"اليوم الثامن" تنشر معلومات حصرية وصادمة..

تقرير: "خلية إخوانية".. خططت لاستهداف معسكر قوة جنوبية بمأرب

متداولة للقصف الحوثي الذي استهدف معسكر الاستقبال بمأرب - تويتر

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

علمت صحيفة "اليوم الثامن" من مصادر طبية أن حصيلة قصف حوثي استهدف مسجدا في مأرب قد ارتفعت إلى نحو 100 قتيل ومثلهم من الجرحى، اغلبهم توفي في مشافي مأرب المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم إخوان اليمن المتحالف مع تركيا وقطر وإيران.

لكن ما هي تفاصيل هذه العملية، وكيف خطط لهم ومنهم المخططون والمنفذون –اليوم الثامن- رصدت معلومات حصرية عن الحادثة.. والبداية.

منذ أكثر من اسبوع، كان الجنود الذين تم تجميعهم من أبين وشبوة للتدريب في معسكر "الاستقبال العسكري" بمأرب، يشعرون بالخوف الشديد، عبر بعضهم لذويهم ان الحركة ليلا في المعسكر تثير مخاوفهم، مركبات عسكرية تدخل المعسكر بسرعة جنونية ثم تغادر مخلفة خلفها اعمدة من الاتربة.

كان بعد المعسكر عن جبل هيلان الذي يسيطر عليه الحوثيون بأقل من 18 كيلو متر فقط.

المجندون الجدد، تم تجميعهم بدعوى انهم سيذهبون للتمترس في الحدود اليمنية مع السعودية، وانهم سوف يتحصلون على مرتبات بالعملة السعودية، كانت أحلامهم كبيرة، ولكن بعد وصولهم إلى مأرب اكتشفوا انهم وقعوا في الفخ.

يقول أحد الذين غادروا المعسكر  قبل نحو اسبوع "اخبرونا ان الراتب سيكون ثلاثة الف ريال سعودي، بالإضافة الى مصروف يومي، وان المعسكر سيكون في داخل الأراضي السعودية، وسيتم منحهم بطائق تمكنهم من الدخول الى داخل اراضي المملكة".

كانت أحلام البعض منهم ان المعسكر هذا مجرد بوابة عبور الى داخل السعودية، التي يرغب في الاغتراب فيها، لم يدرك بعد ان المعسكر في مأرب وان المهمة التي أطلعوا عليها عقب وصولهم هي اجتياح "عدن"، بدعوى الدفاع عن الشرعية.

كان رجال دين متطرفون يحضرون إلى المعسكر لألقاء محاضرات حول أهمية الوحدة اليمنية والدفاع عنها، وبأن اليمن وثرواته في شبوة وحضرموت تعد ملكا لكل اليمن.

كانت الخلفية الحراكية للكثير من الشباب، مستاءة من الخطاب هذا، فيما عبر اخرون عن استغرابهم انحصار التدريب في البداية بالمحاضرات الدينية في حين انه كان من المفترض يتم تدريبهم على السلاح.

مر نحو اسبوع ليكتشف الجنود الجنوبيين ان ما يحاصل ما هي الا عملية استدراج، أجرى احد الجنود اتصالاً بذويه في بلدة الوضيع بأبين "نحن غير مرتاحين، ونعاني من نقص في التغذية، وليس لدينا مصاريف، ابعثوا لي مصاريف اريد اعود".

مهران قباطي، قيادي إخواني متطرف، متهم في هجمات ارهابية تعرضت لها عدن، كان هو المسؤول الأول عن المعسكر، لكنه كان كثير الغياب عن المعسكر ولا يحضر الا في اوقات محددة ولدقائق محدودة ثم يغادر إلى مقر اقامته في مأرب.

كان عدد المجندين في البداية قليلا "العشرات" لكنه وخلال اسبوع أكتمل العدد إلى أكثر من مائتين جندي، اعتبرهم مهران قباطي "كتيبة في اللواء الرابع حماية رئاسية"، فيما كانت قيادات أخرى تصفه بـ"المقاومة الشعبية".

في الـ5 من مساء السبت، كانت الحركة في المعسكر غريبة، فمع حلول المغرب، دخلت مركبة عسكرية وأخرى مدنية (صالون) تسير بطريقة جنونية، إلى ان توقفت قرب المسجد.

كانت هذه تحركات خلية على انهم عسكريون، فهم يرتدون زي الجيش اليمني، مع الساعة السابعة مساء بتوقيت صنعاء، كانت الخلية متوقفة بجوار المسجد، فيما الجنود يدخلون إلى الداخل لأداء صلاة العشاء، وعند الساعة السابعة و14 دقيقة كانت الخلية قد غادرت المكان إلى الخارج، لكن ما يبدو مثيرا للغاية هو كيف ولماذا تجمع أكثر من 200 جندي في المسجد وجواره في تلك اللحظة.

تقول رواية على لسان ناجين انهم اخبروهم بمحاضرة سوف يلقيها احد شيوخ الدين، لكن لم يحضر رجل الدين الذي سيحاضرهم كما جرت العادة.

هذه المعلومات تم الكشف عنها قبل قيادات عسكرية نزلت الى موقف القصف بالتزامن مع انتشال القتلى والجرحى.

وتشير هذه المعلومات التي حصلت عليها صحيفة اليوم الثامن "إن خلية إخوانية تابعت سرا تحرك المقاومين الى حين وصولهم الى المعسكر منذ ايام، عن الساعة السابعة وبضع دقائق كانت الخلية جوار المسجد، وقبل ان تغادر "تم التقاط الإشارة والتواصل بين الخلية والحوثيين بعد عشر دقائق من تجمع الجنود".

العملية وفق تلك المصادر كانت بتنسيق من قيادات عسكرية رفيعة تتبع نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، وهي من خططت لعملية الاستهداف.

حملت العملية الإخوانية الحوثية المشتركة "عدة رسائل" اراد حلفاء تحالف قطر وإيران وتركيا، ارسالها إلى السعودية والرئيس هادي والقوى السياسية في الجنوب.

يتهم الإخوان في مأرب الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، بعدم الجدية في مواجهة الجنوبيين، ورفضه اتخاذ موقفا ضد دولة الإمارات العربية المتحدة

جميع المستهدفين ليسوا مؤدلجين ضمن الفكر الإخواني، لكن عملية الانتقام اختلفت، فالكثير من القيادات العسكرية الإخوانية ترى ان على مأرب ان ترد على واقعة قصف مليشيات مأرب قرب معبر العلم شمال شرق عدن.

كما انها رسالة إخوانية للتحالف العربي بقيادة السعودية، بأن الحوثيين لا يزالوا اقوياء وان الضغط على اخراج مليشياتهم من شبوة وأبين، سوف يقابله تسليم مأرب للحوثيين الذين يمتلكون قدرة قصف اهدافا عسكرية في المدينة.

انتهت مهمة الخلية برسم الاحداثيات، فيما تكفل الحوثيون بأطلاق صاروخ من معسكر العرقوب وسقط مباشرة على المسجد مخلفا نحو 190 بين قتيل وجريح، توفي الكثير منهم عقب اسعافهم إلى مشافي مأرب التي لم يلق الجرحى فيها أي اهتمام.

ولم تصرح حكومة مأرب بشأن الهجوم واكتفت بالصمت، ومثلها فعلت الرئاسة اليمنية في الرياض بالصمت حيال ذلك، فيما طالب سياسيون الرئيس هادي بضرورة اقالة وزير الدفاع محمد المقدشي ومحافظ مأرب سلطان العرادة، والتحقيق في الواقعة وضبط كل من سهل للحوثيين قصف المعسكر.