بعد إعلان روحاني استئناف الأنشطة الاقتصادية..

مسؤول إيراني يؤكد 500 ألف إصابة بكورونا خلافا لما تعلنه السلطات

استئناف الأنشطة الاقتصادية في إيران يرجح انتعاش الوباء

طهران

حذر رئيس مركز مكافحة فيروس كورونا، علي رضا زالي الثلاثاء من موجة ثانية للوباء تجتاح إيران الأسبوع المقبل، وسط توقعات بارتفاع عدد المصابين بسبب زيادة حركة السكان المزدحمة في الأيام القليلة الماضية.

ولفت زالي في كلمة له خلال اجتماع لمجلس مدينة طهران بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا)، إلى أن طهران شهدت خلال الأيام الثلاثة الماضية زيادة في تحركات السكان وازدحام حركة المرور.

وأضاف "وبالتالي سنشهد زيادة في عدد مصابي كورونا في طهران خلال الأسبوع المقبل".

وفي أحدث مستجدات الفيروس أعلن رئيس قسم الموارد البشرية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية ناخدا رحيمي بور، إصابة 54 عسكريا في صفوف قوات الجيش الإيراني بكورونا.

كما كشفت بيانات وزارة الصحة الإيرانية الثلاثاء أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا تجاوز 62 ألفا، فيما تقترب حصيلة الوفيات من أربعة آلاف شخص، لكن مسؤولا كبيرا أشار إلى أن العدد الفعلي للإصابات قد يكون أعلى من ذلك بكثير.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور للتلفزيون الرسمي، إن "عدد وفيات فيروس كورونا في البلاد ارتفع إلى 3872 بعد وفاة 133 شخصا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، مضيفا أن هناك نحو أربعة آلاف مصاب في حالة حرجة".

وذكر أن العدد الإجمالي للإصابات زاد إلى 62589 بعد إضافة 2089 إصابة جديدة. لكن وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء نقلت عن حامد سوري العضو في المركز الوطني لمكافحة كورونا أن عدد الإصابات في إيران قد يبلغ "نحو 500 ألف حالة".

وقالت الوكالة نقلا عن سوري الاثنين قوله، "لم يتم رصد الكثير من المصابين بأعراض أقل شدة".

وتنفي حكومة إيران الأكثر تضررا من الفيروس في الشرق الأوسط، اتهامات بالتعتيم على نطاق التفشي.

وقال وزير الصحة سعيد نمكي للتلفزيون الرسمي اليوم الثلاثاء إنه جرى فحص نحو 70 مليون مواطن. ولم يتسن التحقق من صحة الرقم على نحو مستقل، مضيفا "نحث المواطنين على البقاء في المنازل واتباع التعليمات".

وترجح التوقعات انتعاش الوباء في إيران خلال الأيام القادمة لاسيما مع إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني استئناف الأنشطة الاقتصادية بسبب ما تعيشه غيران من أزمة آخذة في التفاقم مع تعطل القطاعات الحيوية بسبب انتشار المرض.

والأحد صرح روحاني بأنه سيجري استئناف الأنشطة الاقتصادية "قليلة المخاطر" اعتبارا من 11 أبريل/نيسان، ما أثار قلق الإيرانيين من أن ذلك قد يزيد من انتشار الفيروس في ظل الدعوات إلى التباعد الاجتماعي والتزام المنازل.

ويأتي قرار استئناف قطاعات الإنتاجية تحت ضغوط الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها إيران جراء العقوبات الأميركية التي تستهدف قطاع النفط الإيراني الذي يعد أحد أبرز الموارد التمويلية التي تعتمدها طهران لتغطية نفقاتها.

ويخشى الشارع الإيراني من أن العودة للنشاط الاقتصادي وعودة الحركة، سيساهم حتما في انتقال عدوى الفيروس بشكل أكبر بين المواطنين في وقت تكابد فيه السلطات الإيرانية في مواجهة الوباء الذي تفشى بين الإيرانيين.

وتقع الحكومة الإيرانية بين ضرورة تكثيف إجراءات منع الحركة والتجمعات لمواجهة الفيروس القاتل الذي يواصل انتشاره، وبين الرغبة الملحة في العودة للنشاط الاقتصادي لتجاوز أزمة آخذة في التفاقم.

وكان المركز الوطني لمكافحة كورونا في إيران قد أعلن من قبل أن خطة التباعد الاجتماعي ستستمر حتى الـ8 من أبريل/نيسان ومن المرجح تمديدها في ظل استمرار انتشار الفيروس بشكل كبير.

وحذر خبراء ومسؤولون في وزارة الصحة مرارا من أن القرارات الاقتصادية العاجلة ستؤدي حتما إلى ظهور الموجة الثانية من فيروس كورونا مع عودة النشاط الاقتصادي إلى طبيعته.

وقال نمكي في رسالة بعث بها إلى روحاني مفادها أن قرارات استئناف الأنشطة الاقتصادية التي اتخذتها بعض المؤسسات الحكومية ستنعكس سلبا على النظام الصحي، منتقدا بشدة قرارات وزارة الصناعة بمواصلة أنشطة وحدات الإنتاج.

وتبذل إيران جهودا مضنية للحد من تفشي فيروس كورونا، لكن السلطات قلقة أيضا من أن الإجراءات الرامية إلى تقييد الحياة العامة لاحتواء الفيروس قد تدمر اقتصادا يئن تحت وطأة العقوبات الأميركية.

وتخطط الحكومة الإيرانية لتنفيذ ما يسمى مشروع "التباعد الذكي" في الأيام المقبلة، عوضا عن خطة التباعد الاجتماعي، ولكن لم يتم تقديم التفاصيل الكاملة للخطة الجديدة حتى الآن، وفق ما نقله الموقع.

واشتكى المسؤولون الإيرانيون مرارا من تجاهل كثير من الإيرانيين لمناشدات البقاء في منازلهم وإلغاء خطط السفر لقضاء عطلة العام الجديد التي بدأت في 20 مارس/آذار.

وحذرت السلطات الصحية منذ ذلك الحين من موجة جديدة من الإصابات. وأحجمت حكومة روحاني عن فرض إجراءات عزل عامة على مدن في البلاد لكنها منعت التنقل بين المدن حتى الثامن من أبريل/نيسان.

وقال روحاني إن هذا الحظر سيمدد أيضا حتى 18 أبريل/نيسان في محاولة للحد من تفشي الوباء الذي يحصد يوميا عشرات الأرواح في إيران.

وتعاني إيران من نقص المستلزمات الطبية وهشاشة القطاع الصحي بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة التي تفاقمت جراء العقوبات الأميركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد انسحابها من الاتفاق النووي عام 2018.