عرض الصحف العربية..

تقرير: حزب الله ينكأ جراح لبنان ويجرفه نحو أزمة عميقة

حزب الله

بيروت

يعيش لبنان ظرفاً استثنائياً لجأ خلاله عدد كبير من اللبنانيين إلى الانتحار أو السطو المسلح لتأمين قوت أولادهم الذين باتوا يتضورون جوعاً بسبب غلاء أسعار المواد الغذائية الفاحش، وتدهور الليرة لأدنى مستوياتها أمام الدولار الأمريكي.

وفي صحف عربية صادرة اليوم السبت، فإن لبنان بات ينفذ من الحلول الحقيقية للخروج من الأزمة الاقتصادية التي يعيشيها بسبب سيطرة حزب الله على قرار الحكومة والذي يمنع بدوره أي جهات دولية مانحة من الخوض في غمار مساعدة لبنان. 

تدهور الأمن الاجتماعي

قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، إن انخفاض الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين اللبنانيين على خلفية الأزمتين الاقتصادية والمالية أفضى إلى تدهور الأمن الاجتماعي، بعد أن بدأت ظاهرة السطو اللبنانيين بالسلاح للحصول على احتياجاتهم الغذائية تتزايد.

ودفع الفقر اللبناني علي محمد الهق (61 سنة) على إطلاق النار من مسدس على رأسه قرب أحد المقاهي في شارع الحمراء، وسط حال ذهول المارة. وباشرت القوى الأمنية التحقيق في الحادث. وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لابن عمه يقول فيه إن "الجوع دفعه للانتحار".

وشهد لبنان عدة حوادث انتحار منذ انفجار الأزمة، حيث أقدم مواطن لبناني في 4 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على الانتحار في بيروت بسبب طرده من العمل، وتراكم بعض الديون عليه، وتبعه آخر في بلدة عرسال في البقاع في 9 ديسمبر (كانون الأول) بعدما طلبت منه طفلته ألف ليرة لبنانية كي تذهب إلى المدرسة.

وأظهرت دراسة أجرتها "الدولية للمعلومات" في الشهر الماضي، أن "جرائم القتل ارتفعت بنسبة 103%، ليصل عددها إلى 118 حالة، وبالتالي هناك 30 حالة قتل إضافيّة عن العام الفائت".

كما أسهم الانكماش الاقتصادي في رفع معدل السطو المسلح والسرقة التي سُجل منها 704 حالات في الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي. وأظهرت مقاطع فيديو تناقلها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي أمس، رجلاً يأخذ حليب أطفال وحفاضات من صيدلية بقوة السلاح، وهي مقاطع تتكرر منذ تفاقم الأزمة، وتُظهر انفلاتاً في الأمن الاجتماعي تفاقم خلال الأشهر الماضية.

لا حلول 

قالت صحيفة "العرب" اللندنية في تقرير لها، إن آمال تدخل صندوق النقد الدولي لإنقاذ لبنان تراجعت، في ظل حكومة إما أنها غير راغبة تحت ضغط حزب الله الذي يختصر حل المشكلة اللبنانية بعلاقات اقتصادية وسياسية أقوى مع إيران وليس مع دول الخليج الغنية مثل السعودية أو الإمارات، أو عاجزة عن سن إصلاحات، تتعارض مع أجندات متضاربة لزعماء طوائف لا يريدون التنازل عن سلطة أو التخلي عن امتياز.

وفي الوقت الذي يعيش فيه لبنان واحدة من أحلك اللحظات منذ الاستقلال عام 1943، ستكون الخيارات التي يتبناها الطرف الأهم بحسابات موازين القوى، وهو حزب الله المدعومة من إيران، حاسمة في رسم خارطة مستقبل الأحداث.

وتتصاعد المطالب باستقالة رئيس الوزراء حسان دياب، لكن حزب الله يرى أن الإبقاء عليه هو أقل الخيارات سوءاً، على اعتقاد بأن أي تغيير سيُنظر إليه على أنه هزيمة سياسية ويفتح الطريق أمام فراغ حكومي طويل. لكن دياب ومن خلفه حزب الله عاجزان عن تنفيذ الإصلاحات أو تحقيق التقدم على مسار صندوق النقد الدولي. وهذا ما دفع رئيس الحكومة اللبنانية الخميس إلى إطلاق اتهامات لجهات خارجية بأنها تعمل على إخضاع لبنان.

وأعلن دياب أنه "لن نقبل أن يكون البلد والشعب اللبناني صندوق بريد داخلي لمصالح ومفاوضات وتصفية حسابات خارجية". في ما يشبه الرد على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي طالب الحكومة اللبنانية بإصلاحات حقيقية من أجل أن تحظى بمساعدة دولية، كما أن السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا رفضت أن تخضع الحكومة اللبنانية إلى حزب الله المصنف إرهابياً لدى الولايات المتحدة. مؤكدة أن بلادها مستعدة لدعم لبنان طالما تتخذ الحكومة الخطوات الإصلاحية.

مقدمة حرب

تؤكد صحيفة "الجهمورية" اللبنانية، أن أحد مستشاري مسؤول سياسي تواصل في الفترة الأخيرة مع العديد من الدبلوماسيين العرب والأجانب في بيروت، واستفسر صراحة عمّا إذا كان الضغط على لبنان مقدمة إلى حرب. وبحسب المعلومات، فإن سفير دولة كبرى معنية بالشأن اللبناني، كشف للمستشار المذكور، بأن الإدارة الأمريكية بدأت تلمس أن "حزب الله" بات قلقاً من الضغوط الخارجية، ومن الضغط المتزايد عليه في الداخل اللبناني بشكل عام، وفي بيئته بشكل خاص، وهذا ما قد يدفع واشنطن إلى ممارسة المزيد من الضغوط والعقوبات لتحقيق هدفها المعلن بعزل الحزب وخنقه بشكل كامل.

وأكد المستشار المذكور، أن "الجامع بين الدبلوماسيين العاملين في لبنان أمران، الأول، هو النظرة اليائسة من الحكومة التي باتت تشبه امرأة عاقر غير قادرة على الإنجاب، والثاني هو أن الأمريكيين وغيرهم من الإسرائيليين وغير الإسرائيليين، يريدون نصراً كاملاً وسريعاً على "حزب الله"، وهذا الأمر ليس متاحاً، وهذا معناه أن فرضية الحرب مستبعدة، ذلك أن الإدارة الأمريكية تتحضر للانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فهل يمكن أن تُشغل نفسها في حرب سواء عبر الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة أو عبر إعطائها الضوء الأخضر لحرب قد لا تحقق لها ما ترجوه من نتائج منها؟ إن التوصيف الدقيق لما يجري في لبنان هو أن أطراف النزاع الدوليين يخوضون في هذه المرحلة معركة "عضّ أصابع".

ارفع يدك عن لبنان

يقول الكاتب سليمان جودة في مقال له بصحيفة "المصري اليوم"، "لا يبدو لبنان في حاجة هذه الأيام إلى شيء قدر حاجته إلى أن يعيد رفع شعار الرئيس السادات الشهير، الذي تردد في السبعينيات طويلاً.. وكان يقول: ارفعوا أيديكم عن لبنان!.. وربما يحتاج الشعار إلى تعديل بسيط ليصبح على الصيغة التالية: ارفع يدك عن لبنان!. وسوف يكون المقصود هو حزب الله، الذي لو استطاع أن يتعامل مع الأمور بمنطق وطني.. لا طائفي أبداً فسوف يقدم لبنان على إيران، التي لا يُخفي هو ولاءه لها وسوف يدرك عندئذ أن لبنان أبقى له من طهران، وأن بيروت عاشت عاصمة لكل لبناني يحمل جنسية بلده، ولا بد أن تظل فليست عاصمة للحزب يهيمن عليها من قواعده في الضاحية الجنوبية مرة ومرةً ثانية من خلال وجوده في البرلمان وفي الحكومة!".

ويتابع الكاتب قائلاً، "إننى أفهم أن وجوده البرلماني يستند إلى إرادة ناخبين أفهم هذا رغم أن القانون الذي جرت الانتخابات على أساسه كان معيباً، وكان محل رفض من جانب قطاعات عريضة في البلد ولكن هذا موضوع آخر أما موضوعنا فهو أن وجوده البرلماني لا يبرر مبدأ المغالبة، الذي ينتهجه مع باقي القوى السياسية ويمضي وفقه، وإنما يستدعي مبدأ المشاركة، الذي يقضي بأن لبنان بلد يجب أن يتسع لكل تيار سياسي بمثل ما يتسع بالضبط لحزب الله باعتباره تياراً من التيارات.. وإلا.. فسوف يجرد الحزب بلاد الأرز من مفهوم الوطن، الذى لا يكون وطناً إلا إذا اتسع لشتى مواطنيه!".