اوغلو يحاول التنصل من دور بلاده في نشر الفوضى..

تقرير: هل تنجح تركيا في الحصول على دعم من حلف شمال الاطلسي؟

تركيا تستغل انشغال العالم بكورونا لفرض رؤيتها

انقرة

تسعى تركيا للحصول على دعم من حلف شمال الاطلسي الذي تنتمي اليه ومن الاتحاد الاوروبي بعد تورطها في عدد من الملفات على غرار سوريا وليبيا.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مداخلة له في العاصمة أنقرة، عقب مشاركته في اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة (فيديو كونفرنس)، الخميس ان بلاده تبحث عن دعم ملموس من الناتو لتعزيز قوتها الرادعة.
ووفق ما نقلته وكالة الاناضول لفت اوغلو إلى أن مواصلة الحلف أنشطته وتضامنه مع أعضائه خلال هذه الفترة العصيبة كانت من المواضيع البارزة في الاجتماع.
وحاول اوغلو التقرب من الحلف الذي عرفت علاقاته بانقرة توترا في الفترة الاخيرة قائلا "أن الاجتماع تناول أيضا التضامن الصادق الذي أظهرته تركيا في الآونة الأخيرة."
وتطرق إلى إشادة الأمين العام للحلف ينس ستولتبرغ، والعديد من وزراء خارجية الدول الأعضاء بتركيا لإرسالها معدات طبية إلى إسبانيا وإيطاليا للحديث عما وصفها جهود تركية لمساندة دول الحلف في ازمتهم.
وبخصوص تعزيز قوة بلاده الرادعة، أضاف جاويشأوغلو: "أكدنا مجددا تطلعنا للدعم الملموس من الحلف".
وتابع: "نحن سعداء من رؤية تأكيد العديد من الحلفاء وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا والمجر وألبانيا هولندا وكندا، على ضرورة تقديم الدعم لتركيا".
وحاول اوغلو توجيه التهم الى اليونان رغم المرحلة الصعبة التي تمر بها اوروبا بسبب وباء كورونا قائلا "أن بعض الدول مثل اليونان ربطت تقديم الدعم لتركيا بأنشطتها في بحر إيجه واتفاقية "إعادة القبول" الموقعة بين أنقرة والاتحاد في 18 مارس 2016.
وفي لهجة فجة يراد منها مزيد من التصعيد اضاف "ونحن أيضا أعطيناهم الجواب اللازم، ونصحناهم بقراءة الاتفاقية بدقة، أبدينا ردا قويا على مزاعم اليونان الباطلة".
وأكد الوزير ضرورة تعزيز الدور السياسي للحلف وقدرته في المستقبل، مشيرا إلى تشكيل مجموعة مؤلفة من 10 خبراء لهذا الغرض، بينهم تركي.

كما ذكر أنه أجرى لقاءات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، مع نظرائه في العديد من الدول بما فيها دول الاتحاد الأوروبي.
وأفاد تشاووش أوغلو أنه أبلغ الوزراء بأن بلاده أوفت بما يقع على عاتقها بموجب أتفاقية "إعادة القبول" المتعلقة باللاجئين، وأن الاتحاد لم يف بالتزماته بهذا الخصوص.
وتابع: "ننتظر من الاتحاد الصدق والإخلاص، وعليهم التفكير للمدى المتوسط والطويل وليس للمدى القصير".
وخاطب اوغلو الاتحاد الاوروبي بمنطق اللوم والعتاب قائلا "عدم إيفاء الاتحاد الأوروبي بما يقع على عاتقه لا يقتصر على مسألة الهجرة وحسب، إنما يشمل مواضيع مهمة مثل رفع التأشيرات وتحديث معاهدة الاتحاد الجمركي ومكافحة الإرهاب". 
ودخلت تركيا طيلة الفترة السابقة في مواجهات كلامية مع عدد من الدول الاعضاء على خلفية الملف السوري والتدخل في ليبيا اضافة الى ملف التنقيب شرق المتوسط وملف اللجوء.
وكانت خطابات المسؤولين الاتراك متوترة وفي بعض الاحيان صدامية بعد ان رفض قادة الناتو والاتحاد الاوروبي دعم المغامرات التركية غير محسوبة العواقب في تلك الملفات".
وقال أوغلو، إن المنافسة الجيوسياسية العالمية والصراعات السياسية لا معنى لها في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19).
جاء ذلك في مقالة كتبها الوزير التركي، ونشرتها الخميس، صحيفة "ذا واشنطن تايمز" الأمريكية تحت عنوان "ما نفعله اليوم يحدد ملامح الغد".
وأضاف الوزير التركي قائلا "ندعو المجتمع الدولي إلى تنحية كافة النزاعات جانبًا، بما في ذلك تلك التي بمنطقة الشرق الأوسط، وإنهاء الصراعات والسعي الجاد للحوار والمصالحة ".
وتصريح اوغلو يكشف التناقضات التركية حيث تورطت انقرة في اغلب الملفات في منطقة الشرق الاوسط حيث دعمت الجماعات المتطرفة في سوريا وليبيا وتدخلت شرق المتوسط ما هدد استقرار المنطقة.

وتحدث اوغلو عن تطلع تركيا لتغيير النظام الدولي بعد الخروج من ازمة كورونا محاولا تجميل دور بلاده قائلا أن "تركيا كثيرًا ما دأبت على القول بضرورة إصلاح ذلك النظام، وليس هذا فحسب بل وقالت إن طريقة تشكيل مجلس الأمن قد عفا عليها الزمن، إذا أن العالم أصبح أكبر من خمسة(في إشارة للدول دائمة العضوية بالمجلس)".
واستطرد قائلا "نحن نعرف أن ذلك النظام لا يعمل كما ينبغي، ندرك ذلك بحكم كوننا دولة أجبرتها الظروف المحيطة أن تصبح وجهًا لوجه مع صراعات لا تنتهي بالمناطق المجاورة، ومع بؤس بشري، وبحكم كوننا دولة تعتبر الأكثر استضافة للاجئين والمهاجرين حول العالم".
وحاول اوغلو تبرير التدخل التركي في كل الملفات في المنطقة بحكم وجود محيط مضطرب لكن الاطماع التركية اصبحت واضحة عبر استغلال حلفائها لبسط نفوذها في الدول المضطربة.
ويسعى اوغلو لاستغلال ملف كورونا لحصوله بلاده على الدعم مبررا ذلك بالجهود التي تبذلها انقرة لفائدة اللاجئين في وقت يتوافق فيه الجميع ان ملف اللجوء تحول ورقة تركية في المفاوضات مع الاوروبيين.
وقال اوغلو "حماية المجتمعات الهشة والمهاجرين غير الشرعيين واللاجئين ودعم البلدان المضيفة، أصبحت أكثر أهمية الآن عن ذي قبل.إذ يجب أن تعمل شبكات التوريد العالمية ونقل البضائع دون حواجز".
ولم ينسى اوغلو الدفاع عن ايران التي تهدد بدورها منطقة الشرق الاوسط في ربط غريب بين مصيرها ومصير تركيا قائلا "كما يجب إعادة تقييم العقوبات التي باتت أداة سياسية يتم استخدامها بشكل صارخ من منظور إنساني. إن العديد من العقوبات ، بما فيها تلك التي تستهدف إيران، لا تضر الإيرانيين فحسب ، بل تضر جيرانهم أيضًا".