تحذيرات دولية من دور تنظيم الإخوان في تعز..

تقرير: حلفاء "هادي" يحشدون في شقرة بأبين لاجتياح عدن مجددا

الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر في الرياض - ارشيف

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

قال مسافرون على الطريق الرابطة بين زنجبار العاصمة ولودر "إن قوات عسكرية تتبع حلفاء الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي، تواصل نفذت زحفا عدة كيلو مترات من بلدة شقرة الساحلية عقب وصول تعزيزات من مأرب ووادي حضرموت، وسط صمت سعودي على هذه التحركات التي تقول تقارير صحافية عربية انها تأتي لخدمة الأجندة الإيرانية والمليشيات الحوثية في صنعاء.

وقال مسافرون لمراسل (اليوم الثامن) "إن مليشيات إخوان اليمن نفذت زحفا بالدبابات من شقرة وقرن الكلاسي، وذلك عقب مناورة عسكرية اعلن قادة عسكريون اعتزامهم اجتياح عدن العاصمة الجنوبية مجدداً.

وكشفت صحيفة العرب الدولية الصادرة في لندن عن ترتيبات إخوانية في محافظة تعز مدعومة من قطر لتحويل المحافظة إلى نقطة لاستهداف المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي خلال الفترة المقبلة، في وقت حثت فيه الإمارات على تنفيذ فوري لاتفاق الرياض وقطع الطريق على أجندات هادفة للاستثمار في استمرار الحرب.

ولفتت الصحيفة على لسان مصادر يمنية  إلى أن التصريحات التي أطلقها عدد من السياسيين في تعز المحسوبين على قطر محاولة لتسوية الأرضية لهذا المخطط التي يأتي في توقيت مهمّ بعد سيطرة الحوثيين على نهم والجوف وتصعيدهم باتجاه محافظة مأرب.

وقالت المصادر إن البيان المثير للجدل الذي أصدره محافظ تعز السابق علي المعمري من مقر إقامته في مدينة إسطنبول التركية يأتي في سياق مخطط متكامل لاستهداف المقاومة المشتركة في الساحل الغربي تحت دواعي مناطقية وأيديولوجية، حيث تواصل قيادة الإخوان المسلمين في تعز تحشيد عناصر الجماعة عسكريا وعقائديا باتجاه قوات المقاومة المشتركة باعتبارها العدوّ الأول.

وأثارت مواقف المعمري التي حذر فيها من تغيير ديموغرافي في بعض مناطق تعز وخصوصا المخا من خلال “توطين” المقاتلين في المقاومة المشتركة وعائلاتهم في تلك المناطق بعد تهجيرهم من قبل الحوثيين، حالة من الاستهجان الشعبي، نظرا لأبعاد هذه الدعوات التي تنطوي على دعوة إلى عنف مناطقي يخدم الميليشيات الحوثية.

وأكدت “العرب” أن دعوات محافظ تعز السابق المدعوم من قطر والتي تناغمت معها مواقف وسائل الإعلام الإخوانية والحوثية، مؤشر على بدء مخطط حوثي إخواني مشترك لضرب قوات طارق صالح في الساحل الغربي، في إطار تفاهمات بين الجانبين رعتها الدوحة ومسقط وظهرت نتائجها كما يقول مراقبون في الانهيارات المتسارعة التي شهدتها جهات نهم والجوف التي تم تسليمها للحوثيين من دون مقاومة حقيقية.

واعتبر الصحافي والباحث السياسي اليمني سياف الغرباني أن تصريحات المعمري، بشأن وجود أفراد قوات المقاومة الوطنية، في مدينة المخا الساحلية وبعض المناطق في ريف تعز، لا يمكن قراءتها خارج سياق تحرّكات المحور القطري التركي، المدفوعة برغبة السيطرة على الساحل الغربي لليمن.

وأشار الغرباني إلى أن قطر عمدت منذ وقت مبكر إلى تمويل تشكيل ميليشيات إخوانية موالية في تعز، وإنشاء معسكرات تجييش خارج إطار حكومة الشرعية اليمنية والسلطة المحلية في تعز، بهدف إيجاد موطئ قدم في الساحل الغربي اليمني ومضيق باب المندب.

وأضاف أن “المعمري الذي يعزف على نفس الوتر الإخواني المناطقي والجهوي، مجرد حلقة رديئة ضمن خطة مفتوحة على الإملاءات القطرية، تستهدف وجود قوات المقاومة الوطنية التي يقودها العميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس السابق، تحت ذرائع عدة”.

وكانت “العرب” قد كشفت في وقت سابق عن مساع قطرية – إخوانية لتحويل تعز إلى مركز متقدم في استهداف القوى والمكونات اليمنية المناهضة للحوثيين غير المحسوبة على الإخوان، وهي المساعي التي خرجت للعلن عبر حملة التحريض التي يقودها القيادي الإخواني المقيم في مسقط حمود المخلافي والتي تهدف لتفكيك جبهات صعدة وإنشاء معسكرات جديدة ممولة من قطر كرأس حربة في مشروع قطر وتركيا في اليمن.

وتوقعت المصادر أن تشهد الفترة المقبلة تصعيدا كبيرا من قبل تيار الإخوان الموالي لقطر وتركيا في تعز لاستهداف قيادة المقاومة المشتركة في الساحل الغربي لليمن، ولعب دور في محاولة حصار عدن شمالا بواسطة المعسكرات التي تم استحداثها في ريف تعز الجنوبي والتي يعتقد أنها ستشارك في اجتياح عدن بالتزامن مع أيّ مواجهات عسكرية محتملة في منطقة “شقرة” شرق عدن حيث تواصل قوات الإخوان الحشد تحت ستار الجيش اليمني واستقبال التعزيزات القادمة من شبوة ومأرب وحضرموت.

واعتبرت مصادر سياسية مطلعة لـ ”العرب” أن إصرار قيادات إخوانية نافذة في الشرعية على عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض مؤشر على تحضير الجماعة لبدائل جديدة لفرض سياسة أمر واقع في جنوب اليمن، من خلال القوة العسكرية، في الوقت الذي يتم فيه تسليم المحافظات الشمالية المحررة للحوثي، ما يعتبره مراقبون تأكيدا على وجود تفاهمات إخوانية حوثية غير معلنة لتسليم شمال اليمن للحوثي مقابل تمكين الإخوان من الجنوب.

وفي هذا السياق، جددت الإمارات العربية المتحدة، السبت، دعوتها الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، إلى تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الجانبين، بشكل فوري.

وقال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية في تغريدة عبر حسابه في تويتر إن “التنفيذ الفوري لاتفاق الرياض ضروري على ضوء التطورات الحالية في اليمن”.

وشدد على أن “الاتفاق يوحّد الصف لمواجهة الحوثي ويمهّد للحل السياسي، ويعزز جهود مواجهة فايروس كورونا. وتابع “أما الرهان والمراوغة ضد السعودية الشقيقة من قبل من وصفها أحصنة طروادة، فما هو إلا رهان حزبي انتهازي خائب وسيفشل”، من دون ذكر مزيد من التوضيحات.

التنفيذ الفوري لاتفاق الرياض ضروري على ضوء التطورات الحالية في اليمن، الاتفاق يوحد الصف لمواجهة الحوثي ويمهد للحل السياسي ويعزز جهود مواجهة فيروس الكورونا، أما الرهان والمراوغة ضد السعودية الشقيقة من قبل "أحصنة طروادة" فما هو إلا رهان حزبي انتهازي خائب وسيفشل

وكانت مصادر سياسية يمنية قد حذرت في تقارير سابقة لـ”العرب” من انهيار العلاقة بين التحالف العربي و”الشرعية” اليمنية نتيجة لتجاهل الأخيرة لتحذيرات التحالف من مغبّة السير قدما باتجاه تفجير الوضع العسكري في المحافظات الجنوبية في الوقت الذي تهدد فيه الميليشيات الحوثية محافظة مأرب بعد سيطرتها على كل من نهم والجوف.

وفي مؤشر جديد على تصاعد مخاوف المكونات المجتمعية في المحافظات المحرّرة من خسارة مناطقها نتيجة لصفقات سياسية غير معلنة، دعا محافظ الجوف السابق حسين العجي العواضي، محافظ مأرب سلطان العرادة لسرعة تأسيس مجلس عسكري قبلي يضم قادة قبائل مأرب لتأسيس معسكرات للمجندين ومواجهة الحوثيين في معزل عن الأطر الرسمية التي تراجعت الثقة فيها بعد سقوط نهم والجوف.