عدسة الجزيرة نحو الهدف مباشرة..

تقرير: الجزيرة والأناضول.. هل نسّقت لاستهداف سلطان عمان الجديد؟

قلب القناة القطرية إلى جانب وكالة الأنباء التركية لإسم السلطان هيثم بن طارق

الدوحة

فسّر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الخطأ الذي ارتكبته كل من قناة الجزيرة القطرية والأناضول التركية، في اسم سلطان عمان هيثم بن طارق بن سعيد، بأنه متعمد ومقصود ولا يمكن أن يكون على سبيل المصادفة البحتة، واعتبروه إشارة خفية إلى استفزاز السلطان هيثم واختبار ردة فعله على محاولة المس من قيمته ووزنه.

أثار قلب اسم سلطان عمان هيثم بن طارق بن سعيد في خبر لوكالة الأناضول ونطقه باسم السلطان طارق بن هيثم، مع خطوة شبيهة في قناة الجزيرة، التي أوردت الاسم خاطئا في أكثر من نشرة إخبارية، شكوكا في وجود نية من أنقرة والدوحة للضغط على السلطان الجديد وتخويفه من حملات إعلامية لو اختار النأي بنفسه عن النظامين “الحليفين”.

وقوبل الاستخفاف باسم السلطان وما يحمله من رمزية للسيادة العمانية بهجوم واسع من نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ذلك لم يدفع قناة الجزيرة إلى الاعتذار وفوضت الأمر إلى أحد مذيعيها، ما اعتبره العمانيون غير كاف.

 بالمقابل لم تسحب وكالة الأناضول، وهي الوكالة الرسمية التركية المعبرة عن توجهات ومواقف الرئيس رجب طيب أردوغان، الخبر ولم تعدل عليه (حتى مساء الاثنين)، ما يوحي بأن الأمر يتجاوز “الخطأ المهني غير المقصود”. ومال الكثير من النشطاء إلى أن الأمر مقصود ومنسق بين الوسيلتين الإعلاميتين المعروفتين في وقت بدا فيه سلطان عمان الجديد أكثر حرصا على أن تكون الدبلوماسية العمانية أكثر هدوءا ودفئا في علاقاتها الخليجية، وهو ما لا ترتضيه قطر ومن ورائها تركيا الساعيتين إلى شق صف دول مجلس التعاون الخليجي، ومنع صفاء العلاقة بين مسقط والرياض.

وتساءل النشطاء هل يعقل ألا تعرف الجزيرة اسم السلطان الجديد، وأن يمر الخطأ في أكثر من نشرة، وألا تتفطن عيون المشرفين، مرجحين أن يكون الأمر إشارة خفية إلى استفزاز السلطان هيثم واختبار ردة فعله على محاولة المس من قيمته ووزنه كما ردة فعل العمانيين الذين فهموا الرسالة وردوا بقوة على قناة الجزيرة وسردوا سلسلة من إساءاتها القديمة للسلطنة.

واعتبر أحد النشطاء أن ما جرى لا يمكن تفسيره سوى بأمرين؛ إما أن إعلاميي قناة الجزيرة ليسوا ذوي كفاءة، وهو ما يعني تهاوي الصورة التي يتم تسويقها عنها في علاقتها بالمهنية والدقة، أو أن القناة تتآمر على سلطنة عمان، وأنه يجب مقاطعتها.

وقال الإعلامي العماني محسن الفقيه، وهو يعرض فيديو لنشرة تم فيه ذكر اسم السلطان بالخطأ “نعم الخطأ وارد ونؤمن به ونتقبله مرةً واحدة، ولكن تكراره وفي يوم واحد بعدةِ نشرات يعد إهمالا واضحا وتقصيرا كبيرا من قناة بحجم الجزيرة”.

ما جرى لا يمكن تفسيره سوى بأمرين فإما أن إعلاميي الجزيرة ليسوا ذوي كفاءة أو أن القناة تتآمر على سلطنة عمان

وكانت الأناضول أوردت في تقرير بتاريخ 21 مايو خبرا عن اتصال سلطان عمان بالزعماء الخليجيين بدأت بتسميته السلطان طارق بن هيثم وفي آخر التقرير هيثم بن طارق، ولم تعدل الخطأ ولم تسحبه بعد، ما جعل متابعين يعتقدون أن الأمر ليس بريئا خاصة مع تزامنه مع خطأ الجزيرة والضجة التي أثيرت حوله.

وتزامن الخطأ في اسم السلطان هيثم مع ما اعتبره النشطاء إساءة متعمدة من فيصل القاسم، مذيع قناة الجزيرة، الذي نشر تغريدة أشار فيها إلى دول عربية قال إن لديها علاقة مع إسرائيل، وأرفق التغريدة بصورة تجمع السلطان الراحل قابوس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال نشطاء إن فيصل القاسم لا يتحرك دون إيعاز من جهة قطرية، وأنه لو كان القطريون حريصين على تمتين العلاقة مع القيادة الجديدة في السلطنة ما سمحوا للقاسم بالتطاول على سلف السلطان قابوس الذي يحظى بمحبة لدى العمانيين.

وكان وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني قد زار مسقط في الحادي والعشرين من مايو، وذلك بعد ساعات من اتصال هاتفي بين السلطان هيثم وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ما أشّر على وجود رغبة لدى الدوحة في أن يقود السلطان الجديد وساطة بينها وبين السعودية والإمارات والبحرين، لكن يبدو أن السلطان هيثم لم يكن متحمسا لوساطة دون وضوح في الموقف القطري بشأن الضمانات التي ستساعد على إنجاح الوساطة، وخاصة إقناع السعودية بفتح ملف مرت عليه ثلاث سنوات ولا يمكن تحريكه دون تعهدات قطرية واضحة بتنفيذ ما عليها من استحقاقات لاستعادة ثقة جيرانها.