ثاني أكبر مدن إدلب تقع تحت سيطرة قوات النظام..

القصف العنيف في إدلب يجبر الآلاف من السوريين على النزوح

جيش النظام يدخل معرة النعمان وسط اشتباكات عنيفة

بيروت

تسيطر قوات النظام السوري الثلاثاء على مدينة معرة النعمان ثاني أكبر مدن محافظة إدلب في شمال غرب سوريا وسط اشتباكات وقصف عنيف، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأكد المرصد سيطرة قوات النظام على مدينة معرة النعمان بشكل كامل، وذلك بعد اقتحامها من 3 محاور هي الجنوبية والغربية والشرقية.

وجاءت عملية السيطرة بعد أقل من 4 أيام من بدء العملية العسكرية البرية لقوات النظام بإشراف من الروس الذين يديرون المعارك من غرفة العمليات وبغطاء جوي وهستيري هائل عبر آلاف الغارات الجوية والبراميل المتفجرة والقذائف الصاروخية والمدفعية، مكنت قوات النظام خلال الأيام تلك من السيطرة على 26 منطقة آخرها مدينة معرة النعمان ومعسكر وادي الضيف وقرية حنتوتين، فيما تشهد المدينة الآن عملية تمشيط من قبل قوات النظام.

وتشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها والتي تؤوي ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريباً من النازحين منذ ديسمبر/كانون الأول، تصعيداً عسكرياً لقوات النظام وحليفتها روسيا يتركز في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي حيث يمر جزء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.

وتُكرر دمشق نيتها استعادة كامل منطقة إدلب وأجزاء محاذية لها في حماة وحلب واللاذقية، رغم اتفاقات هدنة عدة تم التوصل إليها على مر السنوات الماضية في المحافظة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنشط فيها فصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً.

وتمكنت قوات النظام خلال الأيام الماضية من السيطرة على 23 قرية وبلدة في محيط معرة النعمان، الواقعة على الطريق الدولي لتطبق الحصار عليها تدريجياً.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن "أصبحت المدينة مطوقة بالكامل وبدأت قوات النظام عملية اقتحامها من الجهة الغربية"، مشيراً إلى أن اشتباكات يرافقها "قصف جوي روسي وسوري" تدور حالياً في القسم الغربي من معرة النعمان التي باتت شبه خالية من السكان.

وبالتوازي مع التقدم باتجاه معرة النعمان تخوض قوات النظام اشتباكات في مواجهة هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى في ريف حلب الغربي.

ودفع التصعيد منذ ديسمبر/كانون الأول بـ358 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة وخصوصاً معرة النعمان باتجاه مناطق أكثر أمناً شمالاً، وفق الأمم المتحدة وبين هؤلا، 38 ألفاً فروا بين 15 و19 يناير/كانون الثاني غالبيتهم من غرب حلب.

وتستمر عمليات النزوح من مدينة معرة النعمان وقرى جبل الزاوية إلى الحدود مع لواء اسكندرون شمال إدلب، بحسب المرصد السوري.

وتطرق لقاء جمع الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين بالمبعوث الخاص لروسيا إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف إلى التطورات في حلب وإدلب، حيث "كان هناك اتفاق على أهمية العمليات التي يقوم بها الجيش العربي السوري بدعم روسي"، لوضع حد "للاعتداءات الإرهابية"، وفق ما نقل حساب الرئاسة السورية على تطبيق تلغرام.

ويرى مراقبون أن قوات النظام تسعى من خلال هجماتها الأخيرة في إدلب إلى استعادة السيطرة تدريجياً على الجزء الذي يمر في إدلب وغرب حلب من هذا الطريق، لتبسط سيطرتها عليه كاملاً.

وفي هذا الإطار حذرت وزارة الدفاع التركية في بيان "سنردّ بدون تردد في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس على أي محاولة تهديد لنقاط المراقبة التركية في المنطقة".

واتهمت الوزارة النظام السوري بخرق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في إدلب في 12 يناير/كانون الثاني "عبر مواصلتها قتل المدنيين الأبرياء" والتسبب بـ"مأساة إنسانية كبرى".

وأعلنت تركيا أواخر ديسمبر/كانون الأول أنها لن تنسحب من نقاط المراقبة في منطقة إدلب في شمال غرب سوريا حيث كثفت قوات النظام السوري غاراتها بدعم من الطيران الروسي.

وينتشر الجيش التركي في نقاط مراقبة في منطقة إدلب بموجب اتفاق تم التوصل إليه في سبتمبر/أيلول 2018 بين موسكو حليفة النظام السوري وأنقرة الداعمة للمعارضة.

وكان الاتفاق يهدف إلى تفادي عملية للنظام السوري في المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وحيث يعيش 3 ملايين شخص.

وحاصرت القوات السورية في 23 ديسمبر/كانون الأول إحدى نقاط المراقبة التركية بعد زيادة توسعها في إدلب.

ويأتي تهديد أنقرة في وقت دخلت فيه قوات النظام مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في شمال محافظة إدلب بعد أسابيع من القصف.