ذراعا طهران والدوحة استلام وتسليم في مأرب..

تقرير: يمن شمالي للحوثيين وجنوب للإخوان والسعودية بلا مكاسب

الجنوب وطن بديل للإخوان - خريطة نشرتها الأمم المتحدة لموجة النزوح من مأرب

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

يبدو أن تحالف إيران وقطر وتركيا قد اقترب من تحقيق الاستراتيجية التي رسمت قبل سنوات لتقاسم النفوذ في اليمن، شمال يمني لطهران وجنوب للدوحة وأنقرة، فيما الرياض تبدو خارجة من المشهد دون مكاسب، فحتى انبوب النفط الذي كان تعتزم مده في المهرة، أصبح حلم من الصعب تحقيقه، فيما اذا مارست الرياض الصمت حيال تنفيذ المخطط الخطير.
في مأرب قالت مصادر ميدانية يمنية إن مليشيات الحوثي (الذراع الإيرانية في اليمن) اقتربت من السيطرة على عاصمة المحافظة ، بعد ان اسقطت معسكرات استراتيجية بعملية استلام وتسليم، فيما كشفت وثائق حصلت عليها صحيفة اليوم الثامن قيام قيادات إخوانية بنهب اسلحة للقوات السعودية وتسليمها للمليشيات الإيرانية.
وقال مصدر ميداني لـ(اليوم الثامن) "إن مليشيات الحوثي سيطرت على معسكرات تابعة للإخوان في مأرب، دون أي مقاومة تذكر"؛ الأمر الذي يؤكد ان سيناريو الاستلام والتسليم بين ذرعي الدوحة وطهران تتم بشكل مستمر وسط صمت سعودي من قائدة التحالف العربي.
كان الحوثيون يستولون على محافظة الجوف، فيما كان الأحمر يوجه قواته بالتدفق صوب الجنوب، قبل ان يزور سيئون للحديث عن الدولة الاتحادية التي أعلن اعتزامه تنفيذها، غير ان تسليم اليمن الشمالي بأقاليمه الاربعة للحوثيين، يؤكد ان هذا المشروع لم يكن الا خديعة مورست على الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، إن لم يكن متواطئا في ذلك.
وحذر سياسيون جنوبيون من خطر يداهم الجنوب جراء استمرار مأرب تسليم المعسكرات والأسلحة للحوثيين، فيما بينت وثيقة حصلت عليها اليوم الثامن تورط قيادات إخوانية بنقل اسلحة من معسكر صحن الجن للحوثيين في نهم، وهي اسلحة خاصة بالقوات السعودية.
وجاءت التحذيرات الجنوبية بالتزامن مع نشر الأمم المتحدة خريطة افتراضية قالت إنها لسيناريو النزوح من مأرب إلى مناطق حضرموت وشبوة والمهرة في الجنوب.
وقال الصحافي اياد الشعيبي تعليقا على الخريطة "نحن أمام أكبر معركة استيطان وتغيير ديموغرافي"، فيما تحدث السياسي الجنوبي افندي المرقشي معلقا على الخريطة المنشورة عن" مؤامرة على الجنوب لتوزيع سكان اليمن على المحافظات الجنوبية تتنبأ بها الامم المتحدة عبر مكتب تنسيق الشؤن الانسانية وتنفذها دول اقليمية لرغبات دولية، الهدف منها تغيير التركيبة السكانية في الجنوب عند اي حلول مستقبلية، لتصبح كأمر واقع".
وبعيدا عن المساعي الاستيطانية في الجنوب، إلا ان خبراء ومحللين سياسيين أكدوا ان ما يجري من سيناريو هو في الاساس نتاج الفشل السعودي في ادارة الحرب، ونجاح يحسب لإيران.
وذهب المحلل السياسي الجنوبي محمود السالمي إلى ابعد من ذلك، ليربط ما يحصل في نهم بأنه نتيجة لفشل السياسية السعودية ونجاح إيران.
وقال السالمي "من سمح لإيران بالنجاح باليمن هو فشل السياسة السعودية فيه، إيران اعتمدت على تنظيم جيل شاب مفعم بالحيوية والطموح، وعينه على المستقبل، ويتمتع بحاضنة شعبية كبيرة، والسعودية اعتمدت على نفايات الماضي وعلى قوى عاجزة وفاشلة وفاسدة ومنفرة ولا تتمتع بأي سند شعبي".
وأضاف "مازلنا على أمل أن تتعلم السعودية من فشلها، وان تراجع سياستها قبل فوات الآوان، فنجاحها يهمنا بل ويرسم مستقبلنا".