قطر تحارب بالإخوان والحوثيين نيابة عن إيران..

تقرير: "هجوم مأرب".. حين تريد الدوحة الوقيعة بين الرياض وأبوظبي

قادة ومسؤولون سعوديون يدشنون مشروع تأهيل مطار عدن الدولي - ارشيف

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

يدرك القيادي الإخواني السعودي سليمان العقيلي أن ما يعمله يتعارض تماما والمصلحة العليا لبلاده التي تقود تحالفا عربيا لمحاربة المد الإيراني في المنطقة، لكن المشروع الإخواني والرغبة القطرية يتطلب منه ان يتخذ موقفا وان كان فيه استهدافا لبلاده.

هجوم ارهابي استهدف مسجداً في معسكر الميل بمأرب قبل يومين مما اسفر عن سقوط عشرات القتلى أغلبهم جنوبيون وأخرون ينتمون إلى قبائل مناهضة للإخوان في مأرب.

وعلى الرغم من الحادث الأليم الا ان الكثير من المعلومات حول من يقف وراء الهجوم تتكشف رويدا رويدا، وأخره ما كشفته محادثة على واتس اب بين احد الجنود وتاجر محلي في أبين، حيث اخبره أحد الجنود التاجر بانه ذاهب إلى مأرب لاستلام مرتبه، وان عليه منح اسرته مصاريف إلى ان يستلم راتبه الذي طلب مهران قباطي منه الحضور إلى مارب ان كان يريد المرتب او انه سيتم فصله واستبداله.

وقضى الجندي ونح 90 أخرين في الهجوم الإرهابي الذي تفاوتت الروايات بشأن ما اذا كان قد نفذ بصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون، ام بعبوات ناسفة.

القيادي الإخواني السعودي سليمان العقيلي، برأ الحوثيين من الهجوم، ووجه اتهامات مبطنة للتحالف العربي؛ في اشارة إلى الإمارات العربية المتحدة، زاعماً ان "الهجوم هدفه اضعاف الوجود الحكومي في عدن وتقويض الوحدة اليمنية، لان هؤلاء الجنود كانوا يستعدون للتوجه للعاصمة (.....) عدن، معتقد "أن اعداء الوحدة اليمنية كثر"؛ في اشارة الى اطراف اقليمية معادية للإخوان في اليمن.

دفعت قطر بالإخوان السعودي، للتشكيك بوقوف التحالف العربي وراء هجوم مأرب الإرهابي، قبل ان تذهب لتستعين بالقيادي الحوثي محمد البخيتي الذي أكد ان الاصلاح الإخواني المستهدف رقم اثنين بعد الحوثيين.

قال البخيتي ان جماعتها لم تتبن التفجير، وان أي عملية تنفذها مليشيات الجماعة سيتم الإعلان عنها"، ولم تكتف الجزيرة القطرية بتصريحات البخيتي بل ذهبت إلى عرض كمية من تغريدات ذباب الدوحة الالكتروني الذي وجه التهمة للإمارات، دون أي دليل يوحي بأن أبوظبي متهمة بالفعل في الواقعة.

تراهن الدوحة التي تصف بالبنك المتحرك لطهران وأنقرة، على عامل ضرب التحالف العربي بالوقيعة بين جناحيه "أبوظبي والرياض"، فالدوحة ترى أن ضرب التحالف العربي، قد يدفع السعودية الى الدخول في مصالحة منفردة مع قطر التي ترى ان الحصار أضرها كثيرا.

وعلى الرغم من أن السعودية ترعى اتفاقاً بين الجنوب والحكومة اليمنية، الا ان اللجنة الخاصة استمرت في تمويل قوى سياسية ووسائل إعلام محلية واقليمية تجتهد لإفشال الاتفاق، وهو الأمر الذي اثار حفيظة الكثيرين الذين طالبوا السعودية بسرعة "حل اللجنة الخاصة واقالة السفير محمد آل الجابر"، والمتهم بالوقوف وراء تسريبات اعلامية، هدفت الى اثارة الشارع حول الاتفاق الذي من مصلحة السعودية ان ينفذ كافة بنوده لإحلال السلام واعادة تصويب الحرب ضد الحوثيين.

تعتقد قطر ان بالإمكان المصالحة مع السعودية، منفردة بعيدا عن الإمارات ومصر والبحرين، وترى ان المصالحة قد تأتي ولكن بعد الوقيعة بين أبوظبي والرياض، قطبا التحالف العربي في اليمن، وهو التوجه الذي تدعمه إيران وتركيا.

في أواخر العام الماضي، ظهرت تصريحات تحدثت عن مصالحة "سعودية قطرية"، لكن سرعان ما نسفتها الدوحة بمؤتمر اسلامي عقد في كوالالمبور  الايام الأخيرة للعام المنصرم، شاركت فيه إيران وتركيا، وهو المؤتمر الذي رفضته السعودية وقاطعته، قبل ان تتراجع الدولة المستضيفة "ماليزيا"، وتنفي ان تكون قمة اسلامية تنازع السعودية على قيادة منظمة التعاون الإسلامية.

 لا يمكن ان تقبل السعودية بالمصالحة مع قطر، التي تقف بكل وضوح مع العدو اللدود "إيران"، فالمشكلة تبدو تجاوزت مرحلة الحديث عن مصالحة ما لم توافق الدوحة على شروط دول المقاطعة التي من أبرزها ايقاف الدعم لتنظيم الإخوان الإرهابي.