الشعبوية تحولت إلى مصدر للدعم..

وسائل الإعلام الجادة تستفيد من هجمات السياسيين

أكثر المستفيدين من هجمات السياسيين

برلين

 تحوّلت هجمات الزعماء السياسيين الشعبويين ضد ما يطلقون عليها “صحافة الكذب” في الولايات المتحدة وبريطانيا والبرازيل إلى مصدر للدعم والربح لوسائل الإعلام الجادّة.

وتحقق كل من نيويورك تايمز وواشنطن بوست، والغارديان البريطانية ومجلة “ذي إيكونوميست” انتشارا أكبر وزيادة في أعداد مشتركيها، منذ انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الثامن من نوفمبر 2016 وتولّي الرئيس الشعبوي جايير بولسونارو السلطة قبل عام.

وبين نوفمبر 2016 ونوفمبر 2018 ارتفع عدد الاشتراكات الرقمية في نيويورك تايمز من 1.5 مليون إلى 2.5 مليون. وهي تصل حاليا إلى نحو أربعة ملايين. وفي 2019 سجلت الصحيفة أكثر من مليون مشترك رقمي جديد. “وهذه هي الزيادة السنوية الأعلى منذ إدراج العروض الرقمية المدفوعة في 2011 وأقوى زيادة في المشتركين في غضون سنة منذ وجود شركة نيويورك تايمز على الإطلاق”.

وسائل الإعلام تستفيد من القيمة الترفيهية للسياسيين فهي تسلط الضوء على كل استفزاز وتزيد الاهتمام بهم.

وفي البرازيل بعد أن أعلن رئيس البرازيل اليميني الشعبوي بولسونارو أن حكومته لن تصدر إعلانات في أكبر صحيفة في البلاد، ارتفع عدد الاشتراكات الرقمية بشكل كبير.

وبحسب المعهد الإعلامي البرازيلي، ارتفعت الاشتراكات الرقمية المدفوعة من 207.000 في ديسمبر 2018 إلى 241.000 في أكتوبر 2019.

وفي بريطانيا تمكّنت صحيفة الغارديان بفضل نهجها الانتقادي. من زيادة عدد المشتركين، وتتلقى دعم القراء للحفاظ على الصحافة المستقلة.

وقالت شبكة دويتشه فيله في تقرير لها، إن المعركة الإعلامية حول الأخبار الزائفة والتحقق من الحقائق تتواصل بقوة. ويدعم المشاركون فيها بعضهم البعض. لكن المؤرخ بيرند غراينر أشار عبر إذاعة “دويتشلاند فونك” الألمانية مؤخرا إلى أن هذا الوضع مربح للجانبين.

وقال إن وسائل الإعلام تستفيد من القيمة الترفيهية لسياسيين شعبويين، فهي تسلّط الضوء على كل استفزاز وتجلب لهم مزيدا من الاهتمام.

وأضاف “من خلال استفزازاتهم يقدّم سياسيون مثل بوريس جونسون ودونالد ترامب وبنيامين نتنياهو أو ماتيو سالفيني باستمرار أخبارا جديدة، فوسائل الإعلام غير مجبرة على القفز فوق كل عصا توضع أمامها”