زعيم جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)..

قيادي حوثي بارز يلوح بالانتقام لمقتل سليماني

عبدالملك بدرالدين الحوثي

صنعاء

أعلن زعيم جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في اليمن، عبدالملك بدرالدين الحوثي، الأربعاء، وقوف جماعته مع إيران في معركتها ضد الولايات المتحدة، فيما طالب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني مجلس الأمن الدولي بتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية.

وقال الحوثي، في كلمة مسجلة بثتها قناة “المسيرة”، التابعة للجماعة، إن “الضربة الإيرانية باتجاه القواعد العسكرية الأميركية بداية عظيمة لاقتلاع الهيمنة الأميركية في المنطقة”.

وأضاف أن “الولايات المتحدة تخوض معركتها وتستهدف قوى المقاومة مباشرة بشكل واضح، دعمًا لإسرائيل”.

وشدد على أن جماعته “لن تقبل بمعادلة تجزئة المعركة وتؤكد على ضرورة توحد أبناء الأمة والتعاون على كافة المستويات”.

وتابع “نحن نعيش واقع هجوم على منطقتنا، فأميركا هي التي أتت إلينا ولسنا نحن من ذهب بالسفن للهجوم عليها أو اعتدى على سكانها واقتحم مدنها ونهب ثرواتها وأقام عليها القواعد العسكرية”.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، فجر الأربعاء، استهدافه قاعدتين أميركيتين بالعراق، بعشرات الصواريخ الباليستية، ردًا على مقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، بغارة أميركية في بغداد، الجمعة.


وتحدثت وكالة “فارس” شبه الرسمية، عن وقوع 80 قتيلا على الأقل، في الهجوم الذي قالت إنه أوقع أضرارا كبيرة في قاعدة “عين الأسد”، وهو ما نفاه مسؤول أميركي رفيع المستوى.

ولاحقًا، أعلن متحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أن بلاده لا تملك إحصائيات حول عدد القتلى والأضرار جراء الهجوم، وإنها “لا تؤيد أي إحصائية”.

وعقب الهجوم الإيراني على القاعدتين، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب أحيط علمًا بالهجوم، وأنه يتابع تطورات الأوضاع عن كثب.

وفي سياق متصل، طالب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الأربعاء، المجتمع الدولي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بتصنيف جماعة الحوثي كحركة إرهابية، في وقت توعدت جماعة الحوثي الأميركيين بالانتقام لمقتل كل من قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية، أبومهدي المهندس.

وقال الإرياني، في تصريحات نشرتها الوكالة اليمنية الرسمية، إن “ميليشيا الحوثي حاولت مؤخرا، تضليل المجتمع الدولي بالترويج لخدعة وجود تيارين داخلها متطرف ومعتدل، والقول إن علاقتها مع طهران تحالف سياسي طارئ له ظروفه وليس ارتباطا بالمشروع والمنهج الفكر والعقيدة”.

وأضاف “مع سقوط العقل المدبر للمد الفارسي بالمنطقة (في إشارة لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني) اتضح للجميع حقيقة أنه لا وجود لتمايز داخل الميليشيا، والحوثي بذرة إيرانية شيطانية خالصة، ونسخة أكثر تطرفا من ميليشيا حزب الله اللبناني والحشد الشيعي العراقي”.

‏ودعا المجتمع الدولي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى “إدراك هذه الحقيقة والتعامل مع الحوثيين على قدم المساواة مع بقية الأذرع الإيرانية بالمنطقة”.

وطالب بسرعة العمل على تصنيف الحوثيين كـحركة إرهابية ومنع تنقل وسفر عناصرها وقياداتها وتجميد أصولها وأموالها، ودعم جهود الحكومة اليمنية في معركة استعادة الدولة.

والاثنين، توعدت جماعة الحوثي، الأميركيين بالانتقام لمقتل كل من قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية، أبومهدي المهندس.

كما شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مسيرة حاشدة، تلبية لدعوة وجهتها الجماعة، المدعومة من إيران؛ للتنديد بمقتل سليماني والمهندس.

وكتب القيادي في الجناح السياسي للمتمردين محمد علي الحوثي على تويتر “نتقدم بأحر التعازي باستشهاد المجاهد الكبير الحاج قاسم سليماني والحاج أبومهدي المهندس ورفاقهما”.

وأضاف الحوثي “هذا الاغتيال مدان والرد السريع والمباشر في القواعد المنتشرة هو الخيار والحل”، في حين أكد عبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة، وقوف الحوثيين إلى جانب من وصفهم بـ”أحرار الأمة” في معركتهم التصدي “للعدو”، في إشارة إلى الولايات المتحدة.


وقُتل سليماني والمهندس مع آخرين، الجمعة، في ضربة جوية أميركية استهدفت موكب سيارات كان يقلهم على طريق مطار بغداد.

وكان سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، الجيش العقائدي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وموفد بلاده إلى العراق وسوريا ولبنان للتنسيق مع المجموعات المسلحة الموالية لإيران في هذه الدول.

وتعرضت مواقع قوات المقاومة المشتركة في مدينة الحديدة غربي اليمن الأحد لهجوم هو الأعنف من قبل الميليشيات الحوثية التي تواصل تصعيدها في الساحل الغربي بهدف إحراز أي تقدم ميداني منذ التوقيع قبل أكثر من عام على اتفاق ستوكهولم بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين.

وقالت مصادر عسكرية في المقاومة المشتركة إنّ الحوثيين استهدفوا مواقع تمركز فريق مراقبة نقطة الارتباط الأولى في شارع الخمسين بمدينة الحديدة، بالتزامن مع محاولة أخرى للتسلل إلى مواقع قوات المقاومة المشتركة شرقي الدريهمي.

واعتبر مراقبون للشأن اليمني أنّ التصعيد الحوثي على صلة وثيقة بالتطورات في المنطقة، وهو مؤشر على اتجاه الحوثيين للمزيد من التصعيد في الحديدة وسواحل البحر الأحمر ومضيق باب المندب، كجزء من رد الفعل الذي لوحت به إيران في أعقاب مقتل سليماني.

ولفت المراقبون إلى أنّ الميليشيات الحوثية ستلعب دورا في سياسة التصعيد الإيرانية على مقتل سليماني وهو ما كشفت عنه التصريحات المتشنجة لقادة بارزين في الجماعة الحوثية لوحوا بالرد على الولايات المتحدة واستهداف مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة.

وتوقّعت مصادر سياسية مطلعة أن ينعكس الصراع الأميركي الإيراني الواسع الذي يلوح في الأفق على الملف اليمني، من جهة الدفع باتجاه انهيار الهدنة الهشة في الحديدة، وانسداد قنوات التواصل بين التحالف العربي والحوثيين التي رعتها الأمم المتحدة وواشنطن وأسفرت عن لقاءات غير معلنة في سلطنة عمان والأردن.