تظاهرات غضب في عدن..

تقرير: عقاب ممنهج.. كيف أصبح تنفيذ اتفاق الرياض وفق رؤية آل جابر

قائد عسكري سعودي يتوسط رئيس اليمن المؤقت ونائبه في العاصمة السعودية الرياض - ارشيف

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

شهدت عدن في أول ليالي شهر رمضان تظاهرات احتجاجية غاضبة وقطع طرقات، احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي، فيما قال ناشطون إن العاصمة الجنوبية تتعرض لعقاب جماعي ممنهج بحق أهلها.

وشهدت احياء كريتر مسيرة شبابية جابت الشوارع وردد المحتجون هتافات ضد مدير عام صيرة خالد سيدو وطالبوا بإقالته، وأخرى ضد التحالف العربي بقيادة السعودية، الذي اتهموه بتنفيذ سياسة العقاب الجماعي ضد أول عاصمة عربية تثور في وجه الوجود الإيراني المدعوم اقليميا.

وفي خور مكسر، قطع محتجون طرقا رئيسية احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 20 ساعة في اليوم، ناهيك عن استمرار معاناة السكان مع مياه الشرب التي قالوا انها لا تصل منازلهم منذ نحو سبع سنوات.

وأضرم محتجون في كريتر النار في صور للرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، ومدير مؤسسة المياه الإخواني فتحي السقاف الذي قالوا انه هو الأخر يمارس العقاب جماعي بحق السكان.

وطافت محتجون الاحياء وهم يرددون "يرحل خالد سيدو، يرحل أحمد سالمين"، فيما قال مصدر مقرب من الحكومة اليمنية ان نجل الرئيس هادي، جلال عبدربه على خلاف كبير مع سالمين، الا انه لم يقله نتيجة انه افضل من يمارس سياسية العقاب الجماعي التي تمارسها الحكومة اليمنية منذ سنوات بحق سكان المدينة.

وبين المصدر ان هناك تحذيرات من مغبة الاستمرار في اللعب على معاناة الناس في عدن والجنوب، مؤكدا ان هناك تحذيرات ورسائل ارسلت إلى مكتب الرئيس بشأن هذا العقاب، وانهم اذا ارادوا هزيمة المجلس الانتقالي الجنوبي، لن تأتي من خلال سياسة العقاب الجماعي، ولكن من باب التنمية ودعم المشاريع التنموية واصلاح الطرقات واعادة المياه الى المنازل.

وقال مصدر دبلوماسي جنوبي وسفير سابق لـ(اليوم الثامن) "إن العقاب الذي تمارسه حكومة هادي بحق سكان الجنوب، لم يكن ردة فعل على المجلس الانتقالي الجنوبي، ولكن جاء منذ وقت مبكر، وهو نتيجة مخطط كان واضحا منذ البداية، وقد افصح عنه وزير الخارجية الأسبق عبدالملك المخلافي، والذي أكد ان "تطور عدن وازدهارها يجشع الجنوبيين على الانفصال".

ولفت المصدر إلى التحالف العربي بقيادة السعودية، على اطلاع بشكل واضح على هذه السياسة الممنهجة.. متسائلا "أين مشروع اعادة الإعمار الذي طالما تحدث عنه سفير السعودية محمد آل الجابر".. مشيرا إلى ان المشروع الذي يحسب للسعودية انها عملته في عدن "هو بناء مجسم في مطار عدن الدولي الذي اعيد تأهيله على حساب الإمارات ومن قبل شركة إماراتية.

وعن مستشفى عدن، قال المصدر "انه المستشفى الوحيد في العالم الذي استغرق بنائه عقود من الزمن، ويحتاج اليوم إلى  عقود أخرى من التأهل وطلاء واجهته الخارجية.

وقال صحفي موال للحكومة ومسؤول في صحيفة 14 أكتوبر "إن هناك مخطط ينفذ على أرض الواقع بتجييش الناس ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي قد يجد نفسه مجبرا على تنفيذ سياسية الأمر الواقع التي قد تتعامل معها جميع الاطراف في ظل استمرار حالة العقاب الجماعي.

واشترط سفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر ما اسماه تنفيذ اتفاق الرياض، للعمل على دعم ما  خلفته اثار السيول التي هطلت على عدن.

ولم يسم الشرعية بالمعرقل، لكنه أكد "على ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض الذي سيوحد الجهود و الصفوف للتغلب على جميع التحديات الانسانية والاقتصادية والأمنية وتقديم الخدمات للشعب اليمني الشقيق".

وعلق المحامي يحيى غالب على تصريحات أل الجابر، حيث قال " معالي السفير المحترم

هل ما انعقد بالرياض بنوفمبر 2019 قمة للمناخ ونتج عنها (نشره جوية لحالة الطقس) تم تسميتها بإتفاق الرياض، اوردتها انت ومعين وبن دغر بتغريدات كارثة سيول عدن".

وقال غالب ان "اتفاق الرياض يعد نصرا سياسيا للسعودية وليس منخفضا جويا،

الجنوب اكرم التحالف بالدم الغالي ويستحق برنامج اعمار حقيقي".

ودعت مصادر دبلوماسية السعودية إلى تغيير السفير آل جابر، على اعتبار انه يعمل على تنفيذ اتفاق الرياض وفق نهجه وتوجهه فقط.. مشيرين إلى ان ال الجابر أصبح يتصرف وفق رؤيته الخاصة، واجندته الرامية إلى تسليم عدن للإخوان.

واعلن السفير السعودي قبل سنوات عن رغبة بلاده في تسليم مدن الجنوب لما اسماها الحكومة الشرعية، وهو ما يعتقده البعض انه تنفذ في اغسطس (آب) من العام الماضي، باجتياح مأرب لشبوة واجزاء من أبين، ومحاولة التوغل صوب عدن.