ميناء "شقرة" نقطة أمداد جديد للمليشيات..

تقرير: تخبط حكومي يمني..  و"العسكرية الأولى" ترفع شعار الحوثي

أمير قطر تميم بن حمد يتحدث مع الزعيم العسكري لتنظيم إخوان اليمن علي محسن الأحمر- ارشيف

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

قال مسؤولون ومصادر دبلوماسية يمنية إن التقدم الحوثي في السيطرة في مأرب والجوف جاء بعد زيارات عديدة قام بها مسؤولون اتراك إلى المحافظة التي تعد المعقل الرئيس لإخوان اليمن.

وذكرت المصادر ان الاتراك دخلوا (اليمن) بالتنسيق مع وزيري داخلية وخارجية حكومة المنفى اليمنية.

وسيطر الحوثيون الموالون لإيران على فرضة نهم ومحافظة الجوف الحدودية مع السعودية، على اثر تواطؤ من قوات تابعة لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر.

وهذا التقدم كشف عن انقسام وحالة تخبط في حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، التي انقسمت بين معسكرين الأول يدين بالولاء للسعودية، والأخر يدين بالولاء لتحالف "إيران وقطر وتركيا"، وهذا الانقسام ألقى بظلاله على جهود التحالف الرامية إلى إعادة السلطات الشرعية الى العاصمة اليمنية صنعاء، التي يحتلها حلفاء ايران منذ سبتمبر (أيلول) 2014م، وأربك المشهد العسكري في شمال اليمن.

وعقب السيطرة على الجوف، قال الحوثيون انهم يعتزمون اجتياح الجنوب مجدداً، وبدأوا بشن هجمات مكثفة على الجنوب، مستغلين ما حصلوا عليه من أسلحة في فرضة نهم والجوف، وهي أسلحة ضخمة قدمها التحالف العربي لقوات مأرب خلال أربعة أعوام ماضية،  حيث صدت القوات الجنوبية هجمات شنها الحوثيون في كرش بلحج ومكيراس بأبين وريف إب اليمنية شمال محافظة الضالع الجنوبية.

ولم تعلق الحكومة اليمنية بشكل رسمي عن الانتكاسات في نهم والجوف، لكن مسؤولين في الحكومة، قالوا انهم ممنوعون من العودة إلى مأرب، من قبل رئيس الحكومة، وهو الأمر الذي أكدت عليه مصادر لـ(اليوم الثامن) "أن الأمر مرتبط بعلاقة من منع عودتهم إلى اليمن، بتركيا وقطر وإيران"؛ وهو ما يبدو ان المنع جاء من السلطات السعودية التي تستضيف حكومة هادي وتدعمها ماديا وعسكريا".

وترى مصدر دبلوماسي سابق لـ(اليوم الثامن) "ان السلطات اليمنية تعيش حالة تخبط، بعد ان خسرت مناطق كانت في قبضتها، لمصلحة الحوثيين، السعوديون يشعرون بالمؤامرة والخديعة التي تمارسها حكومة هادي، بفضل هذا الارتباك، والمشاريع الإقليمية المعادية للتحالف العربي، اصبح بإمكان الحوثيين العودة إلى الجنوب وتهديد الملاحة الدولية في بحر العرب وباب المندب".

وبشأن سقوط مأرب في قبضة الحوثيين، قال المصدر "ليسوا في حاجة لإسقاط مأرب التي يوجد بها قادة موالو للمشروع الحوثي، فزعيم حزب الإصلاح في مأرب مبخوت بن عبود الشريف، ينتمي إلى "أشراف السادة" الذين يرون في جماعة الحوثي، الأقرب لهم من المشاريع الأخرى"؛ وقد شنت ضدهم حربا من قبل مليشيات الإصلاح بتهمة علاقتهم بالحوثيين، الا ان تلك الحرب توقفت بعد تدخل قيادات إخوانية مقيمة في قطر بوقف أي اعمال عسكرية في داخل مأرب".

ويؤكد تقرير لفريق خبراء الأمم المتحدة ان مأرب تعد الممر الرئيس لتهريب الأسلحة للحوثيين الموالين لإيران، ناهيك عن ادنته لمسؤولين موالين لهادي في تهريب الأسلحة لحلفاء ايران.

وعقب أيام من اعلان الحوثيين اجتياح الجنوب والتقدم صوب شرق الجنوب، رفع جنود من قوات المنطقة العسكرية الأولى في سيئون شعارات مليشيات الحوثي، وأخرى ترحيب بزعيم المليشيات الحوثية.

وقال سكان محليون انهم سمعوا جنود وهم يهتفون بشعارات مليشيات الحوثي الموالية لإيران، وهو الأمر الذي قد يشكل ارباكا للسعودية التي تقود التحالف العربي، خاصة وان قوة المنطقة العسكرية الأولى في سيئون والتي تتبع نائب الرئيس اليمن، حيدت من غارات طيران التحالف العربي، وهو ما يؤكد على انها قوة تدين بالولاء للمشروع الحوثي، لكن بات من الصعب حاليا قصفها.

وأظهرت صورا بثت على شبكة الانترنت شعارات مليشيات الحوثي في وسط مدينة سيئون، وسط انباء عن ارتفاع شعارات أخرى في محافظة المهرة المجاورة، والتي شهدت مؤخرا مواجهات مسلحة بين اذرع محلية لقطر وإيران وتركيا ضد القوات السعودية وقوات محلية، على خلفية اعتزام التحالف العربي تأمين ميناء شحن البري والذي يعد من ابرز مصادر تهريب الأسلحة للحوثيين.

من ناحية أخرى، قالت مصادر عسكرية ان نشاطا بحريا بدأ ملحوظا مؤخرا في ميناء شقرة بأبين والخاضعة لسيطرة مليشيات إخوانية، الأمر الذي رجح ان يكون مصدرا لتهريب الأسلحة، في ظل تزايد قوارب التهريب للافارقة وتهريب الأسلحة والمشتقات النفطية مع القرن الأفريقي.

وقال مصدر أمني رفيع في أبين لـ(اليوم الثامن) "انه بات من المؤكد ان ميناء شقرة سيكون نقطة تهريب للأسلحة من الصومال التي توجد بها قاعدة عسكرية تركية، الأمر ليس صعبا، كما انه من السهل تهريب الأسلحة في ظل استمرار تهريب المهاجرين الافارقة عبر قوارب الصيد".

ودعا المصدر التحالف العربي بقيادة السعودية إلى تشديد الإجراءات على المياه في البحر العربي وخليج عدن لمنع تهريب الأسلحة للمليشيات الإرهابية والحوثية.