء المحافظة أكتوى بنارها وراح ضحيتها المئات من كبار شخصيات حضرموت وقادتها العسكرية والمدنية و القبلية , بالإضافة إلى ممارسات سلب الحقوق وحرمان هذه الارض واهلها من ادنى الخدمات" .

وأكد بن حبريش بأن تأسيس حلف قبائل حضرموت في الرابع من يوليو 2013م جاء لمواجهة كل هذه المظالم وكسر حاجز الخوف وانتزاع حقوق حضرموت لأبناء هذه المحافظة التي سلبت وصودرت الى اصحاب النفوذ من السلطة في النظام السابق بقوة الحديد والنار.

وأفاد بن حبريش بأن نقطة الارتكاز وذروة هيمنة قوى الغطرسة تمحورت بقوة في مواقع الشركات النفطية ومحيطها من الهضبة التي جعلوها ملك مستحق من املاكهم و حولوها إلى منطقة محرمة على ابناءها و مستباحة لهم.

وقال : "حينها ثار الاسد من عرينه شاخص ابصاره نحو هذا الحق و هدم هذه القوة التي في حال انهيارها فباقي ثكناتهم ستنهار جميعها , فجمع الشهيد البطل سعد بن حبريش من حوله اشباله في وادي العزة و الكرامة (وادي نحب في غيل بن يمين) مما جعل الموقف لا يروق للمغتصبين, فمدوا محاولاتهم للشيخ سعد عليه رحمة الله مرة بالترغيب وأخرى بالترهيب وكلها باءت بالفشل , وأخذ ابناء المنطقة بالتواجد والتزايد من حول الشيخ  سعد ويرتفع الشحن إلى قمته .. وبين الحين والاخر تحصل احتكاكات مع افراد الجيش الذين يعيشون في حالة رعب مطبق , وبدأ اهالي المنطقة في الانتشار كل في ارضه والمحيط من حوله  وصولًا إلى

وأوضح بن حبريش إلى أن الاحداث تطورت من نصر إلى نصر وصولًا إلى فتح معسكرات تدريب بدعم ومساندة من التحالف العربي على الارض التي يسيطر عليها الحلف حيث كانت النواه الحقيقية لتأسيس النخبة الحضرمية ثم النصر الكبير تحرير المكلا و ساحل حضرموت من عناصر القاعدة الارهابية مؤكدًا بأن هذه الانتصارات رواسي لا يمكن تجاوزها او نكرانها وأن وجودها نابع من مشوار معاناة رافقته الكثير من العقبات و قدمت خلاله قوافل من الشهداء و صاحبته كثير من المحن و الصعوبات وتحمل المشاق في كل المجالات , والفضل لله ثم لرجال قبائلنا في حضرموت بمختلف مسمياتهم رجال الصمود والخيرين من ابطال حضرموت في كل الارياف و القرى و المدن .

وجدد الشيخ بن حبريش التأكيد بأن حضرموت ستظل ابية شامخة ضد كل متغطرس , ونثق في انفسنا وابناء شعبنا الخيرين بان النصر الكبير لحضرموت قادم لا محالة .

وأعلن بن حبريش عن احتضان مدينة سيئون الحشد الجماهيري الكبير أحياء لذكرى السادسة لاستشهاد مؤسس حلف قبائل حضرموت الشيخ سعد بن حبريش وانطلاق الهبة الشعبية الحضرمية .

داعيًا أبناء حضرموت كافة للحضور والمشاركة و التوافد إلى سيئون .

كما أعلن عن تدشين فعاليات الندوة البحثية لتوثيق احداث الهبة الشعبية الحضرمية التي وصفها بأنها مناسبة غالية على قلب كل حضرمي مخلص يعتز بحضرميته و يفتخر بالانتماء الى ترابها الطيب المبارك.

ورفع الشيخ بن حبريش آيات الشكر و العرفان إلى فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي على مواقفه وما يقدمه لحضرموت , كما شكر قيادة التحالف العربي المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة على مساندتهم ووقوفهم الى وتفهمهم مظلوميتنا  ومواقفهم الاخوية الصادقة مؤكدًا الوقوف إلى جانب اللواء الركن فرج سالمين البحسني محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية داعمين وخير سند وعون له في تأدية مهامه .

وترحم الشيخ عمرو بن حبريش في ختام كلمته  ارواح شهداء حضرموت جميعًا وعلى روح الفقيد الراحل العلامة الشيخ المنصب / عبدالرحمن بن عبدالله باعباد واصفًا اياه بأنه الرجل الكبير بعقله و حكمته الشجاع بمواقفه الذي قدم لحضرموت الكثير والكثير حيث كان من اوائل الحاضرين و متقدمي الصفوف اثناء قيام الحلف و انطلاق الهبة الشعبية الحضرمية وهو الحريص رحمه الله على توحيد كلمة حضرموت في كل خطواته وجلساته .

كان محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج سالمين البحسني قد القى كلمة في الاحتفائية حيا فيها هذه المناسبة وأشاد بالاحتفاء بها بوصفها تمثل وقفة مهمة لحضرموت من أجل الانطلاق نحو تحقيق المزيد من النجاحات, كما تتيح فرصة لاستذكار شهدائنا الأبطال , واستلهام أعمالهم البطولية للتزود بهمم جديدة للمضي إلى الأمام  وللدفاع عن حضرموت والوقوف على حقوقها في أي منعطف كان.

وقال أن حضرموت عرفت وعلى مدى العصور السابقة بمقاومتها للاستعمار والطامعين والغزاة ولكافة أنواع العنف والظلم , منوهًا إلى أنها بين فترة وأخرى تقدم ملحمة جديدةة مثل هبة حضرموت التي نحتفي بذكراها السادسة بوصفها أبرز الملاحم الأخيرة التي شهدتها حضرموت.

وأوضح اللواء البحسني بأن ذكرى الهبة هذا العام تأتي في ظروف ومتغيرات جديدة, وفي ظل امتلاك حضرموت قوة عسكرية وامنية على قدر عالي من الروح الوطنية والتدريب والشجاعة وقدمت مئات الشهداء واثبتت أنه بالإمكان الاعتماد عليها في محاربة الارهاب وقد هزمته على الأرض مشيرًا إلى أن هذه القوة بحاجة إلى احتضان ومساندة مجتمعية وخاصة من مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت كضامنة لثباتها والحفاظ على معنويتها وقدرتها في الدفاع عن حضرموت وتحصينها .

ولفت البحسني إلى أن السلطة المحلية ستولي خلال الفترة القادمة التشابك والتعاضد جل اهتمامها , والدفع بمزيد من التنسيق والتشاور , وتعزيز التلاحم بما يخدم حضرموت وأهلها .

وفي الاحتفائية التي حضرها وكيل المحافظة لشؤون مديريات الوادي والصحراء الاستاذ عصام حبريش الكثيري ووكلاء المحافظة والقيادات العسكرية والأمنية والأكاديمية والشخصيات السياسية والاجتماعية القيت قصيدة للشاعر القدير ثابت السعدي قصيدة شعرية بعنوان (القاسم المشترك) اضافة إلى تقديم لوحة فنية استعراضية من كلمات الشاعر الأديب الدكتور عبدالعزيز الصيغ .

إلى ذلك عقدت اليوم فعاليات الندوة البحثية لتوثيق الهبة التي ترأس ادارتها الدكتور عبدالقادر باعيسى.

وتضمنت الندوة محاور ثلاثة احتوى الأول حول (الهبة وتداعياتها) ، ثلاث أوراق للأستاذ ناصر سالم الغرابي (دوافع الهبة) , د. عبده بن بدر (التأسيس التاريخي للهبة الحضرمية) , والأستاذ حسن سالم الغرابي (دور حلف قبائل حضرموت في الهبة الشعبية) ,  أما في المحور الثاني فقد تحدث العميد  محمد عوض العليي عن الهبة الشعبية، فيما تناول في الورقة الثانية أ. جمال قرنح "اعصار وادي نحب" , وتطرق القاضي حسن سالم العليي في الورقة الثالثة عن "الشهيدين علي وسعد بن حبريش شخصيتان حضرميتان مؤثرة "

وفي المحور الثالث والأخير تحدث  الدكتور صلاح بن مدشل حول (الهبة وفلسفتها) , فيما سلط الدكتور عبدالباسط الغرابي الأضواء عن "التأثير الثقافي للهبة الشعبية"..

وقد أثرت أوراق الندوة بمداخلات وملاحظات ونقاشات عدة.