هجوم إرهابي دامٍ في الضالع..
تقرير: الحوثيون والإخوان.. شرعنة حرب جديدة على الجنوب من سيئون
هجوم إرهابي في الضالع وتحشيد عسكري في شبوة، انتهاكات جسيمة في شبوة وأبين، وأخرى اشد جرما في الضالع وكرش ومكيراس، الحوثيون والإخوان اختلفت المعسكرات واتفقا على محاربة الجنوب، حرب امتدادية لحرب شعواء دشنتها قوى وتحالفات صنعاء منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، كانت البداية بتصفيات طالت كوادر وقياديي الدولة الجنوبية وصولا إلى حرب صيف العام 1994م، والتي سبقتها فتوى التكفير الشهيرة.
معسكر في مأرب، يرفع شعار الحرب دفاعا عن الشرعية اليمنية، ضد التمدد الإيراني لكنه يحشد في الجنوب لتنفيذ أجندة طهران وأنقرة والدوحة، وأخر في صنعاء، يرفع شعار الموت لأمريكا وإسرائيل، لكنه يحارب ويقصف المدن الجنوبية، حتى خيل للجميع ان مدينة الضالع التي يقصفها منذ خمس سنوات، كأنها حيفا المحتلة من قبل إسرائيل.
قصف الحوثيون مدينة الضالع بصاروخ بالستي، مما أدى الى سقوط ضحايا في مجزرة جديدة تعيد إلى الاذهان مجزرة سناح، فالسلاح واحد والعدو هو، وان بدل شعاره وهتافه، من هتاف الوحدة او الموت إلى شعار الموت لإسرائيل وأمريكا، في استمرار قتل الجنوبيين والتنكيل بهم بشعارات شتى.
فالوحدة التي يقتلون الجنوبيين باسم الدفاع عنها لم تعد موجودة، قتلوها حين أطلق ارهابيو نظام صنعاء النار على أول مسؤول جنوبي في العاصمة اليمنية، مطلع تسعينات القرن الماضي. اما الشعارات الجديدة التي يقصف الحوثيون الضالع وهم يرددونها "الموت لأمريكا" لا تختلف كثيرا عن الشعار الأول.
قد تختلف صيغة الشعارات والهتافات ولكن يبقى القتل للجنوبيين واحدا.
بعد هجوم "الأحد" الدامي في الضالع واعمال التحشيد والقتل والتنكيل في شبوة، لم يعد هناك من ينكر وجود التحالف والتنسيق العدواني ضد الجنوب بين معسكرات مأرب وصنعاء. معركة جديدة سوق لها سياسياً في مدينة جنوبية محتلة هي "سيئون" باسم مجلس الإنقاذ الذي جاء بتمويل قطري تركي لإنقاذ حلفاء إيران من الهزيمة.
أعلن المجلس ومن وسط سيئون الحرب ضد التحالف العربي بوصفه احتلال، فكان التنفيذ في الضالع بقصف صاروخي طال المدينة وأوقع ضحايا أغلبهم مدنيون، وقتل وتنكيل في شبوة، أمر لا يحتاج الى قراءة او تحليل، فسيئون عاصمة وادي حضرموت أصبحت وكرا لإدارة المشاريع العدائية ضد الجنوب، فلا عجب ان يصنع حلفاء إيران فيها سياستهم وحربهم على المدن، طالما وهي قد بقت في قبضة التنظيم الأخر والاشد إرهابا من الحوثيين، وهو ما ترجمه ما سمي بمجلس الانقاذ الذي جمع الحوثيين والإخوان واتباع إيران ووحدهم في تكتل واحد شعاره، الحرب على التحالف العربي والهدف قتل الجنوبين ونهب ارضهم وثرواتهم، معتقدا ان سيناريو العام 1994م، سوف يتكرر مرة أخرى، دون ادراك ان الواقع قد تغير وان المعادلة لم تعد تلك التي كانت العامل المساعد للاحتلال السابق، فالجنوبيون باتوا يمتلكون القوة العسكرية والسياسية والمعادلة وعدالة القضية التي تجعل جميع الأعداء أمامها أقزاماً.